رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

نجوم المسرح المصري|صلاح السقا.. رائد فن العرائس وصاحب «الليلة الكبيرة»

25-9-2025 | 13:49

صلاح السقا

طباعة
همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم وموهبتهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموه  من عروض متفردة  ومتميزة مسرحنا المصري.

 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

واللقاء اليوم  مع رائد فن العرائس الفنان والمخرج صلاح السقا

 رائد فن تحريك العرائس بمصر، و أحد أبرز مؤسسي ومقدمي مسارح العرائس في العالم العربي، قدم خرج العديد من العروض  للعرائس التي جسدت ملامح الحياة الشعبية المصرية،  ويعد أوبريت «الليلة الكبيرة» التي صور خلالها أجواء الموالد الشعبية بشخصياتها المتنوعة، واحدة من أبرز نجاحاته، إنه المخرج الكبير صلاح السقا.

البداية والانطلاقة

ولد صلاح السقا في 11 مارس 1932م بمركز أجا، محافظة الدقهلية، وتخرج  في كُلِّيَّة الحقوق بجامعة عين شمس، عمل بالمحاماة لفترة قصيرة لا تزيد عن عام، وخلال ذلك التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد  الأبّ الروحي لفناني العرائس في العالم… الفنان العالمي والخبير «سيرجي أورازوف».

 انضم «السقا» لفرقة مسرح شكوكو للعرائس  خلال فترة دراساته الجامعة مع الفنانين حمدي أحمد، ويوسف شعبان، والسيد راضي، وقدموا معا عدة مسرحيات  أهمها: «السندباد البحري» تأليف فتحي قورة وألحان  محمود الشريف، وعلي إسماعيل، وكان صلاح السقا مخرجًا، و«الكونت دي مونت شكوكو» 1961م،  شكوكو في كوكب المِرِّيخ» 1962 م

وسافر«السقا» بعدها إلى رومانيَا ليحصل من هناك على دبلوم الإخراج المسرحي وتخصص فن العرائس، ثم عاد إلى مصر ليحصل على درجة الماجستير من المعهد  العالي للسينما قسم إخراج، بأكاديمية الفنون، عام 1969م.

مسرحيات  لثلاث عقود متتالية

وقدم «السقا» صلاح السقا أيضًا في رحلته الفنية عروض مسرحية للعرايس منها.. «حلم الوزير سعدون»، «حسن الصياد»، «الأطفال يدخلون البرلمان»، «خرج ولم يعد»، قدم «السقا» في الستينيات بالقرن الماضي، أهم وأشهر مسرحيات العرائس أوبريت «الليلة الكبيرة» أيقونة مسرح العرائس في تاريخ الفن  مصر وعالمنا العربي.

وأخرج «السقا» في السبعينيات القرن العشرين عروضًا أخرى منها: «مقالب صحصح وتابعه دندش»، من أشعار شاعر العامية عبدالرحمن الأبنودي، «أبو على» تأليف الشاعر سيد حجاب، و«عودة الشاطر حسن»، «عقلة الصباع»، «الديك العجيب»، تأليف إيهاب شاكر، وحوار  الشاعر صلاح جاهين، و«حكاية سقا» من تأليف سمير عبد الباقي، أخرج رائعة المؤلف نور الدين يس «صحصح المصحصح» في موسم 1987/ 1988م.

مناصب إدارية مهمة

نجح «السقا» في كل المناصب الإدارية  التي تولاها ومنها مدير عام فِرْقَة القاهرة لمسرح العرائس،  لسنوات طويلة متتالية، ورأس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية وأيضًا تولى رئاسة البيت الفني للمسرح لمدة ثلاثة أعوام تقريبًا خلال الفترة من 1988م: 1990م

إبداع  فني خارج الحدود

ساهم «السقا» في تأسيس وإنشاء مسارح للعرائس في العديد من الدول العربية منها… «سوريا، الكويت، قطر، وتونس، والعراق وغيرهم»،  وقدم العديد من البحوث والدراسات  حول «تاريخ فن العرائس»  والتي أصبحت من المناهج المقررة على طلاب الأقسام المتخصصة بالمعاهد الفنية، وكليات التربية الفنية التي تدرس  فن العرائس، وتحريكها.

وتزوج صلاح السقا من «نادية» ابنة الفنان عبده السروجي و أنجب فاطمة وأحمد السقا أصبح نجما وممثلًا معروفًا في الفن المصري والعربي له بصمته وأعماله الكثيرة بالدراما المصرية.

رحيل وأثر باق 

رحل المتفرد صلاح السقا عن عالمنا في مثل هذا اليوم، صباح السبت 25 سبتمبر 2010م متأثرًا بهبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى، تاركًا أثره الذي لن يزول في وجداننا وذاكرة الجمهور المصري والعربي.

«الليلة الكبيرة».. الفن الخالد

أوبريت غنائي هو أشهر ما أنتج وقدم مسرح العرائس في مصر، ويقدم للجمهور ملامح ومظاهر المولد الشعبي من خلال شخصياتنا بالشارع المصري وبطقس هذا المولد منهم «الأراجوز، بائع الحمص، المصوراتي، معلن السيرك، الفلاح، المنشد بائع البخت، القهوجي، المعلم، العمدة، الراقصة، مدرب الأسود، الأطفال».

مبدعو «الليلة الكبيرة» 

«الليلة الكبيرة» من كلمات صلاح جاهين، ألحان شيخ الملحنين سيد مكاوي، عرائس دكتور  ناجي شاكر، ديكور: مصطفى كامل  والإخراج المسرحي صلاح السقا وأخرجها للتليفزيون محمود بيومي.

فنانو ومطربو الأوبريت نخبة من أصوات مصر في زمن الفن الجميل والخالد: «سيد مكاوي،  شفيق جلال، عبده السروجي، محمد رشدي، حورية حسن، إسماعيل شبانة، شافية أحمد، ومشاركة بصوت وأداء الشاعر صلاح جاهين».

 عُرض أوبريت «الليلة الكبيرة» للمرة الأولى في 1 مايو من عام 1961م، التصوير من تنفيذ  «الوحدة الثامنة ألوان» بالتلفزيون المصري في مطلع الثمانينيات بالقرن الماضي. 

أيقونة فنية من هُوِيَّة مصر

عاش أوبريت  «الليلة الكبيرة» معنا منذ تقديمها كعلامة مميزة في هُوِيَّة مصرنا الغالية الفنية والثقافية، حتى أيامنا وما زالت يقدم للجمهور بتحريك أجيال متعاقبة من فناني مسرح العرائس بالبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة، العديد من  الحفلات والفعاليات الثقافية والفنية، كما يقدم  الأوبريت بأغانيه وطقسه  من قبل  العديد من الفرق الأخرى المستقلة بمعالجات منها بالرقص الحديث ومن خلال مدارس المسرح الحديثة