رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

وتظل الإبادة مستمرة...؟


23-8-2025 | 12:10

.

طباعة
بقلـم: سناء السعيد

عانقت إسرائيل الإبادة كعملة تصل بها إلى تحقيق أهدافها فى القضاء المبرم على الفلسطينيين. ومؤخرا شُيعت جنازة ستة صحفيين استشهدوا بعد أن استهدفت إسرائيل خيمتهم قرب مجمع الشفاء الطبى. وأعلن مدير المجمع أن القصف وقع فى محيطه حيث تتمركز فرق إعلامية لتغطية الأوضاع الميدانية، وأسفر عن استشهاد الصحفيين أثناء تأدية عملهم. وكان أحدهم قد نشر على حسابه عبر منصة «إكس» وصية، قال فيها: «هذه وصيتى ورسالتى الأخيرة، إن وصلتكم كلماتى هذه، فاعلموا أن إسرائيل نجحت فى قتلى وإسكات صوتى». وكتب أحدهم وصيته منذ السادس من أبريل الماضى، يقول فيها: «عشت الألم بكل تفاصيله، وذقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يوما عن نقل الحقيقة، كما هى بلا تزوير أو تحريف».

بادر الصحفى «أنس الشريف»، وقبل استشهادى بعدة دقائق، بنشر تغطيته الأخيرة لحرب غزة، قائلا: «القصف لا يتوقف، منذ ساعتين يشدد العدوان الإسرائيلى حصاره على مدينة غزة». وكان مدير مستشفى الشفاء فى مدينة غزة قد أعلن عن استشهاد خمسة صحفيين باستهداف إسرائيل خيمتهم إضافة إلى مصورين، وأن عملية الاستهداف نُفذت باستخدام ذخيرة دقيقة بعد أن أجرت إسرائيل مراقبة جوية، وقامت بجمع معلومات استخباراتية إضافية. وأدانت شبكات الإعلام الهجوم الذى استهدف الصحفيين، ووصفته بـ«الهجوم السافر» المتعمد على حرية الصحافة. وفى الوقت نفسه حمّلت شبكة الجزيرة الاحتلال الإسرائيلى وحكومته مسئولية استهداف واغتيال فريقها.

ولقد بادرت حركة حماس، فنعت الصحفيين، وقالت إنها جريمة وحشية تتجاوز كل حدود الفاشية والإجرام، وأضافت أن «الاستهداف المتواصل للصحفيين فى غزة هو رسالة إرهاب إجرامى للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، فى ظل صمت دولى شجع الاحتلال على المضى فى قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة»، وكانت «لجنة حماية الصحفيين»، وهى منظمة دولية غير حكومية مقرها فى نيويورك، قد أصدرت فى أواخر شهر يوليو الماضى بيانًا، أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بتهديدات مباشرة وتحريض علنى ضد الصحفيين. ودعت اللجنة فى بيانها السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وسلامة جميع الصحفيين العاملين فى قطاع غزة، مشددة على أن استهداف الصحفيين أو التحريض عليهم يشكّل انتهاكا للقوانين الدولية التى تحمى العمل الصحفى أثناء النزاعات.

لقد تزامن بيان لجنة حماية الصحفيين مع موقف مماثل من جانب شبكة «الجزيرة» التى أصدرت فى 25 يوليو الماضى بيانا، قالت فيه: إن ما يتعرض له مراسلها فى غزة يندرج ضمن حملة تحريض تستهدف مراسليها الميدانيين، واعتبرت ذلك محاولة لإسكات التغطية المستمرة فى داخل القطاع، لا سيما أن المراسلين يعملون وفق المعايير المهنية وميثاق الشرف الصحفى، ولهذا يتعين على المجتمع الدولى تحمّل مسئولياته فى حماية الصحفيين.

فى الوقت نفسه، صدرت تصريحات من المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأى والتعبير، شددت فيها على أن التحريض العلنى ضد الصحفيين فى مناطق النزاع يضاعف من احتمالات تعرضهم للاستهداف، ويقوض قدرة وسائل الإعلام على القيام بدورها الرقابي، وأشارت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأى إلى أن القانون الدولى الإنسانى يفرض على أطراف النزاع ضمان حماية الصحفيين والعاملين فى مجال الإعلام وعدم استهدافهم أو التحريض عليهم، باعتبارهم مدنيين يقومون بمهمة مهنية أساسية.

الجدير بالذكر، أنه وحتى شهر يوليو الماضى، ارتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بدء الحرب فى شهر أكتوبر 2023 إلى أكثر من 232 صحفيا، وذلك وفق تقدير المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة. ولقد دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية، القوات الإسرائيلية لوقف فورى لكافة الهجمات ضد الفلسطينيين الذين يحاولون توفير الأمن لقوافل المساعدات الإنسانية، وطالب بيان صادر عن الأمم المتحدة القوات الإسرائيلية بضرورة الامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولى لتسهيل وحماية إيصال المساعدات الانسانية، وغيرها من الضرورات الحياتية لقطاع غزة وداخلها، لا سيما أن الهجمات الإسرائيلية ساهمت بشكل كبير فى تفشى المجاعة بين المدنيين فى القطاع.

وكان القصف الإسرائيلى قد أسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، معظمهم من أفراد الأمن المرافقين لقوافل المساعدات والإمدادات، إلى جانب البعض من طالبى المساعدة. ولهذا بادر مجلس حقوق الانسان، وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية باتت تشكل جزءا من نمط متكرر، يشير إلى استهداف متعمد من قِبل القوات الإسرائيلية لأولئك، الذين يفترض أنهم مدنيون، ويشاركون فى تأمين الضروريات الحياتية.

 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة