حالة ترقب وتوتر تسيطر على جماهير نادى الزمالك لمتابعة نتائج عمل جون إدوار، المدير الرياضى للنادى، مع المدير الفنى البلجيكى الجديد يانيك فيريرا، بغية إعادة الهيبة للفريق وقوة الأداء والمنافسة بقوة على لقب الدورى الغائب عن النادى منذ ثلاث سنوات، والعودة للمشاركة فى دورى أبطال إفريقيا فى السنوات القادمة، وفى الأهلى جماهير وعشاق الأحمر تتلهف لتصحيح الأوضاع مع الإسبانى خوسيه ريبيرو، بعد خروج الفريق من بطولة العالم للأندية خالى الوفاض وفى مرمى الانتقادات أملا فى استعادة المكانة اللائقة ببطل إفريقيا المغوار..
ومع تسارع وتيرة العمل بالنسبة للمدير الرياضى جون إدوارد بالزمالك، كانت هناك ومازالت معارضة شديدة داخل مجلس إدارة النادى لمنحه الصلاحيات الكاملة لرفضه تدخل أى عضو مجلس إدارة فى ملف كرة القدم، ما أثار حفيظة البعض ويرغب فى تقليص صلاحياته حتى يكون للمجلس دور فى إدارة ملف الكرة، وفى منصب مدير الكرة، تم تعيين عبد الناصر محمد صاحب الخبرات الكبيرة، لبداية مرحلة جديدة..
وأولى خطوات التصحيح فى القلعة البيضاء أغلق مسؤولو الزمالك باب رحيل مدافع الفريق حسام عبدالمجيد، بعد رفضه تجديد تعاقده واشترطت الإدارة وصول عرض مقابل 4 ملايين دولار للموافقة على رحيل اللاعب، الذى تلقى عروضا من روسيا وسويسرا، ولكن بمقابل لا يتعدى مليون دولار وهو ما رفضته الإدارة، وعلى مستوى الصفقات، هناك رغبة كبيرة إحداث ثورة هجومية، بحيث يتم الاستغناء عن التونسى سيف الدين الجزيرى وحسام أشرف، والإبقاء فقط على ناصر منسي، وفى الإطار نفسه، هناك ضغط متواصل وتفاوض مباشر مع مسؤولى البنك الأهلى للتعاقد مع أحمد ربيع لاعب الوسط، وتم عرض بيع سيد نيمار بصورة نهائية بدلًا من تجديد الإعارة، ليكون ضمن صفقة تبادلية بين الناديين.
والحقيقة أن فيريرا يمتلك سيرة طويلة منحته الفوز بلقب كأس بلجيكا مرة وحيدة عام 2016 رفقة ستاندر لييج، بالإضافة للعديد من الألقاب مع أندية مختلفة أخرى، أما محطته الأخيرة فكانت مع نادى راسينج وايت دارينج مولينبيك فى دورى الدرجة الثانية البلجيكي، حيث أشرف على الفريق فى 31 مباراة، فاز فى 20 منها، وتعادل فى 8، وتلقى 9 هزائم..
فيريرا يسعى مع اللاعبين، لتطوير خطة الفريق فى فترة الإعداد للموسم الجديد، مؤكدا ثقته فى الجميع وفى قدرات اللاعبين على تحقيق الأهداف المطلوبة فى الموسم المقبل، والمنافسة بقوة على كل البطولات التى سيشارك فيها الفريق.
أما المعسكر الأحمر فلم يمر خروج الأهلى من كأس العالم للأندية، مرورًا عابرًا لدى الجماهير المصرية، إذ عبّر جانب كبير منها عن حسرته على ضياع فرحة الأداء «القوى والممتع» أمام فريق بورتو البرتغالى، والغضب على تفريط لاعبى الفريق فى فوز سهل فى متناولهم، كان سيجعل الأهلى قريبًا من إنجاز تاريخى بوصفه أول فريق عربى وإفريقى يهزم ناديًا أوروبيًا فى البطولة، مهدرًا فوزًا تاريخيًا على البطل البرتغالى، فى الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الأولى من مرحلة المجموعات..
جماهير الأهلى انتقدت لاعبى فريقها وفجّر الخروج المونديالي، عقب التعادل مع بورتو ومن قبله إنتر ميامى الأمريكى، والخسارة أمام بالميراس البرازيلى، موجة من الآراء المتباينة، بين من عدّ المشاركة بالبطولة صورة مشرّفة فى المحافل العالمية رغم النتائج، ومن رآها «مستوى ضعيفًا» لا يليق بتاريخ نادى القرن الإفريقى فى المشاركات المونديالية السابقة، وصبت الجماهير غضبها على عدد من اللاعبين، متهمين إياهم بالتقصير، والفردية، والتسابق فى إهدار الفرص السهلة..
وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض للفريق، رأى المدافعون عن الفريق أن «الأحمر» واجه أندية بأضعاف ميزانيته وخبرته الاحترافية، وأن ما قدّمه اللاعبون يمثل جهدًا يُحترم، فى ظل الفوارق الفنية والاقتصادية، فيما اختلف آخرون حول «التمثيل المشرف»، وعدّ البعض أن مجرد تمثيل القارة الإفريقية فى هذه المنافسات العالمية يُعد إنجازًا مشرفًا بحد ذاته، وبينما أعرب قطاع آخر عن انتقاده لهذه العبارة، انتقد آخرون قدرات المدير الفنى للأهلى خوسيه ريبيرو، الذى قاد الفريق فى المونديال، ولم يستطع تغيير الأداء، والحقيقة أن الأهلى كان قادرًا على الذهاب بعيدًا فى البطولة، لكن غابت الرؤية الفنية، وأهدرت فرصًا سهلة، كانت كفيلة بتغيير مسار مشواره المونديالي، ولاشك أن جمهور الأهلى يشعر بمرارة كبيرة، ليس فقط بسبب النتائج، ولكن لأن الفريق لم يكن مستعدًا من الأساس للبطولة، كما أن هناك علامات استفهام واضحة حول دخول الأهلى البطولة بمدرب أجنبى بلا خبرات تذكر، وأسند له مسؤولية بطولة عالمية بحجم كأس العالم للأندية، فالفريق ظهر مترددًا بين الهجوم والدفاع، وافتقد للهوية الحقيقية داخل أرضية الملعب، والنتيجة كانت خروجا مبكرا رغم الإمكانات المتوفرة، والتساؤل الذى تفرضه الأحداث والنتائج لماذا لا يستقطب النادى مدربًا من الصف الأول أو الثانى فى أوروبا، طالما أنه ينفق ملايين على صفقات لاعبين، وهل من المقبول المنافسة عالميًا بهذا القدر من العشوائية؟
