رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

إبراهيم عبدالمجيد يكتب التكوين: محطات في حياتي

10-8-2025 | 12:47

إبراهيم عبدالمجيد

طباعة
إبراهيم عبد المجيد

الآن بعد أكثر من خمسين عاما من الكتابة والإبداع، لا تفارقني محطات في حياتي كانت سببا في استمراري في الكتابة التي استغنيت بها عن العالم . بعضها لم يكن مقصودا مني لكنها الأقدار أخذتني إليه، وبعضها كان نتيجة طبيعية لرغبتي في تطوير كتابتي.

المحطة الأولى:

أول محطة قدرية كانت دخولي إلى الروضة، أو ما سُميَ بالحضانة فيما بعد في المدارس. كنت تقريبا في الخامسة من عمري وكانت الروضة في شارع حي كرموز الرئيسي بالإسكندرية. بابها مفتوح على الشارع لمن يريد أن يخرج، لكن طبعا كنا لا نخرج لأن الروضة كانت بها حديقة صغيرة نجلس فيها مع المدرسة تعلمنا أو نلعب، ولم تكن هناك فصول دراسية مغلقة علينا. أخذني الشوق إلى الخروج ذات مرة. لم يكن هناك زحام من البشر أو السيارت حتى أننا كنا حين نرى سيارة نصفق لها. كان ذلك عام 1951 والإسكندرية ثلاثمائة ألف مواطن بينهم سبعون ألفا من الجاليات الأجنبية من أرمن وطليان ويهود ويونانيين وشوام وغيرهم لهم محلات في الشوارع . خرجت من الروضة ومشيت قليلا إلى اليسار فوجدت علي يميني شارع واسع مشيت فيه، كان مشهورا باسم شارع العجيل على اسم صاحب محل شهير. في نهاية الشارع على اليسار رأيت زحاما أمام سينما النيل التي لم أدخلها من قبل لا هي ولا غيرها، لكن أعرف بوجود السينمات من حكايات الكبار حولي. وقفت في الطابور الداخل للسينما غير مدرك أنه لابد من شراء تذكرة وكانت بتسعة مليمات. رآني العامل الذي ينظر في التذاكر صغيرا فسمح لي بالدخول دون تذكرة. رأيت فيلمين أحدهما مصري والثاني هندي لممثلة شهيرة عرفت اسمها فيما بعد وكان اسمها نرجس. كانت أمي هي من تأخذني إلى الروضة في الصباح وتأتي في الساعة الواحدة لتأخذني إلى البيت. عدت الي الروضة وجاءت أمي لتصحبني إلى البيت. هكذا صرت كل صباج أذهب إلى السينما وأعود إلى الروضة حتى انكشف أمري . في البيت قرر أبي أن يعطيني كل أسبوع قرشي صاغ لأدخل السينما دون تزويغ . صارت السينما متعتي ومنها عرفت أصل الأفلام عن روايات عربية وأجنبية وملاحم اجنبية رأيت نفسي مندفعا فيما بعد لقراءتها. المحطة الثانية: كان أيضا من صنع القدر. صرت في مدرسة القباري الابتدائية عام 1952 . انتهت مرحلة الروضة. كانت المدارس بها تراث الفترة الملكية من مكتبات وجماعات للرحلات والموسيقى والفن التشكيلي وغيرها. كان هناك حصتان للمطالعة الحرة بالمكتبة نقرأ ما نشاء دون أن يتم اختبارنا فيه. وجدت نفسي محبا للقراءة بالمكتبة. استمر الأمر معي في مدرسة طاهر بك الإعدادية بالورديان. زاد غرمي بالقراءة والسينما. كانوا أيضا يعرضون لنا أفلاما في قاعة كبيرة بالمدرسة كانت تسمى قاعة الأشغال ومقصود بها الرسم والنحت.

