قال اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه لا بد أن نأخذ تصريحات «نتنياهو» بمنتهى الجدية، حيث إن إسرائيل فى جوهرها كانت مشروعًا تحقق على الأرض، موضحًا أن مهما كانت طبيعة المشروعات الإسرائيلية واعتبارها مجرد أوهام إلا أننا يجب أن نتعامل معها من خلال خطة متكاملة تأخذ فى اعتبارها كافة الاعتبارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وأضاف اللواء الدويرى فى حوار مع «المصور» ينشر لاحقا، أن المساس بالأمن القومى المصرى يعد خطًا أحمر لا يمكن لنا أن نتهاون فيه، وهذه هى الرسالة التى يجب أن تكون قد وصلت لإسرائيل بصورة مباشرة.
وأوضح اللواء الدويرى أن الطرح الإسرائيلى لم يأتِ من فراغ، بل جاء متكاملًا مع السياسات والإجراءات المتطرفة والعمليات العسكرية التى تتم فى غزة والضفة الغربية، وكذلك قطار الاستيطان الذى ينهش الأرض الفلسطينية ولا سيما فى مدينة القدس، مشيرًا إلى أن المشروع الاستيطانى «E 1» يُعد خير دليل على أن هناك خطة إسرائيلية لضم الضفة الغربية أو على الأقل أجزاء كبيرة منها، وبالتالى الوصول إلى مرحلة تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أن الموقف العربى إزاء تصريحات «نتنياهو» اتسم بالتناغم وأجمع على رفضها رفضًا تامًا، لافتًا إلى أنه مع التقدير الكامل لهذه المواقف إلا أنه من الضرورى أن تتعامل الدول العربية مع هذه التصريحات بالقدر الذى يتناسب مع خطورتها.
وقال اللواء الدويرى: فى رأيى أن الوقت قد حان لبلورة موقف عربى قوى موحد يمثل فى مجمله حائط صد أمام أية مشروعات توسعية إسرائيلية، كما أنه بات من الأهمية أن يتم توجيه رسائل قوية لإسرائيل بأننا لن نقف موقف المتفرج إزاء مثل هذا الطرح الذى يؤثر فى جوهره على الأمن القومى العربى.
وأضاف أن رغم ضرورة أن نواصل مخاطبة الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الوحيدة فى العالم القادرة على الضغط على إسرائيل، أرجو ألا نراهن كثيرًا على إمكانية حدوث تغيير فى الموقف الأمريكى تجاه إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالإدارة الجمهورية الحالية التى تتبنى كافة المواقف الإسرائيلية تجاه كل قضايا المنطقة.
واختتم اللواء الدويرى بالتأكيد على أن الرهان الأهم والأنسب يجب أن يكون على قوة الموقف العربى وليس على احتمالات الموقف الأمريكى أو على أى مواقف أخرى.