شهد قطاع غزة، منذ فجر اليوم الجمعة، مقتل 17 شخصًا، وإصابة عشرات آخرين، جراء هجمات إسرائيلية طالت نواحي متفرقة منه، حسب ما أفادت به تقارير إعلامية، وذلك بالتزامن مع الزيارة التي يجريها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وتفصيلًا، قُتل أربعة فلسطينيين، وأُصيب أربعة آخرون، إثر قصف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي، في مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
كذلك، قُتلت سيدة فلسطينية، وأُصيب آخرون، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة قرب محطة طبريا غربي خان يونس، وجنوبي المدينة نفسها، قُتل ثلاثة فلسطينيين، وأُصيب 73 آخرون من منتظري المساعدات، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص تجاههم.
وفي وسط القطاع، قُتل أربعة فلسطينيين، وأُصيب آخرون، جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية مركبة مدنية وسط مدينة دير البلح.
وأثناء ما كانت هذه الدماء تُراق، بما فيها من قتل منتظري المساعدات، كان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يُجري زيارة لمركز توزيع مساعدات في رفح جنوبي القطاع، يتبع ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
أما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فقد قُتل خمسة فلسطينيين بقصف، فيما وصلت جثامين الضحايا إلى "مستشفى المعمداني" بالمدينة.
وحسب إعلام عبري، فإن قافلة ويتكوف، التي كانت تضم السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هكابي، وصلت إلى محور "موراج" شمال رفح، حيث تفقد مركزًا لتوزيع الغذاء.
وفي المقابل، وصفت حركة حماس زيارة المبعوث الأمريكي لقطاع غزة بـ"استعراض دعائي"، يهدف إلى احتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في تجويع فلسطينيي القطاع.
القطاع ينغمس في الجوع
وبينما ينغمس القطاع في الجوع، كرر مكتب الإعلام الحكومي بغزة التأكيد على أن إسرائيل تواصل الإشراف على نهب المساعدات الإنسانية القادمة إلى القطاع من مصر، ضمن ما وصفه بـ"سياسة هندسة الفوضى والتجويع".
وحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب، الخميس، فإنه دخل إلى قطاع غزة، الخميس، 104 شاحنات مساعدات إنسانية، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل منهجي ومتعمد، ضمن ما بات يُعرف بسياسة هندسة الفوضى والتجويع.
وأكد على أن إسرائيل بهذا الشكل تسعى لإفشال جهود توزيع المساعدات الإنسانية وحرمان السكان المدنيين منها.
وكشف أن الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية بسبب حرب الإبادة الجماعية.
واستنكر "بأشد العبارات" استمرار ما وصفه بـ"الجريمة المزدوجة"، وهي "جريمة الفوضى" و"جريمة التجويع"، التي تُمارس بحق 2.4 مليون إنسان في غزة، بينهم أكثر من 1.1 مليون طفل يُحرمون من أبسط حقوقهم، وعلى رأسها الغذاء وحليب الأطفال.
وشدد على أن "استمرار هذا الواقع الإجرامي يُشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف واحدة من أفظع الجرائم الجماعية في القرن الـ21"، حسب قوله.
كذلك، أكد تجمع عشائر وقبائل غزة أن المساعدات التي تدخل إلى القطاع لم يَستفد منها أحد من السكان، مشيرًا إلى أنها تُسرق بتنسيق وترتيب من إسرائيل.
وفيما يتعلق بـ"مراكز توزيع المساعدات الإسرائيلية الأمريكية"، والمعروفة باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، قال التجمع إنها "تُقدم معونات مغمسة بالدم"، مشددًا على رفضه التعامل معها تحت أي ظرف.
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة خطر الموت جوعًا، جراء منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى هناك، ما أدى إلى انعدام الماء والطعام، في سياسة ممنهجة تأتي ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فإن المجاعة وسوء التغذية أودت بحياة 154 فلسطينيًا منذ بدء الحرب، بينهم 89 طفلًا، بينما يواجه مئات الأطفال خطر المصير ذاته.
والأسبوع الماضي، حذرت حكومة غزة من أن القطاع على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضّع، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يومًا بشكل متواصل، في جريمة إبادة صامتة.
وحتى أمس الخميس، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بأن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، أدت إلى 60,249 شهيدًا و147,089 مصابًا.