رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ماذا لو استمر حكم الجماعة لمصر؟.. أحمد النبوى يكشف "السيناريوهات السوداء"


3-7-2025 | 19:49

.

طباعة
بقلـم: أحمد النبوى

الثالث من يوليو عام 2013 ليس مجرد تاريخ لصفحة جديدة فى تاريخ مصر، فعلينا أن نفكر بمنظور مختلف، ونطرح تساؤلاً: ماذا كان سيحدث لو لم ينحَز الجيش إلى مصر والشعب المصرى فى الثالث من يوليو؟ ما مصير ثورة الشعب فى 30 يونيو؟ وما الوضع لو استمر حكم الجماعة لمصر؟

سيناريوهات كثيرة لا يمكن للعقل أن يتخيلها، ولكن طبقا لعام حكم الجماعة لمصر، وما شاهدناه من أحداث وقرارات خلالها -نستطيع أن نستنبط بعض السيناريوهات السوداء.

 

أولها اغتيال عدد كبير من النشطاء والمعارضين والإعلاميين، بالإضافة إلى حملات من الاعتقالات للعدد الباقى الذين شاركوا فى 30 يونيو، والدليل على ذلك ما شاهدناه جميعا فى «أحداث الاتحادية» فى ديسمبر 2012، عندما حدثت مظاهرات شعبية ضد الإعلان الدستورى الذى صدر فى نوفمبر من نفس العام، والذى منح الرئيس نفسه سلطات مطلقة، بالإضافة إلى إقالة النائب العام بالمخالفة للقانون، وكان رد الجماعة على المتظاهرين بالقتل والتعذيب والاعتداء على أى شخص بالقرب من المنطقة، وإن كنت عزيزى القارئ قد نسيت هذه المشاهد، فكل ما عليك هو مراجعة الفيديوهات الموثقة التى لن تختفى وإن كانت أغلب هذه المشاهد ما زالت محفورة فى وجدانى؛ نظرا لاستشهاد الصديق الغالى الصحفى الحسينى أبوضيف رحمه الله فى أحداث الاتحادية، وهو نفس الأمر الذى تكرر فى اعتداء أعضاء الجماعة الإرهابية على المتظاهرين أمام مقر الجماعة بالمقطم فى مارس 2013، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وغيرها الكثير من مظاهر ممارسة الإرهاب والعنف ضد الشعب المصرى.

ولم يقف الأمر عند منهج العنف الذى اعتادت عليه الجماعة منذ أسستها المخابرات الإنجليزية أو تبعيتها بعد ذلك كورقة ضغط فى يد أمريكا تستخدمها ضد مصر طوال الوقت، بل وصل الأمر إلى تدخل مرسى فى عمل النيابة العامة، عندما حاول الضغط على النيابة العامة بحبس 137 متظاهرا فى «أحداث الاتحادية» اللذين تم القبض عليهم من قِبل أنصار الجماعة، وتم تعذيبهم وتسليمهم بعد ذلك للشرطة، ولكن النيابة العامة رفضت أى تدخل فى عملها، حتى لو كان من رئيس الجمهورية، وكان قرار النيابة برئاسة المستشار إبراهيم صالح بإخلاء سبيلهم؛ لأن التحقيقات أثبتت أنهم مجنى عليهم من أنصار الجماعة، وهنا عزيزى القارئ نستطيع أن نقول إن الجيش إن لم ينحَز إلى مصر والشعب لكنا سنفقد استقلال القضاء، وليس مستبعدا أن نجد عددا كبيرا من المستشارين قد خرجوا على المعاش أو تم نقلهم لوظائف مدنية فى الوزارات المختلفة، ويصبح إصدار الأحكام فى القضايا المختلفة من مكتب الإرشاد، وفى ذلك الوقت لن يكون عجيبا أن ترى وزير داخلية مدنيا من أعضاء الجماعة، ولمَ لا؟، واحتفال نصر أكتوبر المجيد فى عهد الجماعة فى استاد القاهرة شهد تصدر الإرهابيين، قتلة الرئيس السادات، الصفوف الأولى، فى تحدٍّ سافر لكل مشاعر المصريين، بالإضافة إلى مشاهد مظاهرات فى وزارة الداخلية التى كانت تقودها الجماعة لإطلاق اللحية بين أمناء الشرطة والضباط، رغم معارضتها للقانون، التى قد يعتبرها البعض أنها ليست لها أهمية تُذكر، ولكنها كانت خطوة من خطوات الجماعة لأخونة الدولة بأكملها وفرض سيطرتها على كل الأجهزة السيادية.

