قال الدكتور سامح فوزي، الحاصل على جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية لعام 2025، إن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدها المجتمع المصري في السنوات الأخيرة قد أحدثت حالة من النضج والوعي الجمعي، مشيرًا إلى أن هذا النضج بات واضحًا في سرعة تفاعل الناس مع الأحداث، مقارنة بما كان عليه الحال سابقًا.
وأضاف فوزي، خلال استضافته في برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" على قناة "CBC"، أن الشباب يمثلون القطاع الأكثر تفاعلاً مع المتغيرات، نظرًا لانفتاحهم وقدرتهم على استخدام الوسائط الرقمية الحديثة، مشيرًا إلى أن طبيعة الأجيال الأكبر سنًا تميل للمحافظة والتريث في استيعاب التغيير، بينما لدى الشباب مرونة أكبر وسرعة في التكيف.
وأكد فوزي، انطلاقًا من خبرته في التدريس الجامعي، أن فئة كبيرة من الشباب المصريين لديهم رغبة في الحوار والاستماع والتفكير النقدي، وينجذبون لمن يحدثهم بفهم ووعي.
وقال إن الصورة النمطية التي تروج بأن الشباب لا يقرأون "غير صحيحة"، بل إنهم يقرؤون بكثافة ما يهمهم من روايات وأنواع معينة من المعرفة التي تعكس اهتماماتهم المتنوعة.
وأوضح أن الجيل الجديد يواجه تحديات حقيقية تتعلق بالحفاظ على القيم في ظل ثقافة استهلاكية مفرطة، وانتشار خطابات الكراهية والمحتوى المجتزأ على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الحل يكمن في دمج الشباب في مشروع ثقافي وطني يشجعهم على الحوار والانفتاح ويقوي ارتباطهم بالهوية المصرية بعيدًا عن التأثيرات السلبية للعالم الرقمي.