رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«الزيتون».. صناعة استراتيجية تضع مصر على طريق العالمية


13-7-2025 | 12:47

.

طباعة
تقرير : رانيا سالم

«الزيتون» الشجرة المباركة التى ذُكرت فى الكتب السماوية، لتصبح رمزاً للسلام والازدهار، والتى تحولت ثمارها لأحد أهم المنتجات فى العصر الحديث، وتعد مصر إحدى الدول الرائدة فى إنتاج زيتون المائدة وزيت الزيتون فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويعتبر «الزيتون»، من بين أهم المحاصيل التى تزرعها مصر على مساحة تصل إلى 258 ألف فدان بعدد أشجار يصل إلى 58 مليون شجرة، حيث أشارت بيانات موقع «Atlas Big» وهو المصدر الرئيسى للإحصاءات والبينات الاقتصادية العالمية إلى أن إسبانيا الأولى عالميا بإنتاج 8,2 مليون طن، أما مصر فتحتل المركز السابع بإنتاج 976 ألف طن سنويا، كما أشارت بيانات وزارة الزراعة إلى أن مصر تحتل المركز التاسع عالميا فى التصدير فيتم تصدير 100 ألف طن سنويا من الزيتون وحوالى من 20 إلى 25 ألف طن زيت، فالتوسع فى زراعة الزيتون تم الانتباه له مبكراً، مع توافر المناخ والأراضى الصحراوية المناسبة لزراعته، وتم إدخال أصناف الزيتون الجديدة حتى تحولت إلى صناعة استراتيجية، مع ارتفاع معدلات التصدير لزيتون المائدة وزيت الزيتون عالى الجودة.

كذلك، توفر مصر الإنتاج المحلى من زيتون المائدة وزيت الزيتون وتساهم فى التصدير للأسواق العالمية بمواصفات فريدة ذات جودة عالية تتميز بها مصر عن بقية الدول للأصناف المصرية المتميزة، وفى ظل الزيادة المستمرة فى استهلاك الزيوت الطبيعية عالميا أصبح الأمر يقتضى زيادة الإنتاج المحلى لاغتنام الفرصة .

وفى هذا السياق، قال الدكتور وائل عبدالفتاح عبد الحميد، باحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية،: «إن شجرة الزيتون شجرة مباركة ذكرت فى كل الكتب السماوية، وهى ثمرة دائمة الخضرة معمرة، ولها القدرة على تحمل الظروف البيئية القاسية كالجفاف والأراضى المالحة، وقليلة العمق والخصوبة، ويرجع الاهتمام العالمى بمنتج الزيتون وزيته الذى تزايد مؤخراً إلى القيمة الغذائية المرتفعة لثمار الزيتون فهى غنية بالمواد الكربوهيدراتية 19 فى المائة، والبروتين 1.6 فى المائة، والأملاح المعدنية 1.5 فى المائة، والسليلوز 5.8 فى المائة والفيتامينات المختلفة».

«د. وائل»، تحدث أيضا عن «تصنيفات ثمرة الزيتون»، وقال: هناك أصناف زيتية تحتوى على كمية زيت أعلى من 15-20 فى المائة، وأصناف مائدة تحتوى على نسبة زيت أقل من 15 فى المائة وذات حجم كبير ولب سميك وتستخدم فى التخليل، وأصناف ثنائية الغرض تجمع بين صفات الأصناف الزيتية وغير الزيتية وتكون نسبة الزيت فيها بين 15-20 فى المائة، كما أن هناك 6 أنواع لثمرة الزيتون هى التفاحى منتشر زراعتها بالفيوم، والعجيزي الشامي تتم زراعتها فى الفيوم والجيزة، والعجيزى والعصبي صنف محلى منتشر بالفيوم مختلطا مع العجيزى الشامى ويشبهه إلى حد كبير، والحامض تتم زراعته بواحة سيوة والعريش، والوطيقن من أصناف زيتون الواحة، المراقي من الأصناف المحلية الموجودة فى منطقة مراقيا الواقعة بين واحة سيوة والحدود الليبية، يتفوق فى محتواه من الزيت عن معظم الأصناف المنتشرة فى مصر.

