رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المطرب الكبير وليد حيدر بعد ربع قرن من الغناء بالأوبرا: سيد درويش أنصفنى.. وفريد الأطرش «وش السعد علىّ» ..


15-9-2025 | 15:52

.

طباعة
حوار يكتبه:محمد رمضان

« خليها ع الله» .. من أجمل أغانى ملك العزف على العود رسول الدفء والشجن فريد الأطرش، بينما يتخذها المطرب الكبير وليد حيدر أحد الروافد الفنية المتميزة لفرقة عبدالحليم نويرة بدار الأوبرا المصرية والملقب بـ« فريد الأطرش الأوبرا» شعاراً له معلناً خلال حواره معى رفضه لفكرة الشهرة فى حياته لأنها تجور على خصوصيته بل وصفها بأنها تشبه «الحبس الانفرادى» ..!

حيدر يفتخر بنشأته داخل مدينة المحلة الكبرى التى شهدت أولى نجاحاته الغنائية مع افتتاح القناة السادسة التى كان غناؤه للتتر الخاص بها أولى محطاته الفنية نحو احتراف الغناء، ذاك الحلم الذى اعترض عليه والده إمام أحد المساجد بمدينته، إلا أن وليد سعى بسيف الإصرار والمثابرة وراء تحقيق حلمه بالالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، فور تخرجه فى كلية التجارة ليبدأ من جديد محطة أخرى فى مشواره الفنى ليتتلمذ فيها على يد أستاذه الفنان الكبير الراحل إبراهيم الحجار الذى علمه سحر الموسيقى والغناء بدراسة الموشحات إحدى قوالب الموسيقى العربية، والتى اختفت الآن من حفلات الأوبرا بسبب تغير الذائقة السمعية للجمهور.

يكشف لنا « حيدر» فى السطور التالية أسباب رفض الإدارة السابقة بالأوبرا إنتاج الأوبريتات الغنائية و سر حبه لـ«زعبله» حبيب «شهرزاد» الذى أنقذها من أطماع التتار..! وإليكم نص الحوار ..

 

 

 

كيف لعبت نشأتك داخل مدينة المحلة دوراً فى تربية الحس الغنائى لديك؟

نشأت داخل أسرة تنتمى للطبقة المتوسطة، حيث كان والدى إمام وخطيب جامع، ولديه خمسة أبناء غيرى، وكنت أصغرهم سناً، تربيت داخل أسرتى على انتقاء ما نسمعه، حيث كان والدى يهوى الاستماع إلى التواشيح والابتهالات الدينية وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال بعض الشرائط التى كان يمتلكها عن الطرق الصوفية، وكان إخوتى الكبار يستمعون إلى أغانى عبدالوهاب والست أم كلثوم والعندليب الأسمر وفيروز فقط، وفى الوقت نفسه كانت شرائط كاسيت بعض المطربين الشعبيين الذين ظهروا مع فترة الانفتاح الاقتصادى تندرج ضمن قائمة الممنوعات التى لا تدخل بيتنا على الإطلاق، ومن ثم فقد تربيت منذ صغرى على الاستماع إلى مطربى زمن الغناء الجميل، وكان والدى يمنعنى من الغناء داخل البيت لأننا أسرة ملتزمة دينياً.

هل مارست الغناء قبل مجيئك للقاهرة على مستوى الاحتراف؟

بالفعل مارست الغناء داخل المحلة الكبرى على مستوى الاحتراف، فعندما كنت فى الثانوية العامة استمع إلىّ بعض أصدقائى فأعجبوا بصوتى واقترحوا علىّ أن نكون فرقة موسيقية” باند» والتى كانت تضم مجموعة من الأطباء والمحاسبين لإحياء الأفراح، وبعد عامين من عملى معهم بدأ أهالى المحلة الكبرى يعرفوننى، وبدأت مع هذه الفرقة بالغناء لعمرو دياب ومحمد الحلو ومدحت صالح الذى تأثرت بكل أغانيه ومنها أغنية « ياسين وبهية”، «وغنى المزمار وقال» ولكن من خلال إحيائنا للمناسبات الاجتماعية مثل الأفراح وأعياد الميلاد.

