بداية ما الذى جذبك للمشاركة فى «المشروع إكس»؟
الورق دائمًا هو البطل الأول لأى مشروع، عندما قرأت السيناريو لأول مرة، وجدت به مغامرة فكرية وبصرية غير مسبوقة، بل رأيت أن الفيلم يمزج بين التاريخ والخيال العلمى والأكشن، ويطرح نظرية مثيرة عن بناء الأهرامات، من خلال شخصية عالم المصريات يوسف الجمال التى جسدتها كانت بالنسبة لى بابًا جديدًا للتعبير عن مزيج من العقل والاندفاع، فأنا أحببت ذلك التوازن المختلف.
من وجهة نظرك ما الاختلاف الذى يميز الفيلم عن غيره؟
ما يُميز الفيلم عن غيره هو أنه لا يراهن على نجم واحد أو تقنية بعينها، بل على مشروع سينمائى متكامل، حيث تم استخدام تقنيات تصوير حديثة مثل IMAX و4DX، وذهبنا لمواقع تصوير حقيقية فى أكثر من خمس دول، وأرى أيضًا أن الاختلاف فى هذا الفيلم أنه يتحدث بلغة عالمية لكنه ينطلق من أرض مصر.
كيف كانت استعداداتك لتحضير الشخصية لتظهر بهذا الشكل؟
التحضير استغرق أشهر حيث قمت بعمل تدريبات رياضية بشكل مكثف، كما أننى تعلمت الغوص، وكان على أداء مشاهد تحت الماء بدون أكسجين لفترات طويلة، بالإضافة الى الجانب النفسى الذى تطلب قراءة ومتابعة لعلم المصريات وفى نظريات تاريخية معقدة، لأن شخصية يوسف الجمال ليست شخصية مغامر تقليدي، بل رجل علم يدفعه الشك لاكتشاف الحقيقة.
ما المشهد فى الفيلم الذى يمكن أن تقول عنه «المشهد الأصعب» خلال تصويره؟
من أصعب المشاهد كان تصوير مشهد فى كهف مائى مغلق، تطلب أن أبقى تحت الماء أكثر من دقيقة دون أكسجين، بينما يتم التصوير من زوايا متعددة، لذلك شعرت وقتها أنى أغامر بحياتي، لكن المخرج بيتر ميمى كان يتابع كل تفصيلة بدقة، وكان هناك فريق محترف جدًا للحفاظ على سلامة العاملين بالفيلم.
الفيلم تم تصويره فى مواقع حقيقية داخل وخارج مصر.. هل كانت هناك صعوبة فى التنقل للتصوير فى مواقع مختلفة؟
تعدد المواقع فى التصوير يُضيف مصداقية، وعندما تصور فى كهوف حقيقية أو وسط أدغال فى أمريكا اللاتينية، تجد أن المشهد يفرض نفسه عليك كممثل، لأن الشعور بالخطر ليس تمثيلاً فقط، و كنا نصور فى أماكن منعزلة، وأحيانًا فى ظروف جوية قاسية، لكن النتيجة تستحق.
إلى أى مدى تعتبر هذا «المشروع إكس» خطوة نحو سينما مصرية تنافس عالميًا؟
أعتقد أن التطور هو التوجه الطبيعى لصناعة السينما، لأنه لا يمكن أن نظل فى نفس الإطار القديم، بالإضافة إلى أن جمهور اليوم يشاهد المنصات الرقمية وأفلام هوليود، ونحن كمبدعين علينا تقديم أعمال بمستوى تقنى وفنى جيد لكن بروح مصرية.
