فى لحظات الفقد، تعجز الكلمات عن البوح، وتضيق اللغة عن احتواء الحزن.. اليوم نفقد زميلا وأخا، ونودع قلبا عرفناه نقيا، وروحا طاهرة أيقنت أن الابتسامة هى الحياة.
رحل زميلنا حمادة محمد فتح الله المخرج الصحفى بمجلة «المصور»، فى أوج شبابه، وفى لحظة كنا نظن أن عطاءه لن ينقطع، لكن مشيئة الله كانت أسبق، ورحل إلى عالم أكثر رحابة، وهو رحيل جاء بعد مرض قاس أعجزه عن العمل وألزمه الفراش، فكان صابرا صامدا، إلا أن المرض كان أكثر خبثاً وعنفا.
عرفناه هادئ الطباع، مستمعا جيدا، مبتسما فى وجه الجميع، بشوش الوجه، ولم نره يوما قاسيا، بل حتى فى أحلك لحظات مرضه ظل يبتسم، كعادة القادرين على الصبر، وأصحاب العزيمة التى لا تلين، لذلك حين رحل قلنا جميعا: رحل الطيب.
غادرنا جسده.. لكنه ترك لنا ما هو أثمن من الحضور ترك لنا ذكرى لا تمحى، سنتذكره كلما تذكرنا التسامح، وكلما ابتسمنا فى وجه الألم... رحمك الله رحمة واسعة، وجعل مثواك الجنة.
رحل صديقى العزيز، صاحب الرؤية الفنية المختلفة، ورفيق السنوات الماضية فى عالم الإخراج الصحفى.
عرفته منذ أكثر من خمس سنوات، فوجدت فيه مخرجا موهوبا بحق، يمتلك بصمة فنية لا تخطئها العين، لذلك سعيت يومها لأن يكون ضمن فريقنا فى قسم الإخراج الصحفى بمجلة المصور، كان مثالا للأمانة والإخلاص، يضع ضميره قبل أى اعتبار، حتى وإن كان ذلك على حساب راحته وصحته.
ونحن كمخرجين نعى جيدا بصمته المميزة وطابعه الخاص، وهذا ما يجعلنا نعرف إخراجه الصحفى للصفحات من أول نظرة، قبل أن يخبرك أحد باسمه.
كان صادقا، إنسانيا ومهنيا.. واليوم برحيله، خسرنا جميعا قلبا محبا وفنانا نادرا.. وداعا حمادة، ستبقى أعمالك شاهدة على جمال روحك، وذكراك حاضرة بيننا ما حيينا.
هانى وافى
«إذا أحب الله عبدًا ابتلاه».. لم أجد جملة تعبر عن ما رأيته مع صديق عمرى «حمادة» أكثر من هذه الجملة، فلا شك بأن الله يحب عبده حمادة، لذلك ابتلاه بالمرض ليختبر مدى إيمانه وصبره.
كنت شاهدًا على هذه اللحظة التى تلقى فيها حمادة (رحمه الله) خبر إصابته بالمرض الخبيث برضا وإيمان وصبر على قضاء الله، هذا المرض الذى ظل ينهش في جسده ويؤرق نومه من شدة الألم والمعاناة.
تعجز الكلمات عن وصف الشعور نتيجة فراق صديق العمر «حمادة» الذى توفاه الله بعد معاناة، كنا نتمنى أن يتم الله شفائه منها، لكن قدر الله كله خير، والله أرحم بعباده منهم، فهو خالقهم.
كلنا إيمان أن الله قدر لحمادة لقاءه ليرحمه من العذاب والألم، لكن الأصعب هو الفراق.. عدم رؤيته مرة أخرى هى أصعب شىء يمكن أن نشعر به.
نسأل الله له الرحمة وأن يجازيه عن صبره على البلاء وعدم اعتراضه على قضاء الله، وأن يلهمنا وأسرته وأهله الصبر والسلوان.
محمود كامل
تقف الكلمات مشدوهة تائهة قد لا تستطيع التعبير عن موقف مفاجئ، وهل يأتى الموت إلا مفاجئاً، من ثم يولد سؤال كبير ما هذه الدنيا؟، وما هذه المطامح التى تعج بها دنيا البشر وكأنهم خالدون، ثم بين عشية وضحاها إذا هى هباء منثور تتحول تراباً (وكل الذى فوق التراب تراب).
