أثار قرار تنحى الكابتن محمود الخطيب، عن رئاسة النادى الأهلى، وعدم نزوله فى الانتخابات المقبلة، حالة من الفزع والخوف على مستقبل قلعة الجزيرة، بعدما تلقى عُشاق الأحمر وأنصاره قرار «الأسطورة» كالصاعقة، التى هزت مشاعر الملايين من جماهير نادى القرن.
ومنذ أيام قليلة، أعلن محمود الخطيب، اعتذاره عن عدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، منهيًا مسيرة حافلة استمرت 8 سنوات من العطاء والإنجازات الاستثنائية، ليمثل القرار مفاجأة مدوية أصابت الجميع، خاصة فى ظل التوقيت الحساس الذى يمر به فريق الكرة الأول بالنادى، لكن الأسباب الصحية لكابتن مصر كانت أقوى من كل العواطف.
الدكتور سعد شلبى، المدير التنفيذى للنادى الأهلى، علّق قائلًا: إن الأمور تتم داخل النادى بكل دقة، ونعمل على قدم وساق لتحقيق طموحات الجماهير بشكل مستمر وبصفة منتظمة، مشيدًا برحلة عطاء الكابتن الخطيب التى استمرت أكثر من 50 عامًا، من لاعب إلى أسطورة كروية، ثم إدارى، حتى عضو مجلس إدارة، وصولًا إلى رئيس للكيان العملاق، لافتا إلى أن الخطيب أعطى النادى الأهلى الكثير، والعلاقة بينه وبين الجمعية العمومية قائمة على الحب والثقة، ولكن الحالة المرضية هى السبب الرئيسى فى ابتعاده عن إدارة النادى.
وأوضح «شلبى» أن محمود الخطيب يمر بظروف صحية صعبة جدا جعلته يتخذ قرار الابتعاد، الذى مثّل صدمة كبيرة لأعضاء مجلس الإدارة، الذين رفضوا بالإجماع هذا القرار، ولكن الخطيب كان لديه إصرار على القرار لأسباب خارجة عن إرادته، مشيرًا إلى رئيس النادى قد وجه رسالة لأعضاء الجمعية العمومية للأهلى، ناشدهم فيها ضرورة حضور «الاجتماع الخاص» للجمعية للتصويت على تعديلات لائحة النظام الأساسى للنادى بعد صدور قانون الرياضة، وأكد على ثقته الكبيرة فى أعضاء الأهلى الذين لم يتأخروا يومًا عن تلبية نداء ناديهم، لا سيما أن الحضور هذه المرة يمثل أهمية كبرى للمشاركة فى رسم مستقبل النادى واعتماد لائحته الخاصة، وأشار إلى أنه سيكون فى مقدمة الحضور، خاصة أن الأمر يتعلق باستقرار النادى والحفاظ على مسيرته.
وأضاف «شلبى»، أن التقارير الطبية الأخيرة الخاصة بحالة الكابتن محمود الخطيب كانت صادمة، كشف من خلالها أن استمراره فى نفس وتيرة العمل قد يشكل خطرًا على حياته، وبالفعل هو يعانى صحيًا منذ مارس 2023، ونصحه الأطباء بالراحة التامة لمدة 6 أشهر على الأقل، لكن المستجدات المتلاحقة كانت تجبره على العودة، مشيرًا إلى أن قرار ابتعاد الخطيب عن رئاسة النادى، خلق ردود فعل صادمة ورفض ودعوات للعدول عن القرار، الذى أثار أيضًا موجة من الحزن والدهشة فى الأوساط الرياضية المصرية، مع بروز ردود فعل متباينة، ولكن تبقى الحالة الصحية للخطيب هى الأهم.
وقال محسن صالح، الرئيس السابق للجنة التخطيط بالنادى: إنه طالب الخطيب بالسفر للعلاج وإدارة الأمور عن بُعد عبر «كونفرنس كول»، كونه «قيمة استثنائية وتاريخًا يصعب تكراره»، متمنيًا أن يعود فى قراره تلبية لنداء الجماهير العريضة العاشقة للأسطورة المصرية، مضيفًا: «ما زال نادينا فى حاجة إليه لاستكمال أحلامنا من خلاله.
ورأى «صالح» أن الكابتن «بيبو» إرث من الإنجازات ومسيرة لا تُنسى، لافتًا إلى أنه منذ توليه رئاسة النادى الأهلى فى العام 2017، وخلال فترتين رئاسيتين، حقق إنجازات غير مسبوقة، والكثير من البطولات، بواقع 6 دورى عام، 4 دورى أبطال، 3 برونزيات كأس عالم، بجانب إنجازات المشاريع الإنشائية، حيث تم وضع حجر الأساس لملعب الأهلى ومدينته الرياضية فى الشيخ زايد بتكلفة 4 مليارات جنيه، مؤكدًا أن الخطيب حول الأهلى إلى كيان رياضى وتجارى ومالى ضخم، وأنه سيترك فراغًا كبيرًا فى قيادة النادى، لكن الأهلى «كيان كبير ومستمر لا يتوقف على شخص»، ومن المتوقع أن يواصل الخطيب أداء مهامه حتى اللحظة الأخيرة، بما فى ذلك دعم الفريق والانتهاء من ملف المدرب الأجنبى، ثم تسيير الأمور عبر مجلس الإدارة الحالى حتى انتخاب رئيس جديد، وسيسافر الخطيب خارج القاهرة لإجراء فحوصات طبية واستكمال علاجه الأسبوع القادم بعد انعقاد الجمعية العمومية، وأتمنى له الشفاء العاجل.
وأوضح أن قرار محمود الخطيب بالاعتذار هو قصة تضحية من أجل الصحة فى مواجهة عشقه لخدمة النادى، ما يعكس رسالة عميقة، أن مصالح «الأهلى» العُليا يجب أن تعلو فوق أى اعتبارات شخصية، وأن صحة الإنسان هى أغلى ما يملك، والجماهير الأهلاوية، وإن حزنت على الرحيل، تبقى على ثقة بأن «الأهلى مستمر» كما أراد «خطيبها» أن يكون.
وحسب تحليل الكابتن «ماهر همام» نجم الأهلى السابق، فإن غياب الخطيب قد يضعف الروح المعنوية للاعبى الفريق الأول، خاصة أنه كان حاضرا بمثابة «أب روحى» يدعم اللاعبين فى الأوقات الحرجة، فهو لم يكن مجرد «رئيس»، بل كان «مؤسسة كاملة» تتحكم فى التفاصيل الدقيقة لإدارة النادى، وغيابه المفاجئ قد يؤدى إلى تأخر فى اتخاذ القرارات الاستراتيجية مثل التعاقدات الرياضية والمشاريع الإنشائية، ومشروع الملعب الجديد فى الشيخ زايد.