صرت تقريبا أدخل السينما كل يوم في حفلة الساعة الثالثة. لا أعود إلى البيت بل أظل في الشارع مع أصحابي نلعب الكرة حتى أدخل السينما ولا يعاقبني أبي على ذلك. في السنة الثانية الإعدادية كنت اقرأ في المكتبة بمدرسة طاهر بك رواية للفتيان هي " الصياد التائه" لمحمد سعيد العريان وفيها تاه الصياد في الصحراء لا يجدونه فبكيت. جاءني أمين المكتبة يسألني لماذا تبكي يا إبراهيم؟ قلت له الصياد تاه ومش لاقيينه. قال لي هل تصدق ما تقرأه، هذا تأليف من المؤلف لكن لأنه جميل تظنه حقيقة. انتبهت وأحسست في صدري رغبة تتسع للتأليف. ظللت أقرأ وأستعير الكتب من المكتبة وفي الثالثة الإعدادية بدأت أكتب. كتبت قصصا قصيرة ساذجة وأكثر من رواية تقليدا لروايات أقرأها ضاعت كلها مع الزمن، لكن وجدت أن طريقي الذي نذرني الله له هو الكتابة. المحطة الثالثة: كانت عام 1961 حين حصلت على الإعدادية . كان مجموعي يزيد عن الثمانين في المائة. كنت دائما كذلك لأن القراءة جعلت الدراسات سهلة فلم أكن أذاكر كثيرا، بل أقرأ كتبا وروايات وغيرها أكثر من مذاكرة الكتب الدراسية. في ذلك العام كانت مصاريف التعليم قليلة جدا في الابتدائي والإعدادي والثانوي منذ أيام الملكية، لكن الجامعة كانت مصاريفها ثمانية عشر جنيها، وكان هذا كثيراعلي الطبقة الفقيرة التي كانت أسرتي منها. كان أبي الذي يعمل بالسكة الحديد سيحال إلى التقاعد في العام التالي ومن ثم سيكون صعبا أن التحق بالثانوي العام ثم الجامعة ذات المصاريف الكبيرة، فقررت دخول مدرسة الصنايع لأعمل بالدبلوم وأذاكر الثانوي فيما بعد بنظام المنازل لألتحق بكلية الآداب. فعلت ذلك ولا أنسى ذلك اليوم الذي أخبرت فيه أمي به فأخذتني في حضنها تبكي وتقول لي " أدخل ثانوي يا إبراهيم وربنا سيسهل لنا مصاريف الجامعة، أنت تستحق الجامعة". لكني فعلت ما أريد ودخلت مدرسة محرم بك الصناعية وكانت جديدة. المدهش أنهم وزعونا على الأقسام حسب المجموع، فكان نصيبي قسم الكهرباء ومعي تسعة وعشرين تلميذا فنحن الأعلي مجموعا في الإعدادية، وكان ترتيبي بينهم الثامن والعشرين حسب المجموع، وعرفت منهم أنهم كلهم فعلوا ذلك ليعملوا ثم يذاكرون الثانوي بنظام المنازل فيما بعد ويدخلون الجامعة والكلية التي يحبونها. فعل أكثرهم ذلك مثلي بالفعل حيث كانت تجمع بيننا الأيام. الظريف أن جمال عبد الناصر في يوليو عام 1961 قرر أن تكون الجامعة بالمجان، لكنا كنا تقدمنا بأوراقنا إلى الصنايع في يونيو ولا يمكن سحب الأوراق فلقد انتهي التقديم للمراحل الثانوية. تخرجت من الصنايع عام 1964 وعملت بسرعة في شركة الترسانة البحرية بالورديان وهو المشروع الكبير الذي كنا نقيمه لصناعة السفن.

هنا بدأت دراسة الثانوية العامة بنظام المنازل وعلي مهلي فلقد كان عمري صغيرا حصلت علي الدبلوم وأنا في السابعة عشرة فقلت ليست مشكلة أن أدخل الجامعة وعمري واحد وعشرين سنة فسيكون معي من هم في عمري ممن يرسبون في الثانوي لعام أو أكثر. خلال ما مضي كنت عرفت الطريق إلي قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية، وانضممت إلى جماعة القصة التي كان فيها أسماء اشتهرت بعد ذلك مثل مصطفي نصر وسعيد سالم ورجب سعد السيد وغيرهم، وكان من محاسن الصدف عام 1962 تقريبا انه كانت هناك ندوة لمحمد مندور عن المذاهب الأدبية عرفت منها أن تاريخ الأدب هو تاريخ المذاهب مثل الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية وغيرها، فتوقفت عن الكتابة الساذجة عدة سنوات ورحت اقرأ في تاريخ الأدب.

