أكدت الدكتورة رتيبة النتشة مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الديمقراطي وعضو هيئة العمل الأهلي الفلسطيني، أن الأوضاع في قطاع غزة لا يمكن وصفها بحسب المعايير الإنسانية جراء القصف المتواصل والمستمر والحصار المفروض على القطاع ومنع دخول مساعدات واجبار المواطنين على النزوح القسري خارج مدينة غزة.
وقالت النتشة - في مداخلة لفضائية القاهرة الإخبارية - "إن أكثر من مليون شخص في مدينة غزة يخضعون لحصار شديد ولا يمتلكون خيارا للنزوح الى خارج المدينة بسبب قلة الامكانيات وعدم وجود أماكن آمنة في القطاع للنزوح اليها".
وأضافت أن ما يحدث حاليا في قطاع غزة يأتي ضمن الخطة العسكرية التي طرحت لمدينة غزة والتي تسمى "جدعون 2"، حيث تشمل مرحلتها الأولى "النار" بمعنى إبادة وتدمير مدينة غزة بالكامل والمحافظة الوسطى بقطاع غزة؛ تمهيدا للمرحلة الثانية وهى الاحتلال والسيطرة ثم المرحلة الثالثة وهى مرحلة سرية سيتم استخدام بها أسلحة لم تستخدم من قبل.
وأشارت إلى أن الهدف من هذه الحرب هو إنهاء وجود الشعب الفلسطيني وليس الحرب على حماس كما تدعي دولة الاحتلال هروبا من الاتهام بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وشددت على أنه لا يمكن الوثوق في الخطوط الأمنة التي يعلنها جيش الاحتلال لنزوح المواطنين لأن إسرائيل توجه المواطنين لمحاور تقول أنها أمنة ثم تستهدفهم ، مؤكدة أن دولة الاحتلال تستخدم تلك المحاور كمصائد لحصر المدنيين في تلك الطرق ومن ثم قتلهم.
ونوهت بأن 90% من مناطق القطاع تصنف بأنها مناطق قتال حمراء بحسب الخريطة التي تحدثها مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "أوتشا" بشكل مستمر ، والتوجيهات المتعلقة بنزوح السكان يتم تغييرها باستمرار بقصد فرض كمائن بشرية لقتل أكبر عدد ممكن من النازحين.
وأشارت إلى أن القطاع الصحي هو أول ما تم استهدافه في قطاع غزة بالإضافة الى استهداف الطواقم الطبية سواء بالاعتقال أو الاغتيال ، حيث تم تدمير 25 مستشفى بشكل تام من أصل 35 مستشفى كانت تعمل داخل القطاع، وتم اعادة ترميم تلك المستشفيات بالإمكانيات المتاحة المحدودة من أجل تقديم الخدمات الصحية المنقذة للحياة للمواطنين، لافتة إلى أن القطاع الصحي منهار تمامًا ويعمل بأقل الإمكانيات تحت ظروف استثنائية لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين.