رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الخزف المصري المعاصر بين التمرد وعشق النموذج القديم

10-8-2025 | 13:13

د. هبة الهواري

طباعة
د. هبة الهواري

على ضفاف الأنهار ومنذ فجر التاريخ ولدت الحضارات وسطرت الإنسانية أول سطور الإبداع التشكيلي فشكل الإنسان خامة الطين، على ضفاف النيل والفرات واليانجتسي، ظل فن الخزف من أهم المنجزات الحضارية التي نراها فيما ترك لنا الفنان القديم في مصر فهو رفيق لكل خطوة حثيثة نحو نضوج واكتمال التجربة الإبداعية المصرية، منذ خزف ما قبل الأسرات في حضارات نقادة، والبداري، ومرمدة بني سلامة، ثم الخزف المصري القديم، وحتى الخزف الإسلامي المتميز الذي تزخر به قاعات المتاحف وتفخر به الإنسانية، وكما كان الخزف معبرا عن حاجات الإنسان واستخداماته كان منتجاً تشكيلياً ذا قيمة فنية عالية.

ومع ازدهار الفن التشكيلي المصري الحديث تألق الخزف، ودارت عجلة الخزاف وشكلت طريقاً ثرياً سطرت به معالم بارزة وهامة بأيدي الأساتذة الذين غرسوا بذوراً نمت، وأسسوا قواعدَ رسخت تقاليد وكلاسيكيات لهذا الفن هؤلاء المؤسسين منذ سعيد الصدر ثم محمد طه حسين وجمال الحنفي، وقدري نخلة وحتى تلامذتهم من جيل الوسط زينب سالم وأحمد السيد وتهاني العادلي وزينات عبد الجواد وفتحية معتوق، الذين خرجت على أيديهم نبتات غضة وفروع شابة بدأت تشارك في مسيرة الفن التشكيلي المصري المعاصر وتستفيد من تلك النهضة التي شملته في جميع فروعه في ظل رعاية الأساتذة وصدق الموهبة وأصالتها. هؤلاء الشباب الذين أصبحوا أساتذة -فيما بعد - ولدت شخصياتهم الفنية من رحم صالون الشباب منذ تأسيسه عام 1989 وبينالي الخزف الدولي الذي بدأ كترينالي 1992 مثل أيمن جودة وخالد سراج الدين وضياء الدين داود وأسامة إمام وعادل هارون وغيرهم كثيرون من الذين توفرت لهم فرص التعلم والاحتكاك والإطلاع على مسارات الفن التشكيلي العالمي. ويجدر بنا هنا أن نشير إلى الجهد البارز للفنان محيى الدين حسين قوميسير البينالي في كل دوراته السابقة، والذي صاحب تحقق الحلم، وجاهد في سبيل تطوره، والذي نتمنى له الصحة والعافية.وحينما نتطلع إلى مجرى النهر الخصيب ونغترف من الفيض الثري لابد لنا أن نبدأ بالفنان الراحل نبيل درويش الذي قدم لمسيرة الفن التشكيلي المصري رحلة إبداعية وتجربة بحثية واسعة المجال ثرية القيمة ،كرس فيها كامل طاقاته وخلاصة أبحاثه وتجاربه سعياً إلى بلوغ تلك الآفاق الرحبة في فن الخزف، وكما كرس نبيل درويش حياته للخزف، أعطاه الخزف سره المكنون وأطاعه بإخلاص حتى تحققت على يديه أعلى درجات التكامل بين المبنى والمعنى بين التراث المصري والتجديد المنطلق ،بين التحكم في قدرات الخامات الكيميائية على التعبير التشكيلي، والطاقات التشكيلية البالغة الكثافة للجسم الخزفي. كذلك من الفنانات المصريات المتألقات في فن الخزف اللائي امتلكن ناصية التقنية الصعبة وتحملن مشقتها البالغة في موهبة تشكيلية فريدة نتأمل الفنانات زينب سالم، وزينات عبد الجواد وتهاني العادلي؛ مرفت السويفي والفنانة سلوى رشدي ،حيث بدأن من خلال رؤيا بنائية للإناء الخزفي تتابع رؤى وابتكارات وتنغيمات غاية في الثراء.

