يعد يوهان إنكه أحد أبرز علماء الفلك في القرن التاسع عشر، وصاحب أول حساب دقيق لفترة مذنب قصير الدورة، والذي حمل اسمه لاحقًا: مذنب إنكه.
وُلد الفلكي الألماني يوهان فرانز إنكه في مدينة هامبور ودرس إنكه في جامعة جوتينجن بين عامي 1809 و1813، وتتلمذ على يد العالم الكبير كارل فريدريش غاوس، الذي أثر في منهجه العلمي الدقيق.
ورغم انخراطه في الحروب النابليونية كضابط مدفعية، عاد بعدها إلى مسيرته العلمية، وعُيّن مساعدًا في مرصد سيبرغ قرب مدينة غوتا، حيث بدأ تحقيقاته الفلكية الجادة.
مذنب إنكه... اكتشاف غير مسبوق
في عام 1819، أذهل إنكه المجتمع العلمي حين حسب بدقة أن مذنبًا رُصد عام 1818 هو نفسه الذي ظهر عام 1805، بل وسبق أن شوهد عام 1786 و1795، ووجد أن دورته المدارية تبلغ 3.3 سنوات فقط ، وهو ما
كان غير مألوف آنذاك، إذ كانت معظم المذنبات المعروفة ذات دورات طويلة تتجاوز 70 عامًا مثل مذنب هالي.
هذا الاكتشاف جعله أول من أثبت وجود مذنبات قصيرة الدورة، وسُمي المذنب لاحقًا باسمه: 12P/Encke، ليصبح أول مذنب يُعرف بدوريته القصيرة.
أعماله ومناصبه العلمية
- تولى إدارة مرصد برلين عام 1825، حيث أجرى أبحاثًا دقيقة في حساب مدارات الكواكب والمذنبات.
- أصبح أستاذًا في جامعة فريدرش فيلهيلم في برلين، ودرّس الرياضيات والفلك.
- نشر العديد من الأوراق العلمية حول الكسوفات الشمسية و النجوم الثنائية و القياسات الفلكية الدقيقة.
توفي يوهان إنكه في 26 أغسطس 1865 عن عمر ناهز 73 عامًا، بعد أن ترك إرثًا علميًا لا يزال حاضرًا في علم الفلك الحديث.