رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«الإيكونوميست» تشــــــويـــه بـ«فلوس»

5-6-2025 | 16:19
طباعة

أكاذيب مجلة «الإيكونوميست» البريطانية ضد الدولة المصرية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى سجل سقطاتها المهنية والأخلاقية، لأنها صاحبة غرض بعيدًا عن شغل الصحافة أو عمل الميديا، والغرض مرض كما يقولون، فهى تسير فى ركب المصلحة الخاصة منذ 2012، لفتح منافذ التمويل على مصراعيها، ولا مانع لدى إدارات تحريرها لتبنى أجندة من يدفع أكثر لتسويد صفحاتها بالمقالات المدفوعة والتحليلات المصنوعة طالما «نهر الأموال» يجرى، والحسابات البنكية تتزايد أرقامها، ويحدث هذا على مستويين، الأول هو إرضاء جماعات الضغط الصهيونى وحلفائها من الساسة الغربيين الذين يعملون مع سبق الإصرار والترصد على تغيير خريطة الشرق الأوسط لصالح دولة الاحتلال، وهم يعلمون علم اليقين أن القاهرة هى الصخرة الكبرى فى طريق هذا المخطط الخبيث، وبالتالى هم مستعدون للمبالغة فى فاتورة النفقات لتشويه دورها، ووضعها فى موقف المدافع عن نفسها وليس الحامى للمنطقة وأمنها، أما المستوى الثانى فيمثله التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها، ومن المعلوم بالضرورة، أنهم يقفون بالمرصاد، وينسجون الشائعات، ويدفعون المليارات لإسقاط مصر انتقامًا من الجمهورية الجديدة التى ضربت حلم الخلافة المزعوم فى مقتل، وقضت على ظهيرهم الشعبى إلى الأبد.

 
 
 
 

ولا أبالغ عندما أقول إن نجاحات دولة 30 يونيو فى مختلف المجالات، وقدرتها على مجابهة كل التحديات، أصابت الحاقدين عليها بانفلات الأعصاب والتجاوز فى الإساءة ضدها، سواء من القوى الدولية الراغبة فى تفتيت الشرق الأوسط لصالح تل أبيب أو أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج، لأن كهنة الطرفين، فكروا ودبروا وخططوا لتنفيذ مؤامرة إفشال المصريين بكل الحيل، ومختلف السبل لكنهم هم من تجرعوا كأس الحسرة والندامة فى ظل ثقة الشعب بقيادته السياسية ومؤسساته الوطنية، والوقوف فى ظهرها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، ورهان حاسم على قدرة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قيادة البلاد بالحكمة والاتزان مع خوض معركة التعمير والتنمية فى جميع القطاعات وبمعدلات غير مسبوقة، ولم تمنعنا الصعوبات من تحقيق الإنجازات، ولم تقطع الضغوط الاقتصادية طريقنا للبناء، مع الحفاظ على محددات الأمن القومى على كل الجبهات وجميع الاتجاهات، وفى نفس الوقت التمسك بالثوابت المصرية عبر التاريخ، وإثبات الحضور القوى والفعال فى كل القضايا وعلى رأسها قضية العرب الأولى وهى القضية الفلسطينية، بالوقائع الموثقة بالصوت والصورة والفيديو.

والدولة المصرية قيادة وشعبا لم تهادن، ولم تساوم ولم تتردد فى حماية حقوق الفلسطينيين، والتصدى لمخطط التهجير الذى تم تمريره فى عواصم عدة شرقًا وغربًا، ووافقت عليه قوى كبرى تتقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول شرق أوسطية وعربية، وبالتالى كانت مؤامرة التشويه المدفوعة حاضرة ضد القاهرة على صفحات «الإيكونوميست»، وأظن ـ وليس كل الظن إثماً ـ أن أخواتها من الجارديان إلى الواشنطن بوست وهيرالد تريبون وحتى نيويورك تايمز، سيعيدون الكرة الحاقدة من جديد، فهم سواء فى العداء طالما مصر وشعبها وقائدها ضد تصفية القضية الفلسطينية، والثبات على مبدأ «سيناء خط أحمر»، ويمكن معرفة المزيد بالبحث فى جوجل عن الصحف التى تهاجم مصر بعد رفض «التهجير»، أما الأذرع الإعلامية الإخوانية فهى ساقطة فى «وحل العمالة» وأدران العداء للوطن، والأمر ظاهر للعيان ولا يحتاج لبرهان، وهم على درب الكيد للمصريين سائرون لا يفترون، ودائما يُضبطون متلبسين بالترويج لمكائد الإضرار بالمصلحة العليا للبلاد، خيب الله مسعاهم.