ثم تحولن بعد ذلك البحث البنائي إلي ترجمة بصرية تشكيلية لعناصر طبيعية تأثرن بها في حياتهن، كما كانت تبدو في هذا الجيل مراحل التجربة الإنشائية في التشكيل الخزفي متحرراً من صيغة الإناء أو التمثال، وفي أعمال الخزاف أحمد السيد الذي ينتمي إلى نفس جيل الأساتذة، حيث نتطلع إلى أعمال مؤرخ معماري نحات على قدر كبير من الوعي بمشاكل ومراحل وتجاوزات الخزف، كأحد أهم المحاور التعبيرية في التاريخ الفني الإنساني، فالفنان يتجاوز كل ما هو مخزون في ذاكرتك من تاريخ وعمارة ونحت إلى خزف رصين محتشد بالطاقة التعبيرية الباهرة: التي تتضح في مسلكه حين يقوم بالبناء وتحدي الكتلة وسبر أغوارها وفي تحليلاته لنسب الجسم البشري التي نجد بها العديد والعديد من المخزونات البصرية لديه، وتزدهر هنا هذه القدرة البصرية الهائلة لدى الفنان في اختزان ما هو تاريخي وإعادة خلقه خزفيا. تأتي مرحلة جديدة مع ميلاد خزافين مثل ضياء الدين داود وخالد سراج الدين وأيمن جودة وأسامة إمام الذين تناولوا الخزف من منطلق مفاهيمي، حيث تنوعت الرؤى واختلفت الأساليب، وانطلقت الفنون جميعاً لتتحد، مناهضة للتقنيات والتقاليد والنظرة المسبقة، من هنا جاء معهم الخزف الرافض للمناهل القديمة، الرافض للاحتكار الفكري أو الشكلي، ولم تعد الآنية أو التقنية الخزفية هي فقط جواز المرور - الأصيل - لكل ما هو جديد في الخزف. بل هي الفكرة "أو المفهوم concept" ما يمكن أن يؤدي بنا إلى تجاوز تلك الحدود القديمة المطروقة، ومن خلال هذه الرؤيا جاءت أعمال هؤلاء الفنانين، معتمدةً على كون فكرة العمل الخزفي (الفني) هي القائد والمحور لكل ما هو إبداعي وجديد. وكان الهــدف هو إنتاج أعمال خزفية ذات طابع مفاهيمى، تسعى إلى الاستعانة بكافة المعطيات التكنولوجية للعصر من المواد والوسائط المتعددة، لممارسة إبداعية تتبادل فيها الخبرات المختلفة حول التفكير بالخزف وتسهم فى تفاعل بين الفنان المبدع والمتلقى.

حيث يواجهون بدأب وجلد قسوة القدر الخزفي المترامي الأبعاد المستعصي على النظم، المفارق لكل قيد، المفطور على ولوج اللهيب، لا يستقيم بناءه إلا بعد أن تبث فيه الروح والنار ويفتنه الحريق، يبنون صروحهم الخزفية من خلايا صغيرة بليغة تصنع معزوفات خزفية بإيقاع الوحدات التكراريه التي تكشف عمق الترديد وسره التشكيلي، حين يستطيع الخزاف قهر ليونة الطين بصبه في القوالب وطبع خلقته العضوية بسمت الهندسيات المحملة بأثر التناص التشكيلي بين ما هو تراثي وما هو معاصر مع استخدام طرق الحريق البدائيه كحريق الحفرة ودخانها ممتزجة بقصدية الفنان وتركه لمساحة الصدفة والتنبؤ وشغف النتيجة المفاجئة التي ينطوي عليها هذا الأسلوب، وهو يخترق كل أسس البنائيات الهندسية الصارمة التي خلقها، باقتراب وابتعاد راقص بديع ومفارقة وملاقاة ثرية بين الكتلة الصماء وفعل التشكيل المنمنم الرصين في أثناء خلق الفراغ، حين يعالج بدأب أشكاله الهندسيه المطلقة المكعب ومتوازي المستطيلات، والأسطوانة والكرة، ويصبغها من معين الجدة والدربة، فتغادر صرامتها وتنطلق في غناء كما يتضح بشكل أوضح في أعمال أسامة أمام وأعمال الفنانة الشابة مروة زكريا والتي تسمح دائما باستعراض اللمسات العضوية في التفكير.