عدت لكتابة القصص فيما بعد محاولا فيها أن أتجاوز ما قبلي من كتابات ونناقشها في قصر الثقافة مع الأصدقاء. في عام 1969 اشتركت بقصة بعنوان" حلم يقظة بعد رحلة القمر " في مسابقة لنادي القصة بالإسكندرية الذي كان يشرف عليه الصحفي فتحي الإبياري ففازت بالجائزة الأولى، وتم نشرها علي صفحة كاملة بجريدة أخبار اليوم، وحولها فتحي الإبياري إلى تمثيلية سهرة بإذاعة صوت العرب. رأيت اسمي وقصتي في الأخبار مع مقدمة لمحمود تيمور عنوانها "هذا قصاص موهوب" فاتسع بي العالم وقررت أترك الإسكندرية إلى القاهرة حيث الصحف والمجلات، لكني كنت التحقت بكلية الآداب في نفس العام، فأجلت ذلك حتي انتهي من الدراسة في الكلية. المحطة الرابعة: كانت الدراسة الجامعية من أهم المحطات. اخترت قسم الفلسفة لأني عرفت من قراءتي لنجيب محفوظ وعنه أنه فعل ذلك.

فيما بعد عرفت أني من مواليد برج القوس مثله. كنت هائما به وبدوستويفسكي وكافكا وأدركت أن بالفلسفة سأفهم ما وراء العالم ومن ثم فدراستها هي وعلم النفس والاجتماع ستكون عونا لي في الكتابة. ستكون المعاني الخفية للأحداث دون حديث مباشر. فتنتني الفلسفة الوجودية رغم أني في ذلك الوقت مثل غيري التقطنا اليساريون لنكون في أحزاب شيوعية سرية معارضة للسادات، وكنت أنا في الحزب الشيوعي المصري. هكذا انقسمت حياتي بين الفهم السياسي والماركسية والإحساس بالحياة والمعنى الوجودي لها في القصة والإبداع .

صرت أرسل قصصي القصيرة إلى مجلات قاهرية مثل الهلال والمجلة ثم إبداع وتنشر وأسافر إلى القاهرة كلما نشرت قصتين لأحصل علي المكافاة، وكانت خمسة جنيهات عن القصة، لكن الخمس جنيهات وقتها كنت تشتري بها بدلة صوف هيلد إنجليزي. عرفت الطريق إلى مقهى ريش والأتيلييه وقابلت كتابا أحبهم مثل أمل دنقل ويحيي الطاهر عبد الله ورجاءالنقاش وفاروق عبد القادروسليمان فياض ونجيب سرور وغيرهم وتجد ذلك في كتابي" الأيام الحلوة فقط" وجذبتني القاهرة لأعيش فيها بسبب النشر فقط فأنا كسكندري لا أتحملها .

طبعا ذلك الوقت فمابالك الآن وقد صارت جحيما من البشر والزحام والفوضي. المحطة الخامسة: في القاهرة عام 1974 كانت النقلة الكبيرة. عُرض عليّ العمل بالصحافة فأنا أكتب المقالات والقصص وأجيد اللغة الإنجليزية، لكني اخترت العمل في الثقافة الجماهيرية أو التي صارت تحمل فيما بعد اسم الهيئة العامة لقصور الثقافة حتي تتاح لي فرصة الغياب أكثر من الحضور، فالصحافة حضور وجري وراء الأحداث وأنا أريد الفراغ للكتابة. قابلت الكاتب الكبير سعد الدين وهبة الذي كان يدير الثقافة الجماهيرية ذلك الوقت وعرفته بنفسي فوافق علي الفور على قبول نقلي من شركة الترسانة البحرية للعمل بالثقافة الجماهيرية. الصدفة جعلتني أقابل الشاعر أحمد الحوتي الذي كان مديرا لقصر ثقافة الريحاني بحدائق القبة فعملت معه في القصر مسؤولا عن النشاط الثقافي، وكان العمل بالمساء من السادسة إلى التاسعة ومن ثم اليوم كله لي. اقرأ أو أكتب أو أسهر في المقاهي والميادين.

