«الجرى خلف التريند».. جملة من الممكن أن تزيح الستار عن جزء كبير من المقطع المثير للجدل الذى تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الماضية، والذى خرج أصحابه للتشكيك فى جودة العسل المصري، وادعاء احتوائه على نسب غير طبيعية من السكروز، وهو ما أثار حفيظة المصريين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، ليعود الحديث مجددًا حول جودة منتجنا الوطني.
وعلى خلفية ما خلفه هذا الفيديو المسيء، من جلل وتساؤلات وشكوك لدى الرأى العام، تحدثت «المصوّر» مع الدكتور فتحى البحيرى، رئيس اتحاد النحالين العرب، لشرح الحقائق والرد على الشائعات التى تهدد أحد أبرز المنتجات الغذائية فى مصر.
فى البداية، أوضح «د. فتحى»، أن «ما تم تداوله بشأن احتواء العسل المصرى على 10 فى المائة من السكروز لا يعد أمرًا مقلقًا، بل إنه ضمن المعدلات العالمية المسموح بها، التى تتراوح بين 5 فى المائة إلى 15 فى المائة»، مؤكدًا أن هذه النسبة لا تعنى إطلاقًا أن العسل مغشوش أو منخفض الجودة، بل تندرج ضمن معايير السلامة والجودة المعتمدة دوليًا.
«البحيرى»، أشار إلى أن «مصر تمتلك أكثر من 2 مليون خلية نحل، ويبلغ حجم إنتاج العسل الطبيعى سنويًا ما بين 15 إلى 20 ألف طن، ويتم تصدير ما يقارب 2500 إلى 3000 طن منها إلى عدة دول، أبرزها الدول العربية، وشرق آسيا، والولايات المتحدة الأمريكية».
وأضاف: أن هذه الأرقام تعكس مكانة العسل المصرى فى الأسواق العالمية، كما تثبت أن مصر تحقق اكتفاءً ذاتيًا يسمح لها بالتصدير دون التأثير على السوق المحلي، مع الأخذ فى الاعتبار أن العسل المصرى ينجح فى اجتياز جميع اختبارات الجودة العالمية، مضيفًا أن العسل الطبيعى يتميز برائحة فاكهية، وأن قوامه يتأثر بنسبة الرطوبة ودرجات الحرارة، والتى تتراوح بين 16 إلى 21 درجة مئوية للحفاظ على خصائصه المثالية.
وحذر رئيس اتحاد النحالين العرب من خطورة تداول الشائعات دون أساس علمي، مشددًا على أن هذه التصرفات تضر باقتصاد يدر على مصر نحو 300 مليون دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن حجم الاستهلاك المحلى من العسل فى الغذاء وصناعة الأدوية يبلغ نحو 17 ألف طن سنويًا مما يعكس أهمية هذا القطاع ضمن الأمن الغذائى المصرى.
كما أكد أن الجهات المعنية بدأت بالفعل باتخاذ إجراءات قانونية ضد من نشروا الفيديو، محذرًا على أن مَن يثير البلبلة بمعلومات غير دقيقة يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
ودعا «د. فتحى» المواطنين إلى شراء العسل من المنافذ المعتمدة والخاضعة للهيئات الرقابية، مثل: وزارة الصحة، وزارة الزراعة، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، لضمان الحصول على منتج طبيعى وآمن.
كما شدد الدكتور فتحى البحيرى على أن التصدى للشائعات واجب وطني، وأن الحفاظ على سمعة العسل المصرى مسئولية مشتركة بين المنتجين والإعلام والمواطنين، مؤكدًا أن الحقائق العلمية وحدها هى ما يجب أن يُبنى عليه الرأى العام، وليس المقاطع المضللة.
