قال الدكتور محمود السعيد، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث مرارا وتكرارا بشأن الأوضاع فى غزة، وجاءت كلماته فى كل مرة تحمل رسائل تحذيرية واضحة موجهة إلى المجتمع الدولى بشأن خطورة الأوضاع فى الشرق الأوسط، كما شملت رسائل موجهة إلى الداخل المصرى فى ظل ما وصفه بـمحاولات استهداف الجبهة الداخلية ونشر الشائعات فى إطار حروب الجيلين الرابع والخامس، كما أن القيادة السياسية المصرية تلعب دورا محوريا ورياديا منذ سنوات، ومصر كانت ولا تزال الدولة الوحيدة التى نجحت فى كبح التصعيد الإسرائيلى خلال الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة، وكان أبرزها تدخلها لوقف العدوان عام 2014 بعد حرب استمرت أكثر من 55 يومًا.
كما أشار إلى أن القاهرة نجحت فى تحويل الحشد الدولى إلى مواقف عملية، مستشهدا بزيارة رئيسى وزراء إسبانيا وبلجيكا لمعبر رفح، ومشاهدتهما للواقع الإنسانى بأنفسهما، ما دفع برلمانات أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما لفت إلى التنسيق المصرى الفرنسي، وزيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للقاهرة، والتى نتج عنها اتفاق حول ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، مؤكدا أن القاهرة لا تكتفى بالبيانات، بل تتحرك بفاعلية سياسية ودبلوماسية، مع تنسيق وثيق مع الدول العربية، لا سيما السعودية وقطر، لصياغة رؤية موحدة ودفع المجتمع الدولى نحو حلول واقعية.
وفيما يتعلق بدخول المساعدات إلى غزة، شدد على أن مصر لم تغلق معبر رفح أبدا، وإنما كانت العراقيل من الجانب الإسرائيلى الذى قصف المعبر أكثر من مرة، فى محاولة لمنع دخول المساعدات، كما أن القاهرة أصرت على ربط خروج مزدوجى الجنسية عبر المعبر بإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن مصر تعمل من خلال خلية نحل على الأرض، مؤسسات رسمية وشباب مدنيون، يبيتون أمام المعبر من أجل ضمان دخول الإغاثة، فى حين أن إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية عن تجويع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، موضحا أن المجتمع الدولى بات يدرك مسئولية الاحتلال فى منع الإغاثة، بعد مشاهد الاستيطان والتطرف الإسرائيلى على الأرض، لافتا إلى قيام مستوطنين إسرائيليين بمنع شاحنات المساعدات من المرور حتى خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكى الأسبق أنتونى بلينكن، ما اضطره لإلغاء زيارته لمعبر كرم أبوسالم.
وأكد أن الرئيس السيسى وجه رسالة مباشرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، باعتباره القادر على الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والسماح بإدخال المساعدات، مؤكدا أن القاهرة تدرك خطورة المرحلة وتسعى لاحتواء التصعيد وتجنب زعزعة الاستقرار الإقليمي.