شهدت المطارات المصرية، على مدار 12 عامًا، طفرة كبيرة فى البنية التحتية والخدمات، فى إطار خطة طموحة لزيادة القدرة الاستيعابية وتحسين تجربة السفر، بما يتماشى مع معدلات التشغيل المتزايدة وكثافة الرحلات الجوية وفتح خطوط طيران جديدة.
من أبرز ملامح هذا التطوير إنشاء مطارات جديدة، مثل مطار سفنكس الدولى ومطار العاصمة الإدارية، إلى جانب توسعة وتحديث عدد من المطارات القائمة، وفى مقدمتها مطار القاهرة الدولى ومطار شرم الشيخ الدولى، فى الوقت الذى اعتمدت وزارة الطيران المدنى خطة استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية، تماشياً مع توجهات الدولة المصرية، من خلال ترشيد استهلاك الطاقة، والتوسع فى استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، والوقود الحيوى، بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية.
قائمة الإنجازات والمشروعات التى حققتها وزارة الطيران المدنى، والهيئات والشركات التابعة لها، تطول ولا تكفى هذه الكلمات لسردها، بفضل جهود كوادر القطاع خلال الفترة من 2014 وحتى 2025، لكنها تعكس رؤية واضحة وإرادة قوية لتحويل المطارات المصرية لتحلق إلى «العالمية» من حيث الكفاءة التشغيلية، وجودة الخدمات، والالتزام بالمعايير الدولية فى السلامة والأمن والاستدامة البيئية.
على رأس تلك الإنجازات، ما شهده مطار القاهرة الدولى من تطوير وتحديث لمبنى الركاب رقم (2)، وتطوير ممرات الطائرات، وتركيب بوابات إلكترونية لتنظيم دخول السيارات، إلى جانب تعزيز المنظومة الأمنية بأنظمة متعددة، من بينها أجهزة بصمة وكاميرات مراقبة، وأجهزة فحص الحقائب، وإنشاء أبراج مراقبة وأسيجة خرسانية، وتأمين محيط المطار بأنظمة إنذار مبكر وكاميرات عالية الدقة، فضلًا عن شراء أجهزة متطورة للكشف عن المتفجرات، وتحديث منظومة الجوازات.
كما تضمنت أعمال التطوير إنشاء مشاية كهربائية لربط مبانى الركاب الثلاثة، وتسهيل حركة المسافرين وتقليل الزحام داخل المطار، حيث تربط بين مبنى الركاب رقم (2) والجراج متعدد الطوابق، ما يساهم فى تسهيل تنقل الركاب وتنظيم حركة انتظار السيارات.
وفى إطار رفع كفاءة الخدمات اللوجستية، تم تحديث منظومة سيور الحقائب بالمطار، لزيادة الطاقة الاستيعابية من 4800 حقيبة إلى 12 ألف حقيبة فى الساعة، مع رفع سعة تخزين حقائب الترانزيت إلى 1200 حقيبة بدلًا من 125 فقط، مما ساهم فى تحسين الأداء التشغيلى وتقليل فترات الانتظار.
طريق الإنجازات امتد إلى مطارى شرم الشيخ والغردقة، إذ شمل التطوير فى مطار شرم الشيخ توسعة شاملة رفعت الطاقة الاستيعابية من 7.5 مليون راكب سنويًا إلى 10 ملايين راكب، مع خطة مستقبلية للوصول إلى 20 مليون راكب سنويًا، بما يتماشى مع النمو المتوقع فى حركة السياحة والطيران، فضلا عن توسعة مبنى الركاب رقم (2)، وزيادة عدد مواقف انتظار الطائرات إلى 67 موقفًا، بما يسهم فى تعزيز قدرة المطار على استيعاب الزيادة المستقبلية فى حركة الطائرات.
أما فى مطار الغردقة الدولى، فقد شهد المطار تطويرًا شاملًا لمنشآته، أبرزها إنشاء مبنى ركاب جديد بطاقة استيعابية تصل إلى 7.5 مليون راكب سنويًا، بما يعزز قدرة المطار على مواكبة الزيادة المتوقعة فى الحركة الجوية.
وفى هذا الإطار، استعرض وزير الطيران المدنى د. سامح الحفنى ملامح الاستراتيجية الوطنية لإشراك القطاع الخاص فى تشغيل المطارات، والتى أُعدت بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) بصفتها المستشار الاستراتيجى للوزارة، موضحاً أنه تم العمل على إعداد استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى إشراك القطاع الخاص فى تشغيل وتطوير المطارات المصرية، على أن يتم الانتهاء من إعداد هذه الاستراتيجية الطموحة قبل نهاية صيف 2025، والتى تهدف إلى تطوير قطاع الطيران المدنى، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، وإدخال استثمارات خاصة وخبرات تشغيلية متطورة لتطوير 11 مطارًا رئيسيًا، مع التأكيد الكامل على الحفاظ على الملكية العامة لهذه الأصول الحيوية.
أما مطار برج العرب، فجرى رفع كفاءته عبر إنشاء أول مبنى جديد «صديق للبيئة» بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى «جايكا»، بما يتواكب مع استراتيجية الدولة المصرية لمواجهة التغير المناخى والتحول نحو الأخضر؛ ليستوعب المبنى الجديد 4 ملايين راكب سنويًا، وبذلك تصل السعة الاستيعابية للمطار إلى 6.7 مليون راكب سنويًا، ليستوعب حجم حركة الركاب المتوقعة حتى عام 2032.
وشهدت «سنوات الإنجاز» افتتاح مطار سفنكس فى عام 2019 لتخفيف حمل مطار القاهرة الدولى وزيادة القدرة الاستيعابية للمطارات فى المنطقة، ويستقبل حاليا رحلات العديد من الدول العربية والأوروبية.. وشملت أعمال التوسعة زيادة طاقة المطار الاستيعابية إلى 900 راكب/ ساعة بدلا من 300 راكب/ ساعة لتبلغ طاقته الإجمالية نحو مليون ومائتى ألف راكب سنويًا.
ولا يمكن أن نغفل مطار العاصمة الإدارية الجديدة الذى يقع بطريق القاهرة السويس جهة الشرق من مطار القاهرة ويخدم العاصمة الإدارية الجديدة ومحافظة السويس والإسماعيلية ويتكون من مبنى ركاب بمساحة 4000 م2، ومبنى ركاب رئيسى بسعة 300 راكب/ ساعة، ومطار سانت كاترين الذى يعد واحدًا من أهم المطارات المصرية السياحية بعد الانتهاء من مشروع التجلى الأعظم، الذى سيحقق أهداف الدولة فى تنشيط السياحة الدينية والبيئية بالمدينة.
وواصلت شركة مصر للطيران تنفيذ خطة طموحة لتحديث أسطولها الجوى والتوسع فى شبكة خطوطها حول العالم، حيث تمتد شبكة رحلاتها حاليًا إلى أكثر من 70 وجهة دولية وإقليمية، فى الوقت الذى تعمل فيه على رفع هذا العدد إلى 110 وجهات مستهدفة. كما تضمنت الخطة زيادة عدد الترددات والرحلات اليومية المنتظمة، واستئناف تشغيل عدد من الخطوط الجوية التى توقفت خلال جائحة كورونا، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة للنقل الجوى عبر تدشين خطوط طيران مباشرة إلى وجهات عالمية متنوعة، ما يعزز من دور الشركة فى دعم حركة السياحة والربط بين مصر ومحيطها الإقليمى والدولى. وفى إطار خطة تحديث الأسطول، نجحت الشركة فى ضم عدد من الطائرات الحديثة التى تواكب أحدث ما توصلت إليه صناعة النقل الجوى، حيث شملت القائمة انضمام 9 طائرات من طراز بوينج B737-800، و12 طائرة من طراز إيرباص A220-300، إلى جانب 6 طائرات من طراز بوينج دريملاينر B787، و8 طائرات من طراز إيرباص A320Neo.