تواصل وزارة الداخلية جهودها المكثفة فى مواجهة تجارة المخدرات والجريمة المنظمة، وتوجيه ضربات استباقية للبؤر الإجرامية والعناصر الخطرة، وذلك ضمن استراتيجيتها الرامية إلى حماية المجتمع وتجفيف منابع السموم التى تستهدف الشباب... ونجحت الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية فى توجيه سلسلة من العمليات النوعية، أسفرت عن ضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة، وإحباط محاولات تهريب عبر المنافذ الجوية، إلى جانب ملاحقة عناصر إجرامية خطرة ومواجهة أنشطتهم، لتبلغ القيمة الإجمالية للمضبوطات نحو 900 مليون جنيه.
وفى ضربة تعد الأكبر من نوعها، تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من ضبط تشكيل عصابى شديد الخطورة تخصص فى زراعة نبات الهيدرو المخدر على مساحة زراعية بالظهير الصحراوى بدائرة مركز شرطة القنطرة شرق بالإسماعيلية، مستغلين الطبيعة الجغرافية للمنطقة فى التخفى عن أعين الأمن، وأكدت تحريات قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، قيام التشكيل بزراعة قطعة أرض مساحتها فدانان بالنبات المخدر، وحيازة كميات ضخمة منه تمهيداً لتوزيعها بالأسواق، وبعد تقنين الإجراءات، داهمت القوات المزرعة، حيث تم ضبط القائم عليها وهو عنصر جنائى شديد الخطورة، وأسفرت المداهمة عن العثور على 13 طناً من مخدر الهيدرو (8 أطنان لنبات كامل النمو، و5 أطنان مخزنة داخل مخازن سرية)، بالإضافة إلى 145 كيلو جراماً من الحشيش، وقدرت القيمة المالية للمضبوطات بنحو 795 مليون جنيه.
مواجهة بؤر إجرامية
وفى إطار ملاحقة البؤر الإجرامية، أكدت معلومات وتحريات قطاعى مكافحة المخدرات والأمن العام وقيام مجموعات من العناصر الجنائية الخطرة بعدة محافظات بمحاولة جلب كميات من المواد المخدرة والأسلحة النارية غير المرخصة لترويجها، وبالتنسيق مع قطاع الأمن المركزى، تم استهداف هذه البؤر، وأسفر التعامل عن مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة بمحافظة المنوفية، سبق الحكم عليها بالسجن المؤبد فى جنايات «اتجار فى المخدرات، سلاح بدون ترخيص، بلطجة».
كما تم ضبط باقى أفراد الشبكة وبحوزتهم 400 كيلو جرام من المواد المخدرة المتنوعة (حشيش، هيدرو، إستروكس، شابو، بودر، هيروين، شادو)، إضافة إلى قرابة 17 ألف قرص مخدر من الأنواع المختلفة، كما تم العثور على ترسانة أسلحة تضم 104 قطع سلاح نارى (94 بندقية خرطوش، 2 بندقية آلية، 6 فرد خرطوش، 2 طبنجة) وقدرت القيمة المالية للمضبوطات المخدرة بنحو 90 مليون جنيه.
وفى عملية أخرى، أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة تهريب كمية من الأقراص المخدرة عبر إحدى الموانئ الجوية، فقد وردت معلومات عن عزم شخصين جلب شحنة مخدرات داخل طرد بريدى قادم من الخارج، وبالفحص الدقيق، تم ضبط الطرد الذى أخفى بداخله حوالى 3000 قرص مخدر داخل سماعة صب كبيرة، وجرى ضبط المتهمين (عاطل وشقيقته – مقيمان بمحافظة الشرقية) أثناء محاولتهما استلام الطرد، وقدرت القيمة المالية للمضبوطات بحوالى 2 مليون جنيه.
غسل أموال عبر الإنترنت
وفى سياق متصل بجهود تتبع مصادر الأموال غير المشروعة، اتخذ قطاع مكافحة المخدرات إجراءات قانونية ضد صانع محتوى له معلومات جنائية، مقيم بالجيزة، لقيامه بغسل أموال متحصلة من نشاطه فى الاتجار بالمواد المخدرة، وأثبتت التحريات أن المتهم حقق أرباحاً بلغت 12 مليون جنيه، حاول إخفاء مصدرها غير المشروع عبر شراء عقارات وسيارات، فضلاً عن استغلال مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر مقاطع فيديو تمثل اعتداءً على قيم المجتمع بغرض جذب المشاهدات وتحقيق أرباح إضافية.
ترويج عبر مواقع التواصل
وواصلت وزارة الداخلية رصد الأنشطة غير القانونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تمكنت من كشف عدة مقاطع فيديو تم تداولها مؤخراً تتعلق بترويج المواد المخدرة فى محافظتى القاهرة والإسماعيلية.
وفى الإسماعيلية تم ضبط عاطلين – لأحدهما معلومات جنائية- بدائرة قسم شرطة أبو صوير، بحوزتهما كميات من الحشيش والهيروين بقصد الاتجار.
وفى المطرية بالقاهرة تم ضبط متهمين (سائق وعاطل) ظهرا فى مقطع فيديو أثناء بيع المخدرات، وعُثر بحوزتهما على كميات من البودر والآيس، إضافة إلى فرد خرطوش.
وفى البساتين تم ضبط أربعة أشخاص (لاثنين منهم معلومات جنائية) ظهروا فى مقطع فيديو أثناء ممارسة أعمال بلطجة وترويج المخدرات، حيث عُثر بحوزتهم على مخدرى البودر والإستروكس وسلاح أبيض.
أما فى سوق العبور فتم ضبط خمسة أشخاص ظهروا فى حالة عدم اتزان نتيجة تعاطى المخدرات، ثلاثة منهم لهم سوابق، وبحوزة أحدهم كمية من مخدر البودر، كما تم ضبط المروج الرئيسى الذى زودهم بالمادة.
وفى المرج تم ضبط أربعة متهمين بحوزتهم كمية من مخدر البودر ودراجة نارية بدون لوحات، اعترفوا باستخدامها فى ترويج المواد المخدرة.
وتأتى هذه النجاحات فى إطار السياسة الأمنية التى تنتهجها وزارة الداخلية، والتى تعتمد على توجيه ضربات استباقية، وتكثيف التحريات، والاستعانة بالتنسيق بين مختلف القطاعات، من مكافحة المخدرات والأمن العام والأمن المركزى، وصولاً إلى الأجهزة المتخصصة فى الموانئ والمنافذ، كما تواكب الجهود الميدانية رصداً إلكترونياً مستمراً لمواقع التواصل الاجتماعى، لرصد أى محتوى يروج للمخدرات أو يشجع على تعاطيها أو الاتجار بها. وبذلك تواصل وزارة الداخلية تنفيذ استراتيجيتها لحماية المجتمع، وتجفيف منابع المخدرات، ومواجهة الأنشطة الإجرامية بكافة صورها، تأكيداً على أن أمن المواطنين يظل أولوية قصوى لا تحتمل التهاون.