ثم فوجئت بأحد أصدقائى يبلغنى بأنه يلحن أغنية للقناة السادسة ستذاع عند افتتاحها بوصفها قناة الدلتا فاستعان بى لغناء أغنية افتتاحية هذه القناة، وصورناها فيديو كليب وأصبحت تذاع يومياً عدة مرات، فبدأت أخطو أولى خطواتى نحو الشهرة داخل مدينتى المحلة الكبرى، كما أننى قدمت فوازير مع المطربة مى كساب داخل القناة السادسة، وقدمت عدة أغانٍ فى موضوعات مختلفة عن شهر رمضان والمصيف وأوبريتات عن نصر أكتوبر وبعض المناسبات الوطنية الأخرى والأعياد، فكان عملى بالقناة السادسة والذى استمر لمدة خمس سنوات يعد أول محطة فى حياتى لاحتراف الغناء وترتب على ذلك نوع من الشهرة لشخصى، علماً بأننى أرفضها لأننى لم أكن أستطيع أن أسير فى الشارع مثل أى إنسان عادى ووجدت أنظار الناس تلاحقنى فى كل خطواتى فى الشارع فى حين أننى لا أحب ذلك على الإطلاق لإيمانى بأن الشهرة تجور على خصوصيتى فلا تسمح لى بركوب المواصلات العامة مثل بقية الشعب لأننى للأسف سوف أكون عرضة لانتقاد البعض من خلال تساءلهم عندما يروننى أستخدم مثلهم المواصلات العامة «مش أنت بتاع القناة السادسة؟!» لذلك أرفض الشهرة لأننى إنسان خجول بطبعى جداً، فالشهرة من وجهة نظرى ما هى إلا «حبس انفرادى» لصاحبها لأنها تمنعه من أن يمارس حياته بتلقائية وبشكل طبيعى مثل الآخرين، وترتب على شهرتى فى المحلة ضرورة أن يتوافر لدى بعض المتطلبات مثل امتلاكى لسيارة فكنت قبل شرائى لسيارتى الحالية قد اتفقت مع أحد سائقى التاكسى لكى يأتى إلى منزلى بالمحلة لكى يصحبنى أثناء مشاويرى، لأن الشهرة فى هذه المرحلة من حياتى حالت دون أن أمارس حقوقى فى السير فى الشوارع، وتقلصت حريتى الشخصية إلى حد ما، لذلك فإننى لا أحب الشهرة وأرغب أن أكون مجرد إنسان عادى لا يشار إليه بالبنان..!

لأننى أحب البساطة وأرغب فى أن أظل مجرد إنسان عادى يعيش وسط الناس ولا ينعزل عنهم، ولدى قناعة تامة بالرضا بما أتانى به الخالق عز وجل من نعم لذلك أخشى من أن تصيبنى الشهرة بالغرور .

كيف استطعت التغلب على رفض والدك لدراستك الغناء؟!

بعد حصولى على الثانوية العامة كنت أرغب فى الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، إلا أن والدى رفض فالتحقت بكلية التجارة وفور تخرجى فيها التحقت بمعهد الموسيقى العربية وحققت ذاتى من خلال دراستى للغناء بالمعهد، حيث التحقت بفرقة أم كلثوم التابعة للمعهد بقيادة المايسترو الراحل سامى نصير، وسافرت معها إلى المغرب وأمريكا والكويت وزرنا معظم دول العالم، وكان ترتيبى الثانى على دفعتى بالمعهد وعينت معيداً به ثم وجدت عازف البيانو الكبير رؤوف المصرى يعرض علىّ الالتحاق بفرقة نجوم الأوبرا فى عام 2001 ، وبالفعل اصطحبنى للموسيقار الراحل جمال سلامة المشرف على هذه الفرقة وتم انضمامى لها وغنيت فى أول حفلة مع فرقة نجوم الأوبرا أمام الرئيس الراحل حسنى مبارك والتى كانت ضمن الاحتفال بثورة يوليو، ومن هذا يتضح أننى قد أصبحت مطربا محترفا بالأوبرا منذ ربع قرن من الزمان، فى حين أننى احترفت الغناء قبلها بعدة سنوات أثناء إقامتى بالمحلة.

يقال إن سبب حبك للموشحات هو أنك تتلمذت على يد الموسيقار الكبير الراحل إبراهيم الحجار والد المطرب على الحجار فلماذا اختفت الموشحات من حفلات الأوبرا رغم كونها من ضمن قوالب الموسيقى العربية؟!