التشكيل الخزفي المفاهيمي : كما يلفت انتباهنا أسلوبٌ متميز في تناول التشكيل الخزفي المفاهيمي عند خالد سراج الدين، عالم النبات الصغير، تلك المجموعات من التشكيلات الخزفية، جذور لنباتٍ غيرِ مكتمل، ليس الاكتمالُ هو السرُ، الحراك هو ما يشكلُ الهوية الخزفية في تفاعلٍ ووميضٍ دؤوب؛ جذور تسير لملاقاة جذور أخرى، هُوية العمل لا تعتمد على الصفات الذاتية الخالصة، وإنما الصفات العلائقية، تلك التكوينات الخزفية التي تأتلف نحو هوية يبتدعها الفنان، حيث يصبح الوعي بالتشكيل والتموضع، كثَرَ قدرةٍ على توليد نفسه أفقيًا، حيث تمثلت فكرة القطب المقاوم للثبات؛ الجسد الساكن الذي يحوي ألف ألف احتمال، الحياة الكامنة في العناصر، وذلك البناء الطوَّاف؛ حيث ينشأ خشوعٌ صوفيٌّ يكمن في تحرير الفضاء العام للعمل من الهيمنة وذلك بجعل الفضاءات المتمثلة في تلك المساحات المتولدة من أسلوب التشكيل، وقنوات الاتصال البصري بين الهيئات، ساحات فسيحة متناثرةٌ لفرز القوى. من المهم أن نشير هنا إلى مجموعة من الخزافات الشابات واللاتي كن نتاج صالون الشباب كأعمال الفنانة الشابة مروة زكريا والفنانة علا حمدي والتي تسمح دائما باستعراض اللمسات العضوية في التفكير الخزفي.وكذلك مجموعة من أساتذة كلية التربية الفنية حيث يمثلن تياراً جديداً في الأداء التشكيلي الخزفي ينحو إلى البساطة وإلى استخدام النوستالجيا، والتحرر من الأفكار المسبقة واللجوء إلى صياغات تشكيلية مستقاة من عالم الأطفال الذي يحتكون به في دراساتهن الأكاديمية، منهم الخزافات إيمان الشقيري 1988، مروة علي محمد حسين 1984، صفاء محمد محمد عطية 1984، هدى أحمد رجاء1984، هؤلاء الخزافات افتقدنا حضورهن في هذه الدورة من المعرض العام، فوجود التناص البصري لديهن وحضور الأسطورة الشعبية أو استلهامها ككيان مستقل مشع يسكن المسطح التشكيلي ويمتزج في شرايينه مكوناً وجوداً جديداً مستعصياً على الإسقاط، منفلتاً من غواية الزخرفة والترصيع. فالبينصية عند الخزافات الجديدات تقوم على تلك العلاقة الحيوية بين العمل التشكيلي المبتكر الفردي الذي يمثل الفنان وبين ما يسميه رولان بارت بالكتاب الأكبر وهو الكتاب الذي يضم كل ماكتب بالفعل،- أو بوسعنا أن نقول كل ما تشكل بصرياً من قبل - أي أن النص الحاضر يحمل في شفراته بقايا وآثاراً وشذرات من ذلك الكتاب الأكبر وأنه جزء من كل ما تمت كتابته وتشكيله عبر الزمن.