رحل حمادة بعد رحلة مع المرض، رحل فى ريعان الشباب، وفقدت «المصور» واحداً من رجالها، وابناً من أبنائها، وفجع قسم الإخراج والمجلة كلها لهذا الرحيل، ونحن الآن لا نملك إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة لهذا الزميل الطيب.
صاحب السيرة الحميدة والسريرة النقية،كان هادئاً فى حياته، وانسحب فى هدوء إلى خالقه أرحم الراحمين.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
السيد عثمان
تخوننى الكلمات وتستعصى المعانى فألزم الصمت أغلب أوقاتى، لكن الحدث أكبر من أى قدرة على الصمت.
رحيل هادئ يليق بطبيعة شخصه الكتوم الذى أثر العزلة فى محنته، تلك التى كشفت عن معدن صديقه المقرب محمود كامل الذى رافقه فى رحلة معاناته وكان حلقة الوصل بينه وبين محبيه، ليعلمنى درسا فى الوفاء إلى جانب الدرس الأخير من حمادة فى صبره على الابتلاء والرضا بقضاء الخالق .
ذهب حمادة سريعا لم يودع أحدا وترك فراغا لا تملؤه الحروف.
احتفلت به السماء بينما ذرفت الأرض دمعها لفراقه وقد ترك لنا تلك المشاعر المتضاربة بين ألم الفراق وفرحة لعريس السماء الذى توقفت آلامه وخرج من الدنيا نقيا.
محمد عمار
الموت حق لكن الفراق يعصر القلب، وكلما اشتد الحزن شُل التفكير وعجز القلم عن التعبير، أحاسيس مختلطة أشعر بها، فلا محال من قدر الله وقضائه.
حمادة الجدع صاحب القلب الطيب والروح النقية، عاهدتك مسالماً، مستسلماً وراضياً بقدرك ونصيبك من المرض، وحتى آخر أنفاسك كنت متأملًا فى الشفاء ولكن لا اعتراض على قضاء الله.
أتمنى من الله أن يثقل ميزانك بصبرك ومقاومتك للمرض، فقد كنت أعظم نموذج للصبر والإيمان.
رحمك الله صديقى الغالى، وأسكنك الله فى عليين مع الشهداء والنبيين والصديقين وألهمنى الصبر.
أحمد يونس
نجتمع اليوم وقلوبنا مثقلة بالحزن، وعيوننا تفيض بالدموع، نودّع أخا وصديقا غاليا على قلوبنا جميعا، لقد تركتنا ورحلت يا «حمادة» وسبقتنا للدار الآخرة، لقد كانت كلماته الأخيرة لى تحمل الكثير من التفاؤل حتى وهو على سرير المرض، كان وجهه طيبا وبشوشا مليئا بالتفاؤل. المكان مستشفى قصر العينى، التوقيت عقب خروجه من غرفة العمليات والإفاقة، قال لى مازحا “أنا عايز أرسم صفحات الرياضة زى زمان محدش بيعرف يرسمها غيرى، ابعتلى الصفحات أرسمها فى البيت”، كلمات رغم بساطتها لكنها كانت بمثابة سهام شديدة أثرت كثيرا فىّ وقتها، تمالكت دموعى وضحكت وقلت له اخرج إنت بس والصفحات فى انتظارك يا «فنان»، هذا هو اللقب الذى كنت أناديه به دوما لبراعته فى عمله”.
حمادة عرفناه طيب القلب، صادق النية، محبًا للجميع، يمد يد العون لكل محتاج، ويُدخل البهجة على منْ حوله بابتسامته وروحه الطيبة. كان وفيًا لأصحابه مخلصًا في عمله، وأمينًا على العشرة والمعروف.
رحيلك يا حمادة ليس فقدًا جسد فقط، بل لروح كانت تضفي على حياتنا نورًا ودفئًا، سنشتاق إلى ضحكتك، إلى كلماتك البسيطة المرحة التي كانت تداوي الجراح.
نسأل الله العظيم أن يتغمدك بواسع رحمته، ويسكنك فسيح جناته، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يُلهمنا وأهلك وأحبابك الصبر والسلوان.
