رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ترامب وخدعة الفرصة الأخيرة!


13-9-2025 | 11:50

.

طباعة
بقلم: عبدالقادر شهيب

بلا مقدمات نستطيع أن نقول إن مقترح ترامب الجديد لوقف الحرب الوحشية ضد أهل غزة هو بمثابة خدعة أمريكية جديدة للفلسطينيين والعرب والعالم الذى ترتفع فيه أصوات كثيرة عالية تطالب بإنهاء حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتجويع الممنهج والتهجير المخطط.. الأسباب عديدة.

أولاً: وطبقاً لما كشف عنه الإعلام الإسرائيلى فإن مقترح ترامب لا يتضمن ضمانات لاستدامة وقف إطلاق النار، فهو يتحدث عن استمرار وقف إطلاق النار طوال استمرار المفاوضات حول الحل النهائى لأوضاع قطاع غزة، رغم أنه يقضى بتسليم حماس كل المحتجزين الإسرائيليين لديها، الأحياء والأموات.. فمَن يضمن الا تعود قوات الاحتلال لتنفيذ سيطرتها على مدينة غزة بعد تسليم حماس كل المحتجزين الإسرائيليين لديها، ألم تفعل ذلك من قبل وعادت بعد هدنة يناير إلى عدوانها البشع على أهل غزة مجددًا؟؟

ثانيًا: لا يتضمن مقترح ترامب أى إشارة لانسحاب قوات الاحتلال من أراضى قطاع غزة ولو جزئيًا.. رغم أن ترامب يعرف أن أى حل نهائى أو صفقة نهائية يجب أن تتضمن انسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال الإسرائيلى ولو على مراحل زمنية قصرت أو طالت.

ثالثًا: الاقتراح لا يتضمن أيضًا أى إشارة للبدء فى إعادة إعمار القطاع الذى دمرته قوات الاحتلال وما زالت تدمر ما تبقى منه الآن بعد أن بدأت عملية السيطرة على مدينة غزة لتنفيذ خطتها الخاصة بتهجير أهل غزة بعد دفعهم لاختراق الحدود المصرية واللجوء إلى الإقامة فى سيناء.

رابعًا: كما لم يتضمن مقترح ترامب أى إشارة إلى فتح المعابر لتدفق المساعدات الإغاثية لأهل غزة ، رغم أن كل مقترحات الهدنة المؤقتة بما فيها آخر مقترح لمبعوثه ويتكوف كان يتضمن بندًا خاصًا بزيادة المساعدات إلى قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال من محيط معبر رفح لتدفق المساعدات المصرية لأهل غزة.

خامسًا: كذلك لم يتضمن مقترح ترامب الذى أُطلق عليه مقترح الفرصة الأخيرة أى إشارة كيف سيُدار قطاع غزة مستقبلا، وهو أمر ثمة خلاف كبير حوله بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. ففى الوقت الذى طرحت فيه الخطة المصرية التى اعتمدت عربيًا لجنة فلسطينية مستقلة تُدير القطاع بعد انسحاب قوات الاحتلال منها توطئة لتولى السلطة الفلسطينية حكم غزة، فإن نتنياهو يبحث عن عناصر فلسطينية تدير الشؤون الخدمية بينما الأمن تتولاه قوات الاحتلال.

كل ذلك يؤكد أن كل ما يهم ترامب هو فقط الإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، الأحياء منهم أو الأموات، ولا يكترث بإنقاذ أهل غزة من الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتجويع الممنهج والتهجير القسرى.. ولذلك أشار الإعلام الإسرائيلى إلى أن مقترح ترامب هو مقترح إسرائيلى فى الأساس وتبناه ترامب وقام بإلغانه لإحباط المقترح المصرى القطرى الذى وافقت عليه حماس ولم ترد عليه إسرائيل متعمدة.

وهناك من يُجزم بأن ترامب يعرف وهو يعلن مقترحه هذا أنه لن يُقبل من حماس وبقية الفصائل لأنه يجعلها تتخلى عن آخر أسلحتها وهو المحتجزين الإسرائيليين مجانًا ودون أن تحصل على شىء يُذكر، حتى وإن كانت مقتنعة بالتخلى عن حكم القطاع مستقبلاً.. وبالتالى أن ترامب يريد بذلك أن يمنح إسرائيل وتحديدًا حكومة نتنياهو الذريعة لتنفيذ خطتها بالسيطرة على مدينة غزة واحتلالها وتهجير نصف سكانها بعد دفعهم إلى المناطق القريبة من الحدود المصرية!.

ترامب يريد أن يقول لنا فى مصر وفى الدول العربية إننى حاولت وقف الحرب ومنع إسرائيل من الاستمرار فى تنفيذ عمليتها فى مدينة غزة لكن حماس رفضت وأهدرت الفرصة الأخيرة لها، وهو بعد ذلك ليس بوسعه شيء يفعله.

وهنا تتضح حقيقة خدعة ترامب بالمقترح الذى قدمه مؤخرًا بجو يقضى كما يقول الاعلام الإسرائيلى بأفراج حماس عن كل المحتجزين الإسرائيليين لديها مقابل وقف إطلاق النار والإفراج عن عدد من الفلسطينيين المعتقلين فى السجون الإسرائيلية قد يَصِل إلى ثلاثة آلاف فلسطينى.. وبذلك المعنى ترامب يساعد نتنياهو على إتمام عمليته العسكرية الجديدة فى مدينة غرة والهدف النهائى منها تهجير نصف أهل غزة على الأقل بعد دفعهم لاقتحام الحدود المصرية.

 
 
 
    كلمات البحث
  • مقترح
  • ترامب
  • وقف
  • الحرب
  • أهل
  • غزة