استمر، اليوم الأحد، تدفّق المساعدات من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، في محاولة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين هناك، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 22 شهرًا، وما تشمله من سياسة تجويع ممنهجة، حيث توظّف السلطات الإسرائيلية الطعام كسلاح حرب.
مساعدات مصرية إلى غزة
بعد يومين من التوقف، استأنفت مصر، اليوم، عملية إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وذلك عبر ميناء رفح البري وصولًا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبي شرق القطاع، حيث تخضع الشاحنات للتفتيش من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تدخل إلى الفلسطينيين هناك.
وتُعد قافلة المساعدات التي دخلت اليوم إلى القطاع، هي الأكبر منذ بدء مصر في إدخال المساعدات إلى القطاع قبل سبعة أيام بعد حصار دام أكثر من 140 يومًا، ضمن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي أطلقها الهلال الأحمر المصري، الأحد الماضي.
وبهذا السياق، قال مصدر مسؤول بالهلال الأحمر المصري، إن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة" التي شرعت في الدخول اليوم هي السادسة والأكبر منذ بداية دخول المساعدات يوم الأحد الماضي.
وأضاف المصدر – حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط – أن الشاحنات تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية تشمل الوقود والدقيق والخبز ومواد غذائية أخرى كالبقوليات وغيرها، إلى جانب مستلزمات طبية وأدوية، وذلك تلبية لاحتياجات سكان قطاع غزة وفي إطار الجهود التي تبذلها مصر لإغاثة الشعب الفلسطيني.
وهذه هي المرة الأولى، منذ استئناف إدخال المساعدات الأسبوع الماضي، التي يتم فيها إدخال الوقود، حيث تحرّكت شاحنتان محملتان بـ107 أطنان من السولار باتجاه معبر كرم أبو سالم من أجل تشغيل المرافق الحيوية في قطاع غزة.
في سياق متصل، أكد المتحدث العسكري المصري، العميد أركان حرب غريب عبد الحافظ غريب، اليوم الأحد، أن مصر تواصل أعمال الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة.
وجاء في بيان صادر عنه، أنه "استمرارًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم كل أوجه الدعم للأشقاء الفلسطينيين، وفي ضوء الدور المصري لمساندة سكان قطاع غزة ومحاولة بث الأمل في نفوسهم رغم الأوضاع الإنسانية المتردية، أقلعت 9 طائرات نقل عسكرية من جمهورية مصر العربية على مدار الثلاثة أيام الماضية".
وأفاد بأن الطائرات "محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي على المناطق التي يصعب الوصول إليها برًا بقطاع غزة، جاء ذلك تزامنًا مع الجهود المصرية لاستمرار تدفق شاحنات المساعدات برًا".
ويأتي ذلك في ظل أزمة إنسانية طاحنة يرزح تحت وطأتها أهالي غزة، نتيجة لأن إسرائيل منعت دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية إلى هناك منذ مطلع مارس الماضي.
ورغم سماحها، منذ الأحد الماضي، بدخول مساعدات، إلا أن الكميات التي تدخل لا تزال شحيحة للغاية، وتتعرض في كثير من الأحيان للنهب، نتيجة لحالة الفوضى الأمنية التي يكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمد، ضمن ما يُعرف بسياسة "هندسة الفوضى والتجويع".
وقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس، أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
جاء ذلك في بيان، أمس السبت، أفادت فيه بأن مستشفيات القطاع سجلت، خلال الـ24 ساعة الماضية، سبع حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل واحد، وبذلك، يرتفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة إلى 169 شهيدًا، من بينهم 93 طفلًا.