هذه ليست المرة الأولى التى تتعاون فيها مع المخرج بيتر ميمى.. كيف كانت أجواء الكواليس خاصة فى تعاونكم مع ياسمين صبرى لأول مرة؟
ياسمين قدمت دورها بشكل متميز، وبما أن هذا أول تعاون بيننا، فوجئت بمدى جديتها واحترامها للعمل، حيث كانت إضافة مهمة للعمل، أما عن بيتر ميمى فهو ليس فقط مخرجًا أعمل معه، بل أصبح صديقًا وشريك رؤية، حيث إننا نحن نفكر بطريقة متشابهة، ونحاول معًا أن نرفع سقف التوقعات فى كل مشروع فنى نتعاون فيه، فنحن قدمنا سويًا «الاختيار» و «بيت الروبى» وأخيرًا «المشروع إكس”.
كان قد أُشيع أن بعض المشاهد تم حذفها.. ما حقيقة هذا الكلام؟
مشهد واحد تم حذفه وكان يجمع بينى وبين ماجد الكدوانى ويدور حول الفلسفة فى التاريخ والدين، بل به رسالة تهدف إلى إيصال صورة ومعنى الإيمان الحقيقى، وكنت أراه من أقوى مشاهد الفيلم، لكن تم حذفه من أجل إيقاع الفيلم والسياق الطبيعي، وأنا أحترم رؤية المخرج بالطبع .
تجربة «المشروع إكس» تجربة مختلفة.. لكن كيف تعاملت معها نفسيًا؟
تعاملت معها نفسيًا عن طريق القراءة، حيث كان لا بد على أن أستوعب أننى بصدد عمل يُعرض على جمهور واسع يتابع السينما العالمية، لذلك لم يكن مقبولًا أن أقدّم أداءً نمطيًا، لذلك قرأت كثيرًا عن علم المصريات، ودخلت فى حالة من العزلة النفسية أثناء التصوير، ويوسف الجمال كان يتطلب عقلية مشككة وحائرة، وهذا ما حاولت أن أجسده.
بعيدًا عن «المشروع إكس» هل شعرت يومًا بالندم على عمل فنى شاركت فيه؟
لا أحب كلمة ندم، فهناك أعمال كانت أقل من توقعاتى، لكن أرى أن كل تجربة علّمتنى شيئًا، حتى الأفلام التى لم تحقق النجاح التجارى المتوقع بالنسبة لى، كانت لى فيها دروس.
تعددت الشخصيات التى قدمتها ولم تعتد تقديم قالب واحد.. ما الشخصية الأقرب إلى قلبك؟
الشخصية الأقرب إلى قلبى شخصية «يحيى» فى «الفيل الأزرق» وهى الشخصية متعددة الأبعاد، حيث تطلبت منى غوصًا فى النفس البشرية، وأرى أنها كانت تجربة مغايرة، والجمهور أحب الشخصية.
كيف ترى المنافسة الحالية فى السينما؟
أرى أنها منافسة صحية جدًا، بل أحب أن أتابع أعمال زملائى وأتعلم منها، والمنافسة تحفزنى دائماً على تقديم الأفضل، وفى الحقيقة أتمنى تقديم شخصيات وطنية وتاريخية تترك أثرًا.
بمناسبة الشخصيات الوطنية، حدثنا عن تجربة «الاختيار» وتأثيرها على مسيرتك؟
«الاختيار» كان علامة فارقة، بل كنت سعيدًا أننى عبرت عن قضايا وطنية بروح درامية، بل وأرى اننى تركت عملاً سيعيش سنوات وسنوات، فكلنا راحلون ولن يبقى إلا الأثر، وأرى أن مسلسل «الاختيار» لم يكن مجرد عمل درامى، بل كنت أشعر بمسئولية ثقيلة تجاه كل كلمة وكل مشهد، وهذا المسلسل غيّرنى من الداخل، حيث إننى لا أنسى لحظة قراءة مشهد استشهاد المنسى، وحتى الآن عندما أتذكر المشهد فى الجزء الأول أرتجف وأدعو الله أن يحفظ بلادنا .