تجد ذلك في روايتي "هنا القاهرة" أو غيرها مما كتبته من وحي القاهرة بعد أن كتبت ما أحب عن الإسكندرية التي لم تفارقني في روايات مثل "في الصيف السابع والستين" أو "ثلاثية الاسكندرية - لا أحد ينام في الإسكندرية-طيور العنبر- الإسكندرية في غيمة" أو "الصياد واليمام" أو "بيت الياسمين" أو " ليلة العشق والدم" .

المحطة السادسة:

كان ذلك عام 1978. وكانت النقلة الكبيرة في كتابتي. في ذلك الوقت كنت كما قلت عضوا في حزب شيوعي سري هو الحزب الشيوعي المصري . كنت مسؤول الاتصال باللجنة المركزية للحزب ممثلا للخلية السرية للأدباء التي كانت تجمعني مع أصدقاء العمر عبده جبير ومحمد ناجي وعدلي فخري المغني والموسيقيار الثوري الذي كان مقابلا للشيخ إمام وكان يكتب أشعاره الشاعر سمير عبد الباقي. صرت أشعر في بعض القصص القصيرة التي أكتبها بالصوت السياسي الجاثم علي نفسي وحواراتي ومقابلاتي، فلم تكن تعجبني فأمزقها لأني أدرك أن الفن لا يتسع للإدانات أو الأحاديث المباشرة . فكرت تخلصا من ذلك أن ابتعد عن العمل السياسي السري. كنا نجتمع في شقة الصديق عبده جبير الأولى بشارع جريدة السياسة المجاور لدار الهلال. التقينا وشرحت لهم عدم رضائي عن قصصي، وكيف أني أريد أن اترك العمل السياسي المباشر هذا الذي يحاصرني في كل سلوكي. كانت المفاجاة الكبرى أنهم أيضا يريدون ذلك. كتبنا استقالة جماعية وعدت إلى البيت لا أصدق. في البيت بالمساء والليل الذي خصصته دائما للابداع بينما جعلت النهار للمقالات وجدت نفسي أكتب في رواية "المسافات ".

تركت نفسي للحكايات الأسطورية من تأليفي فليس في الرواية إلا أسطورة واحدة من الفن الشعبي، وأهتف وأقول " وجدتها وجدتها" تغيرت كتابتي ومشت معي الواقعية السحرية وصارت ملمحا في كل أعمالي . لم يكن جابرييل ماركيز قد وصلتنا ترجمات لرواياته بعد فقد وصلت أواخر السبعينات، وقلت سيقول النقاد أني تأثرت به ولا ينتبهون إلى ما كتبته كثيرا عن سبب هذه النقلة في الكتابة، ولا حتي ينتبهون إلي كتابي " ما وراء الكتابة - تجربتي مع الإبداع" التي حكيت فيها كل ذلك. المهم سافرت للعمل بالسعودية لأعود أحصل على شقة واتزوج فلا يزورني أحد إلا بموعد فشقق العزاب المفروشة مفتوحة على الفضاء وكل من يشاء. أخذت رواية "المسافات" معي لكن لم انتهي منها إذ عدت بعد عام واحد. سكنت في أرض الجمعية بامبابة وتفرغت للكتابة . انتهيت من المسافات ونشرتها عام 1981 وكانت المحطة الجديدة عام 1984 .