حبى لأستاذى الفنان الكبير الراحل إبراهيم الحجار كان الدافع الرئيسى لى في تعليم تلك الموشحات لطلابى، والسر وراء اختفاء هذا القالب الغنائى من حفلات الأوبرا ومهرجان الموسيقى العربية، أنه قالب غنائى قديم جداً ما أثر على عدم انتشاره، بالإضافة إلى تغير الذائقة السمعية لدى الجمهور وترتب على ذلك اقتصار تواجده داخل المعاهد المتخصصة من أجل التعليم فقط لاكتساب طلاب الموسيقى العربية الخبرة اللازمة لهم، وإن كان مازال هناك بعض السميعة يستسيغونه.. وهذا القالب الموسيقى تمت إعادة تجديده وإحيائه على يد مطرب فرقة « رضا” الراحل فؤاد عبدالمجيد الذى قدمه من خلال إعادة التوزيع الموسيقى لموشح «عجباً لغزال” لكى يواكب مجريات العصر الحالى ومن ثم فإن عودة الموشحات لحفلات الموسيقى العربية أمر يتطلب إعادة تجديدها وتوزيعها موسيقياً لكى تتوافق مع معطيات هذا العصر .

قدمت منذ التحاقك بفرقة عبدالحليم نويرة العديد من الألوان الغنائية لعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب ومحمد فوزى وعبدالمطلب وفريد الأطرش وقنديل وكارم محمود فما الصعوبات التى واجهتك فى الغناء لكل منهم؟

كنت أواجه فى غنائى لكل منهم صعوبة خاصة به لكن القاسم المشترك الأعظم بينهم فى الصعوبات التى كانت تواجهنى فى غنائى لهم هو أننى كنت أحاول أن أتعايش مع ظروف كل منهم لأن المعايشة لكل مطرب منهم كانت تمكننى من الإمساك بتلابيب أسلوبه الغنائى وكيفية ضبطه لنفسه أثناء الغناء وشخصيته على المسرح وطريقة تفاعله مع الجمهور، وبلا شك إن أغنية «جبار» كانت من أصعب الأغانى التى غنيتها لعبدالحليم، كما أننى وجدت هناك العديد من الصعوبة فى الغناء لعبدالوهاب، فى حين أن أغانى فريد بها مناطق أكثر صعوبة من حليم وعبدالوهاب لأننى استشعرت أثناء غنائى أغانى فريد أنه يتعمد فى ألحانه أن تمثل صعوبة على من يؤديها بعده، فأغانى فريد الأطرش تماثل ما احتفظ به الفراعنة لأنفسهم من أسرار علم التحنيط، فكل أغانيه غير مسموح لأحد بأن يُدخل عليها أى تعديل، لدرجة أن كل موال فى أى أغنية من أغانيه كان يغنيه من خلال طبقة صوتية مرتفعة لا أحد يستطيع أن يؤديها غيره.

من المعروف عنك أنك تعزف على آلة العود والبيانو فقد سبق لك العزف والغناء مع فرقتك على البيانو فما السبب ؟ وهل تعزف على آلات موسيقية أخرى؟!

بالفعل خضت تجربة العزف على البيانو فى إحدى حفلات الفنان الكبير مدحت صالح مع فرقة عبدالحليم نويرة بقيادة المايسترو صلاح غباشى، حيث عزفت على البيانو وغنيت أغنية «إياك من حبى» لفريد الأطرش، وكانت هذه التجربة مجرد فكرة اقترحتها على المايسترو صلاح غباشى ووافق على الفور من باب التجديد، بالإضافة إلى أننى أعزف أيضاً على آلة الدرامز .

هل إجادتك العزف على آلة العود كانت سبباً فى اتجاهك نحو الغناء لفريد الأطرش ملك العزف على العود؟!

