عودة قوية للجودو المصرى، الذى أفل نجمه فى السنوات الماضية؛ حيث استطاع منتخبنا الوطنى تحت 20 سنة؛ تحقيق إنجاز كبير بالفوز بالمركز الأول والميدالية الذهبية لمنافسات الفرق، فى بطولة إفريقيا للشباب بلواندا فى أنجولا، والتى اختتمت الأحد الماضى، بتتويج منتخبنا الوطنى، بعد فوز ساحق على منتخب أنجولا صاحب الأرض والجمهور فى النهائى بنتيجة 4/0، لا سيما وأن المنتخب الأنجولى هو حامل اللقب للنسخة الماضية، وحصد المنتخب المصرى للجودو 25 ميدالية خلال منافسات البطولة.
وفى هذا الصدد، التقت «المصور» محمد مطيع؛ رئيس الاتحاد المصرى للجودو، وعضو المكتب التنفيذى للاتحاد الإفريقي، وعضو لجنة تطوير الأداء بالاتحاد الدولى، واللاعب والحكم الدولى السابق، فى حوار، للحديث عن النتائج المميزة للجودو المصرى فى المحافل الإقليمية والدولية.
فور توليك إدارة الاتحاد فى نوفمبر الماضى، صرحت أن أولوياتك «استعادة النشاط المحلى والمشاركات المحلية والدولية»، وهو ما نلحظ نتائجه الآن، كيف تحقق ذلك؟
نحمد الله على هذا الفوز، وهو أولا وأخيرا كرم وتوفيق من ربنا، وعمل مجلس الإدارة بالكامل والمنظومة الفنية للاتحاد خلال الشهور الماضية، لأنه لا يوجد أحد يستطيع النجاح بمفرده، وإن شاء الله القادم أفضل، ونحن بالفعل الفترة الماضية عملنا موسما كاملا فى النشاط المحلى، وهذا حدث لأول مرة منذ 3 سنوات، بحيث نظمنا 16 بطولة محلية فى جميع الأعمار السنية، وهذا كان نجاحا كبيرا للاتحاد، فى تنظيم بطولات للصغار لأعمار 8 و10 سنوات، وهذا يحدث لأول مرة فى مصر، وذلك لكى نزيد من انتشار اللعبة.
أما على المستوى الدولى، َبدأنا فى زيادة معسكرات المنتخب الخارجية، وزيادة المشاركة فى البطولات الدولية، وهذا الأمر الهدف منه هو استعادة نتائجنا الدولية التى كنا نحققها فيما مضى، وإن شاء الله نستطيع تحقيق نتائج أفضل منها، لأننا لدينا هدف واضح؛ وهو أن الجودو المصرى يعود مرة أخرى للوقوف على منصات التتويج فى البطولات العالمية، وإن شاء الله نكون متواجدين بقوة فى الأولمبياد، ونحن نعمل فى جميع الاتجاهات فى ذات الوقت، ونستطيع تحقيق أهدافنا لأننا لا ننوى إلا الصالح العام.
هذه النسخة من البطولة كانت الأصعب على الإطلاق؛ كيف تم تحقيق هذا الفوز الساحق؟
بالفعل هذه البطولة كانت صعبة جدًا، وهى أصعب بطولة إفريقية للشباب والناشئين خلال الـ26 نسخة الماضية، حيث نافس فيها المغرب وتونس والجزائر بالفريق كاملا، وكذلك الكاميرون وأنجولا بالفريق كاملا، وهذه المنتخبات هى أقوى منافس لنا فى إفريقيا، وهم اشتركوا بالفرق كاملة سواء البنات أو الأولاد، كما أن أنجولا صاحب الأرض، هى التى حصلت على البطولة العام الماضى، والحمد لله انتصرنا عليها على أرضها، ولذلك الموضوع كان صعبا للغاية، لا سيما وأن هذه البطولة مؤهلة لأولمبياد داكار 2026، وجميع المنتخبات تركز فيها بشكل كبير، ولذلك كانت من أصعب البطولات، لكننا سواء إدارة أو لاعبى المنتخب أو الجهاز الفنى لدينا هدف واضح، وهو استعادة رفع علم مصر على منصات التتويج، وهذا الهدف نعمل عليه بجد واجتهاد منذ نوفمبر الماضي، ولم يكن لدينا أى بديل سوى تحقيقه، ونحمد الله طبعًا على هذا الفوز المشرف، وحصد منتخب مصر للجودو 25 ميدالية خلال منافسات البطولة، وتنوعت الميداليات، ما بين 8 ميداليات ذهبية و6 ميداليات فضية و11 ميدالية برونزية، وذلك وسط منافسة شرسة بين الدول المشاركة البالغ عددها 16 دولة بمشاركة 160 لاعبا ولاعبة.
كيف تستعدون لأولمبياد لوس أنجلوس، وما هى فرصتنا فى الحدث الرياضى الأهم والأكبر عالميًا؟
لدينا خطة لأولمبياد لوس أنجلوس؛ ننفذها بتأهيل اللاعبين بقوة، ورفع قدرة استعدادهم، والجميع يعمل عليها، واللاعبون على قدر عالٍ من التركيز فيها، ونتائج هذا التركيز بدأت فى الظهور، بحيث أصبح لدينا الآن لاعبان مؤهلان ضمن أول 16 لاعبا فى التصنيف العالمي، وهذا لم يحدث لنا منذ فترة طويلة جدًا، ونستهدف الآن تأهل لاعبين آخرين للدخول ضمن الـ16 الأوائل، وإن شاء الله نحقق ذلك، وهو ما يدعم فرصتنا فى الأولمبياد القادم، وهذا الأمر ستظهر نتائجه قريبًا فى البطولات الدولية، وفى أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
ما أهم التحديات التى تواجهكم، وكيف يتم التغلب عليها؟
التحديات معروفة، التكلفة المادية هى أكبر تحد يواجهنا، ونحن لدينا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية راعيا رسميا لنا، بالإضافة إلى الدعم المقدم من وزارة الشباب والرياضة، ولكن لكى نواكب الأداء والتطور العالمى للعبة مثل منتخبات أوروبا لكى نستطيع تحقيق نفس نتائجهم؛ نحتاج أن يكون لدينا ميزانية أكبر نستطيع من خلالها مواكبة هذا التطور، بالإضافة إلى وجود فرق عملة، وهذا هو أكبر تحد لنا، وهو أمر خارج عن إرادتنا، ولكننا نسعى للتغلب عليه، وإن شاء الله نوفق فى ذلك.