كما لفت إلى أن «زيت الزيتون تحول إلى أحد المنتجات الغذائية التى تلقى رواجا كبيرا على مستوى العالم وفى مصر، وأصبحت صناعة زيت الزيتون فى مصر جزءا مهما واستراتيجيا من اقتصاد البلاد، وتتميز بوجود العديد من المعاصر التى تنتج زيت الزيتون عالى الجودة، وتتضمن هذه الصناعة مجموعة واسعة من المراحل، بدءًا من زراعة أشجار الزيتون ومرورًا بحصاد ثمار الزيتون وعصره وإنتاج الزيت ثم تعبئته وتوزيعه محليا وتصديريا.

كذلك، أكد «د. وائل»، أن «زيت الزيتون المصرى يتميز بجودته العالية وتفوقه فى السوق المحلى والعالمي، فيتم تصدير زيت الزيتون إلى العديد من الدول حول العالم، مما يزيد من مكانتها كواحدة من أبرز الدول المنتجة لزيت الزيتون، وهناك اهتمام متزايد بالاستثمار فى صناعة زيت الزيتون، بعد أن تمت إضافة أصناف جديدة لثمار الزيت مثل الكوراتينا والكروناكى، وبعض الأصناف الجديدة مثل صنف جيزة 138،66،48 مما يؤدى إلى تطوير المصانع والتقنيات المستخدمة».

وأوضح أن «هناك معاصر كبيرة كلها ماكينات مستوردة من إيطاليا وهى أفضل تكنولوجيا للمعاصر، وهى تعمل على ما يقارب 3 أطنان فى الساعة، والكفاءة الإنتاجية الخاصة بها وتنتج كميات كبيرة، لكن يبقى أن تكون لها علامة تجارية ليغزو الأسواق الأوروبية بعلامة تجارية مصرية».

من جانبه طالب الدكتور عبدالعزيز الطويل، أستاذ الزيتون والفاكهة شبه الجافة ووكيل معهد بحوث البساتين الأسبق، الاتجاه إلى التوسع فى زراعة أصناف الزيت، وقال: هناك فجوة فى إنتاج الزيت بالسوق المصرى مما يتطلب إيجاد مصادر متنوعة لإنتاج الزيوت مرتفعة الجودة وهو ما يتحقق مع أصناف زيت الزيتون، كما توجد وفرة فى الإنتاج من زيتون المائدة للسوق المحلى والتصدير سيتضح خلال السنوات القادمة (3 – 4 سنوات)، على أن يتم منع تصدير المنتج الخام بعبوات كبيرة والتركيز على عبوات المستهلك (4/1 إلى 3 لترات)».

وأرجع «د. عبد العزيز»، عدم إقبال المزارع أو المستثمر على زراعة أصناف الزيت لانخفاض العائد الاقتصادى منها بمقارنتها بأصناف المائدة، مطالبًا بتكوين اتحادات تعاونية بين المزارعين أو ربط المزارع بالمصنع والمسوق لزيادة القيمة المضافة للمنتج الخام والمزارع للتغلب على هذا الأمر، وأن يتم الاهتمام بالجمع الآلى لأصناف الزيت لتخفيض تكاليف الإنتاج ورفع كفاءة الزيت المنتج، على أن يتم دعم المزارع عبر (دعم أسعار الأسمدة – الكهرباء – السولار).

وبين «الطويل» أنه رغم أن معظم الأراضى الصحراوية أراض فقيرة فى محتواها من العناصر الغذائية بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأملاح بها ومعظمها تعتمد فى ريها على المياه الجوفية وأشجار الزيتون تتحمل الرى بمياه مرتفعة الملوحة من 1500 إلى 6000 جزء فى المليون ومعظم زراعات الزيتون الحالية يتم ريها بمياه جوفية مرتفعة الملوحة أو مياه من النيل مختلطة بمياه الصرف الزراعى ملوحتها من 1500 إلى 2500 جزء فى المليون.

وكيل معهد بحوث البساتين، اقترح أن يتم التوسع الأفقى فى زراعة الزيتون فى حدود 50 ألف فدان سنويا لتشمل كلا من شمال ووسط سيناء وسيوة والجارة والمغرة وجنوب منخفض القطارة و غرب المنيا وجنوب طريق العلمين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة