ليلة العيد هى ليلة الفرحة، ليلة الجائزة الكبرى خاصة عيد الفطر بعد صيام شهر وأيام وليالٍ مباركة، لكن فيلم «ليلة العيد» إنتاج 2024 م للمؤلف «أحمد عبدالله» الذى رصد معاناة مجموعة من السيدات والفتيات من مختلف الأعمار يقطن أحد الأحياء العشوائية «جزيرة وسط الماء» وغالبًا جزيرة الذهب
لم تكتمل فرحتهن بهذه الليلة نتيجة للنظرة الذكورية التى ما زالت تضع المرأة فى مكان واحد وهو الحرملك وأن دورها مقتصر على الزواج والإنجاب، ولا أتهم هنا كل الرجال بل البعض منهم.
القضايا التى طرحها الكاتب هى قضايا حقيقية وتتعرض لها فتياتنا ونساؤنا فى مختلف الأحياء ومن مستويات اجتماعية متعددة وليست الأحياء الشعبية فقط.
القضية متمثلة فى العنف ضد المرأة بكل أشكاله «حرمان من الإرث، عنف زوجى، ختان بنات، زواج مبكر، زواج بالإكراه، تحرش، حرمان من التعليم وممارسة الرياضة».
البطلة هنا الست «عزيزة» نجمتنا العظيمة «يسرا»، رغم عدم تعليمها وكونها أمية هى مَن كانت طوق النجاة للفتيات والسيدات اللاتى عانين الأمرين جراء العنف الذى تحملنه كثيرًا ولكن لأن لكل شيء آخر كان لا بد من الخلاص من هذه الممارسات العنيفة والضارة بالصحة البدنية والنفسية لهؤلاء السيدات والفتيات، وخاصة أن من بينهن موهوبات فى الفن والرياضة، فلماذا يتم وأد أحلامهن؟.
فكرة الخلاص والوصول لشط النجاة فى محاولة جادة وبإصرار من الجميع كانت فكرة «عزيزة» بجمع كل المتعرضات للعنف وحملهن فى قارب يقودنه بأنفسهن والتوقيت أثناء صلاة العيد والرجال منشغلون فى الصلاة، قارب النجاة حمل كل من «المتعرضات للعنف الزوجى ريهام عبدالغفور، عبير صبرى، ختان إناث نجلاء بدر وابنتها، زواج مبكر سلوى محمد على وابنتها والتى وافقت على زواجها مجبرة لسداد ديون زوجها، عنف أبوى، حرمان من الفن والرياضة يسرا اللوزى وهنا مهنا والأخيرة أيضًا زواج بالإكراه، والتحرش يسرا».
مشهد النهاية من أروع المشاهد المعنفات يقودن القارب بعيدًا عن الشاطئ ويصلن لمنتصف النيل والرجال يتم إبلاغهم متأخرًا فيتركون صلاة العيد ويذهبون إلى الشاطئ مستنكرين ما فعلته النساء لأنهم غير معترفين بأخطائهم لأنهم تربوا ونشأوا عليها، الكل يقف فى ذهول والسيدات يسرن قدمًا نحو الخلاص ويصلن لشاطئ الأمان مع نور الصباح، شمس العيد تشرق عليهن فى رسالة قوية أن نور الحق لا يغيب مادام وراءه مطالب.