ونستطيع أن نقول إنه فى حالة استمرار حكم الجماعة لأصبحنا نموذجا جديدا لإيران بالمنطقة ولكن بالشكل السنى، بكل ما تحمله التجربة من مساوئ وقمع للحريات وإرهاب للمواطنين واضطهاد للأقباط وطمس الهوية المصرية وإخماد كل القوى الناعمة بمنطق الحرام من خلال التستر بعباءة الدين، ولا مانع من تحطيم آثار قدماء المصريين أو دهنها بالشمع أو تأجيرها للغير، وهذا ليس كلاما عبثيا، لكنها حقائق حدثت خلال عام حكم الجماعة، أو التخلى عن الأرض كما كان يريد أن يفعل بمنح سيناء كوطن جديد لأهالى غزة، وهو الأمر الذى كشف عنه ورفضه الرئيس الفلسطينى محمود عباس بنفسه، ولم يكن مستبعدا أن يترك حلايب للسودان نظرا للعلاقة الوثيقة بين نظام عمر البشير السابق والجماعة، بالإضافة إلى الحديث الذى أثار الجدل حول قناة السويس خلال عام حكمهم.. سيناريوهات مرعبة حقا، ويكفى أن لا تكون تابعا للجماعة فيُستباح دمك .

الثالث من يوليو، وتصدر الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فى ذلك الوقت، اجتماع القوة الوطنية، كان تأييدا لثورة الشعب المصرى، ولإعادة مصر للمصريين، وتأكيد الدور الوطنى الذى تقوم به القوات المسلحة على مدار تاريخها. فالجيش المصرى من أبناء المصريين جزء من نسيج الوطن أقسم على حماية الوطن، ودور الجيش هنا ليس الحماية فقط من أى عدو خارجى، ولكن ضد كل ما يهدد أمن واستقرار الوطن، مثلما حدث من ثورة الضباط الأحرار فى عام 1952، تلك الثورة التى أيّدها الشعب المصرى، ولا أحد يستطيع أن ينسى الدور الكبير الذى قام به الجيش المصرى للحفاظ على الوطن بعد ثورة يناير، والعبور بمصر فى فترة صعبة بقيادة المشير طنطاوى للمجلس العسكرى، ليأتى بعدها بعام الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليستكمل عقيدة الجيش المصرى للانحياز للشعب المصرى وللوطن، وليؤكد للجميع أن الجيش جزء من الشعب، وأن مصر، شعبها وجيشها، ومع مرور السنوات تكتشف أن الثالث من يوليو أعاد مصر للمصريين وأنه أحبط مخططا كبيرا ضد المنطقة العربية بأكملها، ورغم مواصلة المخطط فى محاولاته لاستهداف مصر بأشكال مختلفة، فإن الرئيس السيسى كمواطن مصرى استطاع أن يعيد مصر للمصريين، وعمل على بناء الجمهورية الجديدة التى شملت عدة محاور؛ أهمها الاهتمام بالمواطن سواء داخل الوطن أو خارجه، والعمل على تقديم أفضل الخدمات له وتوفير حياة كريمة، ليس بالشعارات ولكن بالمشروعات التى يتم افتتاحها، وليس بوضع حجر الإنشاء، وفى نفس التوقيت كان يحارب الإرهاب بالفكر ويقضى على الإرهابيين بالسلاح، كما عمل على إعادة مكانة مصر عربيا ودوليا كدولة محورية ليست تابعة لأحد ولكن لاعب أساسى فى المنطقة، واستطاع رغم كل المعوقات والأزمات الاقتصادية أن يحفظ الاستقرار للوطن فى منطقة مشتعلة على جميع الحدود، وعلينا جميعا أن نحمد الله على نعمة الجيش المصرى.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة