أكد الدكتور صلاح عبية، رئيس عام المعاهد البحثية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والحاصل على جائزة النيل في العلوم، أن تحويل البحث العلمي إلى منتجات ابتكارية فكرية هو الطريق الفعّال لمواجهة التحديات الكبرى مثل ملف المياه، مشددًا على أن "العلم هو مفتاح التقدم"، وأن الدول المتقدمة تُبنى أساسًا على قوة منظومتها العلمية.
وأوضح عبية في حوار لـ"المصور" ينشر لاحقا، أن مصر تحتل حاليًا المرتبة 32 عالميًا في إنتاج ونشر الأبحاث العلمية في كبرى الدوريات الدولية، ما يضعها في مصاف الدول الأوروبية من حيث الكمّ البحثي، لكنه أشار إلى أن التحدي الأهم هو كيفية الاستفادة من هذه الأبحاث وتحويلها إلى نماذج اقتصادية قابلة للتطبيق.
وقال إن بعض هذه الأبحاث قد تُستغل خارج مصر، إذ يمكن لشركات أجنبية الاطلاع على النتائج المنشورة وتحويلها إلى منتجات، وهو ما يستدعي ضرورة خلق آليات داخلية لحماية المعرفة وتحويلها لابتكارات محلية قابلة للتسويق.
وثمّن عبية مبادرة "تحالف وتنمية" التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أنها تستهدف الربط بين الجامعات الكبرى مثل القاهرة وعين شمس وزويل، وبين الشركات والصناعات الكبرى، من خلال تمويل بحثي موجه لحل مشكلات محددة، وتدريب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
واعتبر أن هذه المبادرة تمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو خلق "نموذج نجاح" يمكن تعميمه، مضيفًا: "إذا نجحنا مرة أو مرتين في إنتاج ابتكارات حقيقية من داخل الجامعات، ستتوسع التجربة، وسيحدث ذلك فرقًا اقتصاديًا كبيرًا".