إن الأشكال الخزفية الجديدة وما تحمله من مناهضة لأفكار تم تكريسها، عن الشكل الخزفي وحتمية الإناء، حيث نجد الفن هنا يصبح جمعياً، يتخذ من المجتمع منبعه، ويعتمد على تداخل الوسائط والتقنيات الخزفية المختلفة لتحقيق الفكرة، ويهتم بالتجريب الثوري ضد التقاليد الموروثة ويبتعد كل البعد عن سجن الدورانية للجسم الخزفي، بل ويحطمها، ليوحي بنمط جديد من التقاء الفن بالمجتمع. استلهام التراث الثقافي للشعوب في الأعمال الإبداعية المعاصرة، إن قضية استلهام التراث الثقافي للشعوب في الأعمال الإبداعية المعاصرة، وإلى أي مدى يمكن للفنان التشكيلي مزج وتوليف عناصره؛ فالاستلهام الفنى للثقافة الشعبية : "هو ذلك النشاط الإنسانى النوعى الذى يسعى فيه الفنان من خارج دائرة الجماعة الشعبية إلى الاستعانة بثقافة هذه الجماعة أو أحد أجناسها أو أنواعها أو عناصرها لبناء نص فنى خاص قولى أو موسيقى أو حركى أو تشكيلى أو درامى" ويكون الاستلهام التشكيلي للتراث الشعبي تعبيراً مجسداً لموقف المبدع الفكري ونظرته للعالم باحثاً عن الأصالة والقيمة الجمالية بعيداً عن الزيف أو الادعاء أو الترصيع الشكلي الذي يحول الشكل الفني الموروث مسخاً شائهاً استهلاكياً إلى أبعد حد، أو متذلفاً لقيم سلعية أو سياحية عابرة.

الجسم الخزفي وإمكانات التجهيز في الفراغ : إن فراغ وتنظيم قاعة العرض يلعب دوراً بارزاً كساحة للفعل التشكيلي المتتابع والمتنقل مع تقدم الشكل واللون متحركين، مع تطور وتتابع التجهيزات الخزفية كأشكال منفصلة فردية أومركبة، وملونة أو غير ملونة، وخطية أو مسطحة أو مرنة ،ولكنها كذلك مساحة متقلبة ومتحركة ،وقابلة للتحويل، إن هذه العناصر تعتبر متغيرات لا نهائية شديدة التنظيم داخل فراغ العرض. استطاع الفنان أن يصوغ بها لغة جديدة مفارقة. هناك قوانين حتمية تحكم ذلك الفضاء المكعب وكأنها شبكة خطية غير مرئية للعلاقات بين قياسات المستويات المسطحة وقياسات الحجوم، تلك القوانين الرياضية تتسق مع القواعد الهندسية المتأصلة في تكوين الجسد البشري -أقصد هنا جسد المتلقي- الذي يتحرك في براح التجهيز والتي تخلق توازنه ميكانيكياً ومنطقياً تلك القوانين التي تحكم جوهر الألعاب الرياضية والرقص الإيقاعي وألعاب الجمباز، تلك القواعد موجودة بقوة حتى ولو لم نكن نعي أو ننتبه لوجودها أو تأثيراتها على العلاقات المكانية التي تحكم أجسادنا والتي تمتلك عظيم الأثر في عمليات تشكيل الفراغ في الفنون الأدائية. إن سياسة الفنان في تنسيق تجهيزاته الخزفية مع العناصر الأخرى للعرض تمتلك العديد من الدلالات كالتدفق والتغير والتطور ولها قوة تأثير على المتلقي ولها عدة وظائف: كجذب العين وتأكيد الانتباه وتعريف الذات المبدعة التي تعلن عن نفسها وعن موقفها من الوجود. وللفنانة المصرية صالحة المصري عدة تجارب تشكيلية في توظيف الآنية الخزفية المستلهمة من التراث في التجهيز لقاعة العرض. إن الأعمال الفنية الجيدة تمتلك وجوداً غنياً متعدد الأوجه وكما تتعدد صور وإمكانات الطرح التشكيلي تتعدد كذلك صور وطبقات التلقي والتأويل ؛حيث نرى أن الفنان الخزاف وقد قصد إلى ترك مناطق متعددة تمنح العرض مرونة وتنوعاً وحرية في الطرح حيث يتمكن من تغيير أسلوب العرض أو المواضع المكانية للقطع أو صناعة مصفوفات متجددة لا تنتهي جمالياتها باستخدام الوحدات بتحريكها لتحلق في فضاء التشكيل كيفما أراد. تبدو تجهيزات في الفراغ باستخدام الآنية والشرائح الخزفية تجسيداً لمصطلح الجشطالت Gestalt وهي كلمة ألمانية التي أشار الدكتور شاكر عبد الحميد إلى ترجمتها على أنها"الصيغة الكلية"أي تلك الصيغة التي يكون عليها النشاط أو العمل الفني ،أو أي تكوين آخر يتسم بالكلية.ليست مجرد تجميع لهذه العناصر من الآنية الخزفية بما خلقت لها من تنويعات في انتفاخات أجسامها أو دقة أعناقها وكذلك البلاطات الخزفية المتغيرة الأبعاد، بل تنظيم لها بشكل ما.