اتجاهى لغناء أغانى فريد الأطرش جاء بمحض المصادفة، حيث إننى كنت أستمع لأغانيه استعداداً لاشتراكى فى حفل للأوبرا بدولة البحرين، فقررت بعد استماعى لأغانى فريد أن أغنى بعض أغانيه، وبعد بث فقرة غنائى له أثناء البروفة على الفيس بوك طلب منى مجموعة من القطريين تقديم حفلة لفريد الأطرش بدولتهم لأنهم يحبون أغانيه جداً، فكانت هذه الحفلة فيما بعد هى «وش السعد علىّ»، ومنذ هذه اللحظة ركزت فى غنائى لفريد الأطرش وكانت أصعب أغنية غنيتها لفريد هى أغنية « حكاية غرامى» التى تعبر عن مأساة حبه، ومن المؤكد أن الأقدار هى التى جعلتنى أغنى أغانى فريد الأطرش، فأتذكر أننى عندما كنت طالباً فى المعهد أجريت دراسة أشبه بمشروع التخرج عن فريد الأطرش تضم جانبين عملى ونظرى، وغنيت أمام لجنة الامتحان بالمعهد قصيدة «اضنيتنى بالهجر» وحصلت على تقدير امتياز، ولم أكن أعلم بأننى سأتجه فى يوم ما للغناء له ولم أخف من أن ينتقدنى البعض بأننى أقلد فريد لأننى لم أقلده على الإطلاق ولكننى أحاول أن أقدم أغانيه من خلال إحساسى بمعانى كلماتها وجملها الموسيقية الرشيقة التى تفرد بها فريد فى جميع ألحانه، ولكن من خلال معايشتى لشخصيته، ومن أكثر أغانيه التى أحبها أغنيتى «الحياة حلوة» لأنها أغنية بسيطة « وعلشان ماليش غيرك».

لماذا لم تخض فكرة تأسيس فرقة غنائية خاصة بك على غرار فرق بعض زملائك المطربين بالأوبرا ؟!

لأننى وجدت أن فكرة تأسيسى فرقة غنائية خاصة بى يترتب عليها تحملى عدة مسئوليات تتعلق باختيار وتجميع الموسيقيين والإعداد لكل حفلة وتسويقها، وقد سبق لى أن خضت هذه التجربة مع زميلى المطرب سامح عيسى، حيث أسسنا فرقة «تترات» والتى أحيينا بها حفلة واحدة داخل ساقية الصاوى وصرفنا عليها من جيوبنا، إلا أننا فوجئنا بأنها لم تحقق إيرادات سوى تسعة عشر جنيهاً، ومن ثم امتنعنا عن تكرار هذه التجربة مرة أخرى لأنها تحتاج منا خبرة كبيرة فى مجال التسويق والدعاية.

وبالمناسبة أنه لم يقتصر تعاونى الفنى مع زميلى سامح عيسى على تكويننا لهذه الفرقة الغنائية فحسب، ولكننا تعاونا مع الفنان الكبير على الحجار حيث لحن له سامح أغنية «بأقدر على الدنيا بيكى» وقمت بتوزيعها له موسيقيا.

هل لو عرض عليك تجسيد السيرة الذاتية لفريد الأطرش ستوافق خاصة أنه سبق لك تقديمه ضمن أحداث مسلسل «كاريوكا» ؟!

من المستحيل أن أوافق على تقديمى سيرته الذاتية، لأن التمثيل فى حد ذاته مسألة مرهقة جداً خاصة أننى لست راضياً عن أدائى لشخصية فريد الأطرش فى مسلسل «كاريوكا» لأن المخرج الراحل عمر الشيخ لم يعطنى المساحة الكافية ولم يسمح لى بأن أقدمه بطريقة أداء أقرب لشخصيته كما أراها، فتحضرنى واقعة عندما قدمت أوبريت « ماحدش شاف» قمت بأداء شخصية فريد بأسلوب كان الأقرب له، علماً أننى جسدت شخصية فريد الأطرش فى حوالى ثمانى حلقات بالمسلسل أى ما يعادل خمسة عشر مشهداً وتم ترشيحى للاشتراك بهذا المسلسل من أحد الأصدقاء، وذهبت لمقابلة المخرج الذى وافق على أن أؤدى دور فريد الأطرش لكنه فى الوقت نفسه لم يمنحنى فرصة أدائى له بشكل جيد، حيث إننى كنت أصور مشاهدى بالمسلسل مرة واحدة دون أن يسمح لى بإعادة تصويرها لكى أجود من أدائى .

من المعروف أنك قدمت «أوبريت» غنائياً عن محمد فوزى ضمن فعاليات إحدى دورات مهرجان الموسيقى العربية، فلماذا لم تكرر هذه التجربة مرة أخرى خاصة أن الأوبرا اتجهت الآن لتقديم الأوبريتات الغنائية لموسيقار الشعب والممثلة فى أوبريت «الباروكة» و«راحت عليك»؟!.

