قال منير أديب، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن حركة "حسم" خرجت من رحم جماعة الإخوان، وتم تأسيسها بأوامر مباشرة من القيادي الإخواني محمد كمال، الذي ترأس ما عُرف بـ"اللجنة الإدارية العليا"، المسؤولة عن النشاط السري للجماعة بعد تصنيفها كتنظيم إرهابي.
وأوضح أديب أن الضربات الأمنية الاستباقية نجحت في تفكيك العديد من الخلايا التابعة للحركة، وضرب مراكزها اللوجستية، مما أدى إلى انهيار بنيتها التنظيمية وقدراتها على تنفيذ العمليات النوعية خلال السنوات الماضية، لا سيما بعد تفجير معهد الأورام عام 2019، الذي شكّل نقطة تحول ساهمت في تراجع التنظيم.
وأشار إلى أن المحاولات الأخيرة لإعادة إحياء "حسم" تتزامن مع ظروف إقليمية شديدة التعقيد، مضيفًا أن هذه الأوضاع توفر ملاذًا آمنًا لجماعات العنف والتطرف، في محاولة فاشلة لإعادة إنتاج سيناريو إسقاط الدولة، واستغلال الفوضى الإقليمية لبث الفتنة وزعزعة الاستقرار داخل مصر.
وأضاف أديب أن الحركة عملت خلال فترة الكمون المؤقت على إعادة هيكلة بنيتها التنظيمية، في ظل استدعاء متجدد لحالة العنف التي تتبناها جماعة الإخوان منذ تأسيسها، مشيرًا إلى أن تاريخ الجماعة مليء بمحطات العنف المسلح، بدءًا من تأسيس "النظام الخاص"، الجناح العسكري السري للجماعة، وصولًا إلى مخططات قياداتها الهاربين بالخارج، الذين يتلقون دعمًا من دول إقليمية وأجنبية.
وأكد أديب أن الجماعة لا تزال تعيش وهم العودة إلى السلطة رغم سقوطها المدوي في ثورة 30 يونيو، مشيدًا في الوقت نفسه بدور الأجهزة الأمنية في التصدي لتلك المخططات، ومؤكدًا على أهمية الوعي المجتمعي بخطورة التهديدات الإرهابية، خاصة مع تزايد التحديات في المنطقة.