خلف واجهة الصحة واللياقة البدنية، وفى أماكن يُفترض أن تكون مصدرًا للنشاط والصحة، حاول البعض إخفاء أنشطتهم الإجرامية المخلة بالآداب، متخذين من إدارة نوادٍ صحية بدون ترخيص غطاء لممارساتهم غير المشروعة، وهنا تبرز جهود وزارة الداخلية كحارس أمين على الضمير الجمعى للمصريين على جبهتين الأولى فى الفضاء الإلكترونى الواسع ضد ما يُعرف بـ«صانعى المحتوى المزيف»، الذين يبتذلون الفن والأخلاق فى سباق محموم وراء المشاهدات والربح السريع، والثانية على الأرض ضد شبكات منظمة تستغل النوادى الصحية والشقق لممارسة الأنشطة والأعمال المنافية للآداب.
من القاهرة إلى الجيزة، كشفت الأجهزة الأمنية النقاب عن شبكات تستغل هذه الأماكن، التى من المفترض أن تقدم خدمات صحية مشروعة، وتحولها إلى بؤر لأنشطة منافية للأخلاق والقيم، مستهدفة الراغبين فى المتعة مقابل المال.
وشنت وزارة الداخلية، ممثلةً فى الإدارة العامة لحماية الآداب بالشرطة المتخصصة والأجهزة الأمنية بمديريات الأمن بالمحافظات، عدة حملات مكثفة استهدفت على وجه الخصوص ما يُعرف بـ«النوادى الصحية غير المرخصة«، والتى اتخذها البعض واجهةً لممارسة أنشطة مخلة بالآداب العامة، إلى جانب استهداف الأنشطة المشبوهة على منصات التواصل الاجتماعى.
وكانت محافظة الجيزة مسرحًا لعدة عمليات ناجحة، ففى دائرة قسم شرطة أول 6 أكتوبر، تم ضبط إحدى السيدات لإدارتها ناديًا صحيًا بدون ترخيص واستغلاله فى ممارسة أعمال منافية للآداب، وتم خلال المداهمة ضبط 3 سيدات و3 أشخاص كانوا بصحبتهن، وفى دائرة قسم الأهرام ضُبط شخص كان يدير ناديًا صحيًا غير مرخص لنفس الغرض، حيث تم ضبطه وبحوزته سيدتان وشخص، وضبط شخص يدير شقة سكنية فى حدائق أكتوبر للأعمال المنافية للآداب، وفى جميع هذه الحالات تم ضبط القائمين على النشاط الإجرامى وبحوزتهم عدد من الأشخاص والسيدات بعضهم لديه سوابق ومسجل جنائيًا.
لم تكن القاهرة بمنأى عن هذه الضربات، ففى قسم شرطة النزهة تم ضبط شخص له معلومات جنائية كان يدير ناديًا صحيًا بدون ترخيص وتم ضبط 7 سيدات و5 أشخاص داخل النادى، وفى دائرة قسم شرطة المعادى تم ضبط سيدة كانت تدير ناديًا صحيًا غير مرخص، وتم ضبط 3 سيدات و4 أشخاص لأحدهم معلومات جنائية، ركزت الحملة أيضًا على استهداف الشقق التى تُستغل فى ممارسة الأنشطة المخلة بالآداب، كما تم ضبط سيدة أجنبية تُدير شقتها بدائرة قسم التجمع الأول للأعمال المنافية للآداب، كما تم ضبطها مع أخريات وأشخاص بتهمة ممارسة الأعمال المنافية للآداب.
وفى الإسكندرية، كشف ملابسات تعليق مدعوم بمقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعى، تضمن قيام أحد الأشخاص بالتحرش بفتاة أثناء تواجدها رفقة شقيقها حال سيرهما بأحد الشوارع بدائرة قسم شرطة ثان الرمل بالإسكندرية، والتعدى عليهما بالسب والضرب، وتم ضبط مرتكب الواقعة فى إطار كشف ملابسات تعليق مدعوم بمقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعى تضمن قيام أحد الأشخاص بالتحرش بفتاة أثناء تواجدها رفقة شقيقها حال سيرهما بأحد الشوارع والتعدى عليهما بالسب والضرب.
وضبط شخص بدائرة قسم شرطة العامرية بتهمة تصوير ونشر مقاطع فيديو خادشة للحياء عبر منصات التواصل الاجتماعى بهدف زيادة عدد المشاهدات وتحقيق مكاسب مادية، وبفحص هاتفه المحمول عُثر على الأدلة التى تثبت تلك الوقائع، كما انتشرت مؤخرًا ظاهرة استغلال بعض الأفراد لصفة صانع محتوى لنشر مواد إباحية وغير لائقة، وفى هذا الإطار تم ضبط سيدة فى القاهرة كانت تدير صفحة تنشر من خلالها فيديوهات مخلة، وتبين أثناء الضبط وجود شقيقها المصاحب لها والمطلوب قضائيًا والهارب من حكم بالسجن المؤبد فى قضية مخدرات. وبمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية تم ضبط صانعة محتوى أخرى لنشرها مقاطع تتضمن ألفاظًا خارجة ورقصًا بملابس غير لائقة بهدف جذب المتابعين وتحقيق ربح مادى.
واتجهت بعض العناصر إلى استغلال التطبيقات الهاتفية للإعلان عن خدماتهم بشكل سرى وفى مواجهة هذا التكتيك، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 5 سيدات فى الإسكندرية وضبط 6 أخريات بنفس المحافظة، كلهن كن يستخدمن تطبيقات هاتفية للإعلان عن ممارسة الأعمال المنافية للآداب وغير المشروعة.
وأثبتت الأجهزة الأمنية فاعليتها فى الاستجابة السريعة للحوادث والوقائع التى تثير الرأى العام عبر منصات التواصل، ففى الشرقية تم كشف ملابسات مقطع فيديو متداول يًظهر شخصًا يتحرش بسيدة أثناء قيادته لدراجة نارية وبعد التحقيق، تم تحديد هوية الجانى وضبطه، وتبين أن الدراجة غير مرخصة وفى دمياط، تم ضبط شخص ظهر فى مقطع فيديو وهو يتصرف بشكل خادش للحياء تجاه سيدة داخل سيارة ميكروباص تم تحديده والقبض عليه واعترف بارتكابه الواقعة.
من رصد ومتابعة النوادى الصحية الوهمية إلى صفحات التواصل الاجتماعى المخلة، يتأكد أن استراتيجية وزارة الداخلية لا تترك ثغرةً إلا وأغلقتها ولا واجهة مزيفة إلا وكشفتها فى معركة لا هوادة فيها للحفاظ على الأمن والأخلاق كوجهين لعملة واحدة وإرسال رسالة طمأنة للمجتمع بأن تقاليده وقيمه تحت حماية رجال لا يغفلون.