قالت السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن موضوع كتاب "حماية الشعوب في زمن الحروب" بالغ الأهمية فنحن اليوم في زمن حقوق الإنسان وحماية الشعوب التي ينظمها القانون الدولي لحقوق الإنسان والتي التزمت بها جميع الدول، ولكن اليوم يتم انتهاك هذا القانون في غزة وسط صمت دولي مريب وتقاعس وتواطؤ مع دولة تمتلك حق النقض في مجلس الأمن.
وأكدت خطاب خلال ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية لإطلاق كتاب "حماية الشعوب في زمن الحروب" بمناسبة اليوم العالمي للقانون، أن الاحتفالية تبعث رسالة تطالب بالتوقف عن الرياء وازدواج المعايير.
وتحدث الدكتور جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ، عن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت في فبراير ٢٠١٩ بين شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرانسيس، والتي أكدت على مبادئ السلام العالمي ونبذ العنف وحماية حقوق الإنسان ورفض استغلال الدين وتعزيز الأديان، مشددًا على أن كل الأديان تدعو إلى تعزيز الحوار ونبذ العنف.
بينما تسائل المستشار عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عن مدى جدوى القانون الدولي الذي أصبح في خطر وضعف الاستناد إليه بعد كل ما يحدث في غزة وكل الدول المحيطة، فالعالم اليوم أصبح في حاجة إلى نظام عالمي جديد.
وقالت الدكتورة دلال عبد الهادي، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة، إن الكتاب صعب واستغرق وقتًا طويلًا، فهو رسم خريطة فكرية تجمع بين القانون الدولي الإنساني والفقه الإسلامي وعقد مقارنة بينهما، موضحة أن الكاتب تعرض للمادة القانونية بأسلوب مبسط يمكن للجميع استيعاب محتواه كما يمكن للقارئ المتخصص أن يجد فيه العمق الذي يريده، بالإضافة إلى ربط القانون بالأبعاد الأخلاقية لذا فإن الكتاب مرجعا علميًا وعمليًا.
وقال السفير صلاح عبد الصادق، مساعد وزير الخارجية ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات سابقًا، إن الكتاب صدر قبل بداية الأحداث التي تشهدها الدول المحيطة لذا فهو بمثابة استشراف للمستقبل ومرجع علمي متميز بما حواه من وثائق وشرح لهذه الوثائق، داعيًا الملتحقين بالسلك الدبلوماسي لقراءته.
فيما أشادت الدكتورة ميادة عبد القادر، أستاذ القانون العام وعضو المجلس القومي للمرأة، بالكتاب، متحدثة عن الخلل الذي يصيب القانون الدولي الإنساني، قائلة: "نقف حاليا في وقت نجد أن كل الانتهاكات بحق القانون والإنسانية موجودة".
وفي الختام تحدثت الدكتورة خلود محمود، مدرس الإعلام الرقمي بكلية الدفاع الوطني، عن استخدام الإعلام في الحروب، رؤية عصرية حوّل دور الإعلام الرقمي في التوثيق وكشف الانتهاكات خلال الحروب، وكيف يمكن استخدام التكنولوجيا كوسيلة لحماية الشعوب وتوثيق حقوقهم في ظل النزاعات.
شارك الندوة نخبة من الشخصيات القانونية والثقافية والفكرية الذين أثنوا على قيمة الكتاب العلمية والإنسانية، وأشادوا بالدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية في دعم الحوار الدولي ونشر الوعي بالقانون كأداة لحماية الشعوب وصون السلم العالمي.



