استقبل وفد إماراتي رفيع المستوى، اليوم الاثنين، سفينة المساعدات الإماراتية "حمدان" القادمة من ميناء خليفة في أبو ظبي، وذلك لدى وصولها إلى ميناء العريش البحري بمحافظة شمال سيناء، في إطار الجهود الإنسانية المستمرة لدولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وضم الوفد كلاً من سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية ونائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وحمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وكان في استقبالهم اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء.
وتُعد السفينة "حمدان"، التي تُعتبر التاسعة من نوعها، جزءاً من عملية "الفارس الشهم 3"، التي تُنفَّذ بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تمهيداً لإدخال شحنتها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وتحمل السفينة ما يقارب 7 آلاف طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة، وتشمل 5000 طن من الطرود الغذائية المخصصة للأسر، و1900 طن من المواد الغذائية الموجهة لدعم المطابخ الشعبية، بالإضافة إلى 100 طن من الخيام الطبية لتعزيز إمكانات القطاع الصحي، فضلاً عن 5 سيارات إسعاف مجهزة بشكل كامل.
وفي تصريحات خلال الاستقبال، قال حمدان مسلم المزروعي إن دولة الإمارات، ومنذ إطلاق مبادرة "الفارس الشهم 3" بعد اندلاع الحرب، نجحت في إيصال أكثر من 90 ألف طن من المساعدات الإغاثية والطبية ومواد الإيواء إلى قطاع غزة، موضحاً أن هذه المساعدات تم نقلها عبر أكثر من 600 رحلة جوية، ونحو 20 سفينة شحن، بالإضافة إلى أكثر من 5500 ناقلة شحن بري.
وأضاف المزروعي أن الإمارات لم تقتصر على إرسال المساعدات فحسب، بل أنشأت مستشفى ميدانياً داخل غزة، إلى جانب مستشفى عائم قبالة سواحل مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء لتقديم الرعاية الطبية للمصابين.
ومن جانبه، أكد سلطان الشامسي أن وصول سفينة "حمدان" إلى ميناء العريش يأتي امتداداً لالتزام دولة الإمارات بمواصلة تقديم الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن حجم المساعدات التي تم إيصالها بلغ نحو 90 ألف طن، بالإضافة إلى المستشفيات الميدانية والعائمة التي أسهمت في تعزيز الخدمات الطبية المقدمة داخل القطاع وفي محيطه.
وأشار الشامسي إلى أن الدعم الإماراتي شمل كذلك إنشاء ست محطات مياه بمدينة رفح المصرية يتم توجيه إنتاجها إلى داخل قطاع غزة، بما يساهم في توفير المياه الصالحة للشرب للأهالي.
وثمّن اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، الدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مؤكداً أن وصول السفن المحمّلة بالمساعدات، إلى جانب الشاحنات التي تعبر عبر معبر رفح البري، يمثل استمراراً للدعم الإنساني المتواصل.
وأضاف مجاور أن هذا الدعم لا يقتصر على بعده الإنساني فحسب، بل يحمل أيضاً بعداً سياسياً يتمثل في مساندة الموقف المصري الرافض لتهجير أهالي قطاع غزة، فضلاً عن بعد اقتصادي يتمثل في تعزيز قدرة مصر على الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية والطبية بالتنسيق مع دولة الإمارات، وهو ما يعكس متانة العلاقات والتعاون الوثيق بين البلدين.