ويمثل البوكليت تطورًا كيفيًا فى المنظومة التعليمية، حيث سيتيح للطلاب التدريب على الأسئلة والتقييمات بشكل أفضل، وسيقلل من رهبة أداء الامتحانات.
فى البداية، يقول الدكتور محمد خليل موسى، استشارى تعليمى، ومدرب طرق التدريس الجامعى، أن الوزير محمد عبداللطيف يسعى إلى تطوير المناهج فى مصر، وجعلها أشبه بالثانوية البريطانية القائمة على التحليل والتفكير والفهم، وليس الصم والحفظ؛ لذلك سافر إلى المملكة المتحدة، وتعاقد مع جامعة كامبريدج الشهيرة، بغرض تطوير المناهج وطرق التعليم، على أن تطبق هذه المناهج بمرحلة الـ«كى جى» والمرحلة الابتدائية حتى الآن، كونها المراحل التأسيسية، بمعنى أوضح أن المنهج الجديد يسمى «جلوبال»، وتعاقدت على أساسة الوزارة مع جامعة كامبريدج، وقامت بشراء ملايين النسخ من هذا الكتاب، القائم على التفاعل.
وأشار إلى أن هناك تطبيقات للمنهج الجديد على الموبايل، ومن خلاله يستطيع الطالب أن يؤدى كافة واجباته، فهى أنظمة جديدة كليًا، لم تشهدها المدارس المصرية، وهذه هى رؤية 2030، التى تؤكد أهمية إعداد الطلاب لسوق العمل داخل البلاد وخارجها. ومن أهم متطلبات هذا السوق، إتقان اللغات الأجنبية، ومنها الإنجليزية والألمانية والفرنسية والصينية، وعملًا بهذا المبدأ، توجه وزير التعليم إلى بريطانيا للاتفاق مع جامعة كامبريدج على إعداد مجموعة جديدة من المناهج والاختبارات للارتقاء بمستوى اللغة الإنجليزية لدى طلاب المدارس بمستوى جديد، يليق بمكانة مصر، وبالتالى فإن هذا المنهج الجديد يتطلب بذل جهد أكبر، والعمل على الارتقاء بمستوى أبنائنا، وضرورة المتابعة، وعدم الهلع، والسعى، واللجوء، إلى الدروس الخصوصية.
«لا داعى لقلق المعلمين والطلاب»، هذا ما بدأ به محمد الغمرى، خبير التنمية المهنية للمعلمين ومحاضر طرق التدريس اللغة الإنجليزية، حول تغييرات المناهج الجديدة، حيث قال إنه وحتى الآن لم يصدر أى بيانات رسمية من الوزارة المختصة، تشير إلى تفاصيل هذه التغييرات، وبالتالى أرجح أن ما يحدث حاليًّا هو إعادة تقييم المناهج الموجودة بالفعل من حيث تحقيقها لنواتج التعلم ورؤية مصر 2030، وتلك المراجعات تتم كل ثلاث إلى خمس سنوات يشكل دوري، وتخضع للتقييم العلمى من قِبل خبراء الوزارة فى المناهج والتقييم التربوى، فضلًا عن أن التغييرات المتلاحقة فى التعليم وأساليبه التكنولوجية المستحدثة تحتم استمرار عمليات التطوير.
أما بالنسبة للبوكليت التعليمى كما أشار «الغمرى»، فهو فكرة تهدف لتحقيق أكثر من هدف، أولها إعداد الطلاب لعمل التقييمات والمهام الدراسية بشكل أفضل عما كان عليه فى العام الدراسى الحالي، وأيضًا رفع العبء المادى عن أولياء الأمور فيما يتعلق بشراء الكتب الخارجية، متوقعًا أنه سيتم الانتهاء من كل المراحل السابق ذكرها قبل شهر سبتمبر المقبل، لبدء عام دراسى جديد بشكل مستقر.
ويعتبر مقترح البوكليت التعليمى، كما أوضح الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوي، أحد التطورات الإيجابية فى العملية التعليمية، الذى قررت الوزارة تطبيقه من العام الجديد على مختلف صفوف النقل فى كافة المراحل الدراسية، والبوكليت التعليمى هو عبارة عن كتيب يحتوى على كافة الأسئلة والتدريبات والتقييمات الخاصة بكل مادة دراسية، بحيث يتضمن أسئلة وتدريبات خاصة بكل درس داخل المادة، ويمكن تضمين فى نهايته نماذج امتحانية مختلفة لتدريب الطالب عليها، ولا شك أن هذه الفكرة تمثل تطورا كيفيا فى المنظومة التعليمية، خاصة أن البوكليت التعليمى يحقق العديد من الفوائد تتجلى فى تنوع الأسئلة بداخله، ما بين مقالية وموضوعية، مما يتيح للطالب التدريب عليها بكفاءة..
وأتم الدكتور تامر شوقى، حديثه، مؤكدًا أن الطلاب يلجأون إلى الكتب الخارجية بسبب ثرائها بالأسئلة والتدريبات المتنوعة والامتحانات فى ضوء خلو و«شحّ» الكتب المدرسية منها، كما يلجأ معلمو الدروس الخصوصية إلى جذب الطلاب للدروس الخصوصية من خلال إغرائهم بوجود ملازم ومذكرات للأسئلة والتدريبات، غير أن الفرق الأساسى بين البوكليت التعليمى الذى ستتيحه الوزارة والكتب الخارجية ومذكرات معلمى الدروس الخصوصية -هى جودة أسئلة البوكليت ومراعاتها الشروط العلمية المختلفة، فضلا عن قياسها مختلف المستويات المعرفية، بينما الأسئلة من المصادر الخارجية، كثيرا ما تكون مملوءة بالأخطاء، ولا تراعى شروط الصياغة العلمية الصحيحة، وقد تحوى إجابات خاطئة.