بالفعل سبق لى أن قدمت «أوبريت» غنائيا فى إحدى دورات مهرجان الموسيقى العربية بناء على رغبة الدكتورة رتيبة الحفنى مديرة المهرجان حينذاك وكان هذا الأوبريت بعنوان « تملى فى قلبى» وغنيت فيه إحدى عشرة أغنية للراحل محمد فوزى الذى جسدت شخصيته على المسرح الكبير فى هذا الأوبريت، وكانت تجربة ناجحة لى وما زلت أشعر بالفخر لأننى قدمت هذا العمل الفنى الناجح الذى حفزنى بأن أطلب من إدارة الأوبرا السابقة فى عام 2014 أن نقدم مجموعة من الأوبريتات، وتقدمت لهم بفكرة أوبريت من تأليف الشاعر مختار عيسى ومن ألحانى إلا أنهم أبلغونى بأنه لا توجد ميزانية متوفرة لإنتاج هذه الأوبريتات علماً بأننا كنا سنستخدم الملابس والديكورات التى سبق استخدامها فى عروض أخرى، ومن ثم فإن الأوبرا لن تتحمل أية تكلفة باهظة فى إنتاجها لهذه الأوبريتات .. فكم كنت آمل أن نعيد تقديم أوبريت «عايدة» الذى قدمته من قبل أم كلثوم كنوع من التجديد لحفلات الأوبرا.

أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة أثناء افتتاح الدورة الــ « 33” لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء أن يوم 15 سبتمبر هو «اليوم المصرى للموسيقى» احتفاءً بذكرى موسيقار الشعب سيد درويش فما رأيك فى ذلك خاصة أنه سبق لك تقديم أوبريت «شهرزاد” له داخل مركز الهناجر فما الدافع وراء تقديمك لهذا الأوبريت الذى قدمته السندريلا الراحلة سعاد حسنى فى فيلم « أميرة حبى أنا» ؟!

بلا شك أن مسألة إعلان وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو أن يوم 15 سبتمبر هو اليوم المصرى للموسيقى، تعد بادرة طيبة منه وتقديراً للدور الذى لعبه موسيقار الشعب سيد درويش فى إرسائه أسس الموسيقى المصرية إلى جانب أن هذا الخبر يعد لافتة جيدة من وزير الثقافة فى دعم الفن بصفة عامة والموسيقى والغناء بصفة خاصة لنشر الوعى الثقافى لدى الأجيال الجديدة فى ظل ما نواجهه من تدنى مستوى الذوق العام وانتشار ألوان غنائية لا تتناسب مع تاريخنا الحضارى، أما الدافع الأساسى وراء اشتراكى فى أوبريت «شهرزاد» لموسيقار الشعب سيد درويش فقد قدمته داخل مركز الهناجر بسبب حبى له ولموسيقاه التى شكلت وجدان المصريين وعبرت عن الطبقات الكادحة من عمال وفلاحين بالإضافة إلى أننى درست فن الأوبريت وأسلوب غنائه أثناء دراستى بمعهد الموسيقى العربية ولذلك أجيد تقديمه وكنت أجسد فى أوبريت «شهرزاد” شخصية « زعبله» وهو جندى مصرى فى جيش التتار والذى سقطت فى غرامه الأميرة «شهرزاد» واستحوذ على إعجابها بشجاعته وإنقاذه لمصر ولحبيبته «شهرزاد» من الهزيمة على يد التتار.

ومن المؤكد بعد نجاح هذه التجربة أتمنى أن أقدم أوبريتات كثيرة لسيد درويش مثل «العشرة الطيبة”،” شهرزاد» وأغانيه المميزة مثل «شد الحزام» ،«أنا المصرى» ،” قوم يا مصرى»

لماذا اتجهت بجانب عملك كمطرب بفرقة عبدالحليم نويرة إلى تحفيظ زملائك داخل الفرقة الأغانى؟!

صاحب هذه الفكرة هو المايسترو الكبير صلاح غباشى قائد فرقة عبدالحليم نويرة، حيث أسند إلىّ هذه المهمة خلفاً لأستاذى وصديقى الدكتور أحمد يوسف لكى يتفرغ لعمادة معهد الموسيقى العربية فاخترنى المايسترو صلاح غباشى لتولى هذه المهمة لثقته فى خبرتى فى هذا المجال.

 

 

الاكثر قراءة