وداعًا يا صديقى. إلى أن يجمعنا الله في مستقر رحمته، حيث لا فراق ولا حزن.
محمد أبو العلا
برحيل صديقى العزيز حمادة فقدت الحياة وجهًا هادئًا وابتسامة صافية كانت تبعث الطمأنينة فيمن حوله، كان مثالًا للرقى والالتزام، يجمع بين طيبة القلب ونقاء النفس، ويتعامل مع الجميع بأدب جم واحترام رفيع... كان نموذجًا للإخلاص والجدية، لا يسعى للأضواء، بل يترك أثره بصمت من خلال عطائه المتواصل، وفى الصداقة كان وفيًّا حاضرًا فى الشدائد قبل الأفراح، هدوؤه لم يكن غيابًا عن الحياة، بل حضورًا عميقًا يمنح الآخرين السكينة والثقة، برحيله ترك فراغًا لا يملؤه أحد، وذكرى ستظل حية فى قلوب كل من عرفه، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
مصطفى سعيد
نحمل فى قلوبنا حزنا عميقا لرحيل أخ عزيز، حمادة محمد فتح الله، الذى وافته المنية بعد صراع مع المرض، عرفناه رجلا لم يسكن جسده المرض، بل سكنته إرادة المؤمن، لقد كان مثالا للصبر والقوة، تحمل الآلام بصمت وكبرياء، عرفناه روحا طيبة، وقلبا نقيا، وابتسامة لا تغيب، كانت حياته، رغم قِصرها، نبعا من العطاء والوفاء، بالرغم من ضغوطات الحياة التى لا ترحم، زرع فى قلوبنا ذكرى لا تموت.
ذكريات صداقته لم تكن بالفترة الكبيرة ولكنه ترك أثرا طيبا فينا، وستظل نورا فى دربنا، وعزاء فى فراقك الأليم، لروحك السلام يا صديقى، ولأهلك ومحبيك الصبر والسلوان.
أحمد المندوه
إلى صديقى الذى هزمه المرض ولم تهزمه الحياة «حمادة».
فى لحظة من اللحظات التى لا نتمناها، توقف الزمن بالنسبة لنا، حين بلغنا نبأ رحيلك. رحلت عنا جسدًا، لكنك تركت وراءك أثرًا لا يُمحى، وذكريات تسكن تفاصيل كل يوم قضيناه معك فى العمل وفى الحياة.
كان المرض قاسيًا، لكنك كنت أقوى، واجهته بشجاعة لم أرَ مثلها من قبل، بابتسامتك التى لم تنطفئ، وبروحك العالية التى كانت تعطينا الأمل ونحن الذين كنّا نحاول أن نمنحه لك، لم تكن مجرد زميل، بل أخًا وصديقًا وأقرب إلى القلب من كثيرين.
لم تكن شكواك دائمة رغم الألم، لم تتوقف عن أداء مهامك، أو عن مساعدة الآخرين. كنت تحارب فى صمت، وتخفى وجعك حتى لا نقلق عليك، وها أنت ترحل اليوم، تاركًا لنا درسًا عظيمًا فى الصبر، والإيمان، والرضا.
نم قرير العين يا صديقى، فقد تعبت... ونسأل الله أن يجعل ما عانيته من ألم فى ميزان حسناتك، وأن يغفر لك، ويرفع مقامك فى الجنة، ويجعل قبرك نورًا وطمأنينة.
إسلام صابر
قاسية هى الحياة خاصة فى الجانب الذى يتعلق بالموت، فمهما كنت عاشقاً للحياة، فالموت هو الحقيقة الوحيدة التى لا مفر منها.
رحلت يا صديقى وتركت بداخلى ألماً لا يُشفى، فما زلت غير متقبل ولا متخيل عدم رؤيتك مرة أخرى، ولا زالت أتخبط فى فقدانك ولكن هذا قضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يُرضى الله.
لقد تركت يا حمادة بداخل كل منْ عرفك أثراً لا يُنسى من حسن الخلق والطيبة، كنت مثل «الجمل» شديد التحمل والصبر على المرض، قاومت بكل ما لديك من قوة وإيمان، كنت أمامى مثالاً حياً لحسن الظن بالله فى أصعب ظروف مرضك، فهنيئاً لك الجنة بإذن الله.
محمد محسن

