رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ما أوجه التشابه بين ثورتي 23 يوليو و30 يونيو؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف بالدلائل


23-7-2025 | 21:34

الدكتور أحمد يوسف أحمد.. أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

طباعة
كتب- أحمد جمعة:

قال الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مبدأ الاستقلال الوطني ما زال قائمًا حتى اليوم، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يركز على مبدأ "الاتزان الاستراتيجي"، وهو بالضبط ما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يفعله.

وأضاف في حوار مع المصور ينشر لاحقا: "مصر الآن، مثلًا، لها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها لا تتردد في الاختلاف معها عندما تتباين السياسات، وآخر الأمثلة في هذا الصدد كان الخلاف الواضح مع طروحات الرئيس ترامب بشأن تهجير سكان غزة، وتحويلها إلى ما يشبه (الريفيرا)، أو شيء من هذا القبيل".

وتابع: "بالإضافة إلى حرص مصر على الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة، فإننا نعلم أن السياسة المصرية في عهد الرئيس السيسي، وفي ظل مبدأ الاتزان الاستراتيجي الذي يتمسك به، تقوم على علاقات قوية جدًا مع روسيا والصين، بدليل انضمامها إلى تجمع (البريكس)، كما أن لها علاقات قوية أيضًا مع الاتحاد الأوروبي".

وأكد أن "مبدأ الاستقلال الوطني لا يزال منعكسًا في السياسة المصرية الحالية"، مضيفًا: "فعلى سبيل المثال أيضًا، تواجه بعض الدول العربية اليوم مشكلات تتعلق بالأقليات، وبشكل خاص الأقلية الكردية في العراق وسوريا.. عبد الناصر كان له موقف شديد التقدم من مشكلة الأقليات، يقوم على منحها حقوقها القومية، بشرط ألا يُترجم ذلك إلى انفصال عن الدول الوطنية العربية، وكان يحظى بتقدير عالٍ جدًا لدى أكراد العراق بصفة خاصة، وأيضًا بين أكراد سوريا".

وأشار إلى قصة شهيرة تُروى في هذا السياق، قائلاً: "عند تطبيق قانون الإصلاح الزراعي في سوريا عام 1959، بعد قيام الوحدة المصرية السورية، رفض بعض المسؤولين السوريين توزيع الأراضي على الأكراد السوريين، لكن عبد الناصر تصدى لهذه النظرة، مؤكدًا أن الأكراد السوريين مواطنون سوريون، حتى وإن لم يكونوا عربًا".

وشدد الدكتور أحمد يوسف على أن "المبادئ التي أرستها ثورة يوليو ليست فقط باقية، بل لا تزال صالحة أيضًا لمواجهة تحديات الحاضر".

وفي معرض المقارنة بين ثورتي 23 يوليو 1952 و30 يونيو 2013، أوضح الدكتور أحمد يوسف أحمد أن هناك أوجه شبه بين الثورتين، لكنهما ليستا متطابقتين.

وقال: "ثورة 23 يوليو بدأت بتحرك قادته طليعة عسكرية وطنية مصرية، ثم تحولت لاحقًا إلى ثورة جماهيرية واسعة تحظى بتأييد شعبي عارم.. أما ثورة 30 يونيو، فقد كانت على العكس تمامًا، إذ بدأت كمبادرة جماهيرية ضخمة، حظيت بتأييد القوات المسلحة، في مشهد تلاحم فيه الشعب مع جيشه".

وأضاف: "من أوجه التشابه بين الثورتين، فإن ثورة يوليو كان لها موقف واضح من جماعة الإخوان الإرهابية ونفس الأمر في ثورة 30 يونيو.. فنحن نعلم أن الرئيس عبد الناصر، في بدايات ثورة يوليو، عرض على الإخوان المشاركة في الحكم بوزنهم الطبيعي داخل المجتمع، لكنهم أصروا على الانفراد بالحكم، وبالتالي حدث ما حدث من صدام بين قادة يوليو وجماعة الإخوان بلغ حد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر".

وتابع: "وبالمثل، نلاحظ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين كان وزيرًا للدفاع، ومع تصاعد إرهاصات ثورة 30 يونيو، دعا لأن تكون هناك محاولة لإصلاح مسار حكم الإخوان، من خلال مقترحات مثل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكن تعنت الرئيس المعزول محمد مرسي، ومن خلفه جماعة الإخوان آنذاك، دفع نحو المواجهة الحتمية مع الشعب، الذي انتصر في هذه المواجهة بفضل تلاحمه مع القوات المسلحة".

واختتم قائلًا: "إذن، هناك بالفعل أوجه شبه واضحة بين الثورتين في بعض المبادئ والسياقات، لكن لا يمكن القول إنهما متطابقتان".

الاكثر قراءة