هل تضع معايير عند اختيار الشخصيات التى تجسدها؟
بلا شك، الورق هو البداية، إذا لم أشعر بالدهشة أو التحدى عند القراءة، أعتذر من البداية، بل وأبحث دائمًا عن الشخصيات المركبة، التى تحمل أبعادًا نفسية وإنسانية، ولا أبحث عن البطولة المجردة ومثل ما ذكرت لك أنا أبحث عن الأثر الذى أرغب فى تركه بعد رحيلى.
كيف تستطيع إرضاء جمهور التكنولوجيا الحالى.. وهل ترى أن التذوق الفنى لدى الجمهور تغير؟
أرى أن الجمهور اليوم أكثر وعيًا مما نتخيل، لم يعد يقبل بالأعمال السهلة أو المجانية، بل إن هناك تطورًا فى مستوى التلقى، ويقابله حتمًا مسئولية فى صناعة المحتوى، لذلك أحببت أن أكون جزءًا من عمل لا يخاطب العين فقط، بل يحرك الفكر أيضًا.
ما الفرق بين العمل فى السينما والعمل فى الدراما التلفزيونية؟
الفن الهادف لا يتجزأ فى كل الأحوال سواء سينما أو تلفزيونًا أو مسرحًا، ولكن السينما هى معشوقتى الأولى، بالرغم من أنها تحتاج لصبر وتمويل وجرأة فى التجربة، أما الدراما التلفزيونية فهى تمتاز بسرعة الانتشار، والتفاعل اليومى مع الجمهور، لكنها لا تعطيك نفس المتعة السينمائية ورؤية ردود الأفعال السريعة عقب انتهاء العمل مثل السينما.
«الملهم».. من الفنان الذى يمكن أن تمحنه هذه الصفة؟
اعتبر الفنان أحمد زكى قدوتى بالطبع وملهمًا بالنسبة لى دون نقاش، لأنه كان ممثلًا استثنائيًا يذوب فى الشخصية، و كنت أتابع تفاصيله بشغف وحب، حتى حركات يديه ونظراته، حيث تعلمت منه أن الصدق لا يُمثل.
متى شعرت أنك أصبحت نجم شباك وتستطيع التحكم فى اختيار أعمالك؟
منذ البداية أتحكم فى اختيار أعمالى ولدى رؤية وأهتم دائمًا بالورق، وبالرغم منه أنه ربما يكون فيلمًا واحدًا من الناس بداية مرحلة نضوج حقيقى فى مشوارى إلا أننى ارى أن النجاح تراكمى ولا يوجد فى حياتى لحظة تحول واحدة .
كيف تتعامل مع السوشيال ميديا ومع الضغوط النفسية التى تأتى مع الشهرة؟
العائلة هى ملاذى الدائم، ولهم الأولوية دائمًا فى حياتى وبفضل الله زوجتى وأولادى يدركون كيف يخرجوننى من أى ضغط نفسى، وكما أننى أبتعد تمامًا عن السوشيال ميديا، لأننى أُفضل أن أعيش حياة طبيعية وواقعية وليست افتراضية .
ما أحلامك القادمة والشخصية التى تتمنى تقديمها وما هى الشخصية التى ترفض تقديمها؟
بالنسبة لأحلامى فأنا درست الإخراج وأحب الإخراج ولدى مشروع مؤجل أعمل عليه بهدوء كمخرج وليس ممثل، وبالرغم من الإخراج مسئولية ضخمة ولا يمكن الدخول فيها بلا استعداد كامل إلا أننى أنتظر أن أقوم بإخراج عمل فنى هادف، وأتمنى مثل ما ذكرت أن أقدم شخصيات وطنية وتاريخية تعيش للأبد، وأرفض أى دور يسيء للإنسان أو يقلل من قيمة أى قضية إنسانية، وذلك لأننى مؤمن أن الفن له رسالة، حتى إن كانت فى قالب ترفيهى ولكن فى النهاية نستطيع إيصال رسالة توعوية عن طريقه اسرع من وسائل إعلامية أخرى .