المحطة السابعة :

انتهيت في ذلك العام من كتابة رواية "الصياد واليمام" . حدث معى شىء غريب. كلما أعطيتها لناشر أذهب إليه في اليوم التالي لأخذها من جديد. يسألني لماذا أقول أشعر أن روحي خرجت معها من البيت وكان هذا حقيقيا. في ذلك العام 1984 جاء محمود درويش إلى القاهرة لإقامة أمسية شعرية له في حزب التجمع الذي كنت انضممت إليه لكنه لم يكن سريا وكانت الحرية فيه أكثر . قابلت محمود درويش وحدثته أني أريد أن انشر رواية جديدة في مجلة الكرمل. قال لي" رواية كاملة.. أنا عمري ماعملتها، كما أني لم أقرأ لك من قبل شيئا". قلت له أنا نشرت في أكثر من دار نشر مصرية لكن الطرق لا زالت مقطوعة بيننا وبين العالم العربي منذ كامب ديفيد، والرواية نوفيلا وليست طويلة وإذا لم تعجبك لا تنشرها. كنت أريد أن أعطيها له فيسافر بها وينتهي إحساسي بأن روحي خرجت معها فلا قدرة علي استعادتها مرة ثانية. أعطاني موعدا في اليوم التالي في فندق هليتون رمسيس فذهبت إليه وأعطيته الرواية وعدت أتنفس قائلا لنفسي حتى لو لم ينشرها فلقد استطعت أنا بُعدها عني. فوجئت بعد شهرين أنها منشورة كاملة في الكرمل التي كان العدد الحادي عشر هو أول عدد يدخل مصر بعد المقاطعة، ففتحت لي أبواب كل العالم العربي وكتب عنها الكثيرون من النقاد العرب. كانت سب تواجدي في العالم العربي الذي لا أنساه لمحمود درويش الذي ظل ينشر لي قصصا بعد ذلك في الكرمل. المحطة الثامنة: كانت مع رواية البلدة الأخرى التي نشرتها أول مرة عام 1990 في دار رياض الريس ببيروت بعد أن اعتذرت أكثر من دار نشر مصرية عن عدم نشرها لأنها عن تجربة الغربة في المملكة العربية السعودية. لاقت نجاحا كبيرا وكُتبت عنها مقالات كثيرة وفي عام 1994 قام المستشرق الفرنسي ريشار جاكمون الذي كان مسؤولا ثقافيا في المركز الفرنسي باستدعاء المترجمة الفرنسية كاترين تسييه توماس للإقامة في مصر على نفقة المركز الفرنسي لترجمة الرواية. في الحقيقة قام ريشار جاكمون بأعمال عظيمة في المركز الفرنسي منها مشروع ترجمة مائة كتاب فرنسي إلى العربية تحقق منه الكثير قبل أن يترك المركز .

تمت ترجمة الرواية وتم نشرها في دار آكت سود الفرنسية بباريس فانفتحت أبواب العالم لي في زيارت لفرنسا وغيرها من أوربا وحتى أمريكا، ثم جاء عام 1996 وفازت البلدة الأخرى بجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية . كانت نقلة رائعة إذ كنت أول الفائزين وكانت الجائزة وقتها تعطي لكاتبين أحدهما متوفي فأعطوا الجائزة للطيفة الزيات المتوفية ولي أنا الحي ولم يكن هناك تقديم للجائزة. التقديم حدث مع الدورة الثالثة. أثار الأمر ضجة كبيرة ليس مجالها هنا فالحديث عنها في كتابي " ماوراء الكتابة – تجربتي مع الابداع" و" الأيام الحلوة فقط" .

تمت ترجمة الرواية إلى الإنجليزية وتتالت الترجمات لأعمالي إلى لغات أخري. المحطة التاسعة: كانت عام 1996 مع صدور رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية" نشرتها دار الهلال في يونيو ذلك العام في طبعتين في ثلاثة أشهر كل طبعة أكثر من عشر آلاف نسخة برعاية المرحوم مصطفي نبيل رئيس التحرير والمرحوم مكرم محمد أحمد رئيس مجلس الإدارة وفي نفس العام طبعتها مكتبة الأسرة.

اتسعت الترجمة أكثر والزيارات للخارج وعشت حياتي واثقا فيما أكتب ومستمرا في حالة التجديد في الكتابة. تتالت الجوائز بعد عام ألفين في مصر وخارجها. المحطة التي أعيش فيها دائما هي أني أحاول التجديد في شكل الكتابة حتى الآن وأحمد الله على ذلك .

الاكثر قراءة