كشف الإعلامي الدكتور عمرو الليثي في تصريحات صحفية خاصة، أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان مهمومًا بقضايا الوطن منذ شبابه، حيث انشغل بتاريخ مصر ونضالها ضد الغزاة، ورفضه لحالة الفساد التي بدأت تنخر في جسد البلاد.
وأوضح الليثي أن ناصر، أثناء دراسته الثانوية، شارك في المظاهرات الطلابية الرافضة لمعاهدة 1936 بين مصر وإنجلترا، وأصيب برصاص الشرطة أثناءها، لينقل إلى المستشفى جريحًا.
وأضاف الليثي، نقلًا عن الكاتب الكبير جمال الليثي، أن عبد الناصر كتب في تلك الفترة قصة وطنية عن كفاح مدينة رشيد ضد حملة الجنرال الإنجليزي فريزر، التي تصدت لها المدينة الباسلة ونجحت في دحرها. وكتب ناصر عدة فصول من هذه القصة قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ويبدأ مسيرته السياسية، تاركًا الأوراق ضمن محفوظاته.
وأشار الليثي إلى العلاقة الوثيقة التي جمعت عبد الناصر بالكاتب الكبير يوسف السباعي، والتي نشأت خلال خدمتهما العسكرية، حيث عملا معًا كمدرسين في الكلية الحربية، ويُعتقد أن عبد الناصر حدّث السباعي عن قصته غير المكتملة، ما ألهم الأخير لاحقًا في كتابة روايته الشهيرة "رد قلبي"، التي تحولت لاحقًا إلى فيلم أخرجه عز الدين ذو الفقار، وجسّد فيه شخصية مستوحاة من عبد الناصر، وأسند الدور إلى الممثل كمال ياسين، فيما لعب شكري سرحان دور ضابط سلاح الفرسان.
وتابع الليثي أن ثورة يوليو أحدثت تحولًا واسعًا في الحياة الثقافية والفنية في مصر، وأسست المجلس الأعلى للفنون والآداب، الذي تولى رئاسته يوسف السباعي، وضم في عضويته نخبة من كبار الأدباء والمفكرين مثل طه حسين، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ.
واختتم الليثي حديثه بأن السباعي لم ينسَ قصة عبد الناصر عن كفاح رشيد، فقرر استكمالها عبر تنظيم مسابقة أدبية تحت إشراف المجلس الأعلى للفنون والآداب، داعيًا أدباء مصر لقراءتها والعمل على إنهائها، بعد أن قام بطباعتها في كتيب خاص.