تواصل فرق الإطفاء في فرنسا وإسبانيا واليونان وتركيا جهودها لمكافحة حرائق الغابات التي اندلعت بفعل موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، حيث تجاوزت درجات الحرارة حاجز الـ42 درجة مئوية في بعض المناطق.
وفي فرنسا، نُشر نحو ألف فرد من رجال الإطفاء اليوم /السبت/ في مقاطعة أود جنوبي البلاد، في محاولة لمنع تجدد اشتعال أكبر حريق شهدته فرنسا منذ عقود، وذلك بعد أن سُمح لجميع السكان بالعودة إلى منازلهم.
وقال كريستيان بوجيه، محافظ مقاطعة "أود" الفرنسية، إن الحريق تمت السيطرة عليه منذ الخميس الماضي، بعد أن أتى على أكثر من 16 ألف هكتار من النباتات.
وأشار بوجيه إلى أن جميع الطرق أعيد فتحها، لكنه أكد استمرار حظر دخول الغابات بشكل صارم، وأضاف: "المعركة لم تنتهِ بعد، ولا تزال فرق الإطفاء تواصل العمل لمنع تجدد اشتعال ألسنة اللهب"، وقد أسفر الحريق عن وفاة شخص واحد وإصابة 25 آخرين، من بينهم 19 من رجال الإطفاء.
من جانبه، قال كريستوف ماني، مدير إدارة الإطفاء في أود، إن ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة سيزيد من صعوبة عمليات الإطفاء، موضحًا أن الحريق "لن يُخمد بالكامل قبل مرور عدة أسابيع"، بسبب وجود "نقاط ساخنة" لا تزال قيد المراقبة الدقيقة.
وبحسب هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو فرانس"، فقد وُضع النصف الجنوبي من البلاد تحت إنذار عالي المستوى نتيجة موجة الحر، مع توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في المقاطعة جنوب فرنسا اليوم السبت.
وتعيش دول جنوب أوروبا على وقع صيف شديد الحرارة، زادت معه وتيرة حرائق الغابات بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع بسبب استمرار الجفاف والرياح الحارة.
ويواصل رجال الإطفاء في إسبانيا، اليوم السبت، مكافحة حريق غابات نشط في مقاطعة أفيلا وسط غرب البلاد، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة يزيد من صعوبة السيطرة على النيران.
وتشهد أجزاء من إسبانيا والبرتغال درجات حرارة تقترب من 39 درجة مئوية، ما يجعل مستوى خطر اندلاع الحرائق في المنطقة مرتفعًا للغاية.
وتستمر فرق الإطفاء في اليونان بمواجهة حريق هائل اندلع بعد ظهر امس الجمعة في منطقة كيراتيا، الواقعة على بُعد نحو 40 كيلومترًا جنوب شرق أثينا، والذي امتد خلال الليل ليطال مناطق واسعة من جنوب وشرق أتيكا.
وقد أدى الحريق إلى أضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية، وأسفر عن وفاة شخص واحد، حسبما أفادت السلطات المحلية.