أكد رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لونج كونج، موقف بلاده الثابت والداعم لعملية السلام في الشرق الأوسط، مشددا على أن بلاده تؤمن إيمانا راسخا بحل الدولتين، وتدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي.
وقال لونج كونج - في كلمة ألقاها أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط - إن جامعة الدول العربية تمثل بيتا جامعا للدول العربية ورمزا لروح التضامن والوحدة والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر إشراقا، قائم على التنمية المستدامة والاعتماد على الذات، مثمنا عاليا الدور الرائد الذي تضطلع به الجامعة في تعزيز الاستقرار، ونشر ثقافة السلام، ودعم الحضور الفاعل للدول العربية على الساحة الدولية.
وأضاف: "لقد أعجب شعبنا عبر الأجيال بالحضارة العربية العريقة، بما تحمله من قيم ثقافية وروحية وإنسانية سامية.. وكان للآداب والفلسفة العربية أثر بالغ في وجدان أطفالنا وشبابنا، كرمز للذكاء، والكرامة، والشجاعة، والسعي إلى العدالة والحرية.. وهذه القيم المشتركة بيننا، تشكل أساسا متينا لتعزيز التعاون الثقافي والحضاري بين شعبينا.
وتابع أن زيارته اليوم إلى جمهورية مصر العربية تمثل رسالة واضحة عن تطلع واهتمام فيتنام في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر والدول العربية الشقيقة تقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر أمنا وازدهارا.
وذكر رئيس فيتنام أن عالم اليوم يشهد تحديات غير مسبوقة تلقي بظلالها على الأمن والسلام الدولي، فعلى الرغم من أن السلام والتعاون والتنمية لا تزال تمثل التوجه الرئيسي والتطلع المشترك لشعوب العالم، إلا أن النزاعات الإقليمية، وسياسات فرض النفوذ، والمنافسات الاستراتيجية بين القوى الكبرى، إلى جانب الاستخدام المتكرر للقوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، كلها قد تصاعدت بصورة مثيرة للقلق.
وأضاف "وفي وقت لا تزال فيه التوترات الأمنية التقليدية قائمة في العديد من المناطق برزت تحديات أمنية غير تقليدية باتت تهدد الاستقرار العالمي، مثل تغير المناخ وأمن المياه، والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، وغيرها، كما تؤثر السياسات الحمائية، والحروب التجارية، وانحسار العولمة واضطرابات سلاسل الإمداد الناجمة عن التنافسات الجيوسياسية، بشكل مباشر على مصالح الدول النامية ومن بينها فيتنام والدول العربية الشقيقة.
وشدد على أن جمهورية فيتنام الاشتراكية تؤمن بأن مسؤولية الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التعددية تقع على عاتق جميع الدول، دون استثناء، مؤكدا أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، والمبادئ المشتركة التي اعتمدها المجتمع الدولي، وكذلك احترام المصالح المشروعة للدول المتوسطة والصغيرة.
وتابع أنه في عالم يشهد انتقالا متسارعا نحو التعددية القطبية، تتزايد أهمية صوت ودور دول الجنوب، بما فيها فيتنام والدول العربية.. لافتا في هذا الخصوص إلى مقولة الزعيم التاريخي للشعب الفيتنامي، الرئيس هو شي منه "أن التضامن هو مصدر النجاح العظيم.. مضيفا: "ومن هذا المنطلق، فإن قوتنا تكمن في وحدتنا.. ولذلك، تدعو فيتنام إلى تعزيز التضامن والتعددية، والمساهمة المشتركة في بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي أكثر عدلا وتوازنا، يستند إلى القانون الدولي ويخدم مصالح جميع الشعوب.
وأبرز أن فيتنام تدرك جيدا القيمة الحقيقية للسلام، مشيرا إلى أن روح التسامح والسلام متجذرة في وجدان الشعب الفيتنامي، وتجسد علاقاتنا مع عدد من الشركاء - الذين كانوا خصوما في الماضي - قوة الحوار والمصالحة وروح تجاوز الماضي والتطلع إلى المستقبل"، وهي القيم التي تشكل حجر الأساس لتعايش الشعوب والدول في سلام.
وذكر أنه وانطلاقا من هذه المبادئ، فإن فيتنام تتابع بقلق عميق استمرار استخدام القوة في مناطق متعددة من الشرق الأوسط، وما يترتب عليه من صراعات طويلة الأمد وأزمات إنسانية متفاقمة.
ودعا رئيس فيتنام جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بنهج الحوار، والعمل على إيجاد حلول سلمية ومستدامة للنزاعات في هذه المنطقة الحيوية، وذلك استنادا إلى القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل.