عزيزى القارئ..
أنقذوا أطفالنا من «عزرائيل العصر»
منذ فترة انتشرت ظاهرة قيادة الأطفال للموتوسيكلات الكهربائية فى الشوارع، خاصة فى الأحياء الشعبية والمناطق السكنية، ورغم أن هذه المركبات تستخدم كوسيلة ترفيهية آمنة وصديقة للبيئة، فإن استخدامها من قِبل الصغار ودون رقابة أو تنظيم قانوني، أثار جدلًا واسعًا ومخاوف متزايدة بين الأهالى، لخطورة ذلك على حياة الأطفال.
وتكمن تهديدات هذه الظاهرة فى عدة جوانب، أبرزها أن الأطفال غالبا ما يفتقرون إلى الوعى المرورى والقدرة على تقدير المخاطر، مما يجعلهم عرضة للحوادث.
وقد تم تسجيل العديد من الإصابات الخطيرة وأحيانا الموت، نتيجة اصطدام هذه المركبات بالمارة أو السيارات، خاصة فى الشوارع الضيقة والمزدحمة.
كما أن هذه الموتوسيكلات سرعتها عالية، لا تتناسب مع قدرات الأطفال، ولا مع طبيعة الشوارع السكنية الضيقة أو المتكدسة بالأشخاص والسيارات، مما يعرضهم للخطر.
وإلى جانب المخاطر المرورية، ظهرت أبعاد أمنية مقلقة، حيث استخدمت هذه المركبات فى أعمال غير قانونية مثل السرقة أو الترويج للمخدرات، نظرًا لصغر حجمها، وسهولة التنقل بها دون ترخيص أو تتبع.
ووصل الأمر إلى استغلال البعض تلك الظاهرة وقيامهم بتأجير الموتوسيكلات للأطفال بالساعة كمشروع تجارى يدرّ دخلا لصاحبه، فى ظل غياب تشريعات واضحة تنظم استخدامها.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة لوضع قوانين صارمة، لتنظيم استخدامها واستيرادها وترخيصها، وهو ما يتطلب عاجلا وليس آجلا، عمل حملات توعية تستهدف أولياء الأمور والأطفال على حد سواء.
وفى النهاية قد تبدو تلك الظاهرة وسيلة ترفيه بريئة إلا أنها قد تتحول إلى خطر حقيقي يهدد الأرواح ما لم يتم التعامل معها بجدية وحزم.