القوى التعبيرية الدينامية للجسم الخزفي : لقد استخدم "أرنها يم" مصطلح التعبير في معناه الواسع، معتقداً أن التعبيرات البصرية تكمن في أي موضوع أو أي واقعة إدراكية، وتظهر باعتبارها قوي دينامية نشطة، فالتعبيرات لا توجد فقط لدى الكائنات الحية، أو العاقلة بل أيضا في الأشياء غير الحية كالأحجار والسحب، والجبال والنافورات والحيوانات والصخور والنيران وغيرها. والتعبيرات تدركها العين على نحو مباشر، لأنها تتجلي من خلال خصائص أولية كالشكل واللون والحركة.لذا -وفقاً لأرنهايم- فإن أي شيء في الحياة يمكن أن يكون حاملا للتعبير كما تشير نظرية الجشطالت، فكل الموضوعات والأشياء تشتمل، في ضوء هذا التصور، على توترات داخلية تظهر في شكلها الخارجي، بصفتها وقائع إدراكية حاملة للتعبير.

تلك التشكيلات الخزفية ذات الطابع التي استخدمها الفنانون في تجهيزاتهم تجاوزت طبيعتها الاستخدامية كآنية وكذلك وجودها التراثي المترسب في ذاكرتنا البصرية من خلال النفاذ بالذات المبدعة، وإبرازها في خصوصية لافتة، والنموذج القديم قد تجسد بوجود جديد وهو ما يذكرنا بمقولة يونج عن النماذج القديمة حيث أكد أنها ليست أفكاراً، بل أشكال،كما أن لها وجودا في حد ذاتها. قبل أن تتحول إلى رمز أو فكرة. وهي عندما تستحضر في الإبداع الفني، الفردي أو الجماعي، فإنها تستحضر من ذكرى غامضة، تقفز في ضباب الزمن، وتتسلط على الوعي، وتدفع إلى الإبداع، في الوقت الذي تظل فيه محتفظة بتكوينها المستقل، قدمت الفنانة رحاب رشدي في المعرض العام في دورته 45 عملاً مستلهماً من مفهوم الأنثى المقدسة التي تلوح عبر التاريخ الإنساني في تماثيل إيزيس وأفروديت وفينوس.

الاكثر قراءة