وهناك تاريخ طويل من سقطات «الإيكونوميست» وأخواتها من الصحف والقنوات الغربية بهدف الإساءة إلى الدولة المصرية خصوصًا بعد ثورة 30 يونيو العظيمة، لأن المصريين أفسدوا مؤامرة الفوضى الخلاقة فى دول المنطقة كما كانت تخطط إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما، بدعم تنظيم الإخوان فى السر والعلن كما هو معلوم ومشهود، مع وأد مخطط الأخونة الذى كان يجرى إعداده لضرب الهوية الوطنية، وتحويل مصر إلى دولة تابعة تأتمر بأمر قادة الدول الغربية وعلى رأسهم الأمريكان حلفاء الكيان، ولا طاقة لها على الوقوف فى وجه السيناريوهات المرسومة للسيطرة على مقدرات الشعوب، وتسليم مفتاح القرار بالمنطقة لتل أبيب لتفعل ما يحلو لها، وتضع على خريطة الشرق الأوسط ما تريد من معالم، وتحذف ما تريد من تضاريس، والوسيلة السهلة هى تفخيخ الدول من الداخل بالثورات والصراعات الداخلية أو حروب بالوكالة، ولكن سفنهم الشريرة جاءتها رياح الغضب المصرى بما لاتشتهى، فشتّتت بضاعتهم الفاسدة، وفرقت نياتهم الخبيثة، وفضحت دسائسهم القذرة، وزاد من غيظ قلوب حلفاء الصهيونية أن مصر نفضت الغبار سريعًا عن ثوبها، وأسرعت فى معركة التنمية مع محاربة الإرهاب الأسود.

وهنا اعتبر الكارهون لمسار القاهرة فى البناء ووحدة الصف الوطنى أن القضية حياة أو موت، فتوالت حلقات الحصار، تارة من بوابة الاقتصاد، وتارة من جبهة العلاقات الخارجية، وتارة من مدخل الميديا ومواقع التواصل الاجتماعى كما تفعل على مدى أكثر من 13 عامًا مجلة الإيكونوميست، وعلى سبيل المثال لا الحصر، زعمت بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين أن مصر لم تشهد هذا الانقسام المجتمعى منذ إعلان الجمهورية فى 1953، رغم خروج أكثر من 30 مليون مواطن لإسقاط حكم المرشد، وفى أغسطس 2016 خرجت على العالم بغلاف حقير يقطر حقدًا على الاقتصاد الوطنى وهو «خراب مصر»، وإذا عُرف السبب بطل العجب كما يقول المثل الشعبى، أن ذلك حدث خلال مشاورات الحكومة مع صندوق النقد الدولى للحصول على قرض يساهم فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، وتجردت «الإيكونوميست» من كل معايير الحيادية والمهنية، وتعامت عن رؤية ما يحدث من معجزة التنمية بطول وعرض البلاد، وبشهادة منظمات أممية ودولية، لكن الأمر مقصود ومفهوم من أجل تشويه مصر لمن يدفع من الأجهزة الاستخباراتية والمنظمات الصهيونية والتنظيم الدولى للإخوان، وفى نفس العام، حاولت أيضًا تلك المجلة غير المهنية إثارة الفتنة الطائفية بعد التفجير الذى استهدف الكاتدرائية المرقسية فى العباسية بمانشيت مغرض وهو «حياة المسيحيين فى مصر.. خطوة إلى الأمام وخطوتان للوراء»، ولم تتجرأ على الحديث حول تورط الجماعة الإرهابية فى هذه الجريمة البشعة.

وعلى نفس المنوال، تكرر هذا العبث والتخريب من تلك الصحيفة فى يونيو 2023، عندما نشرت تقريرًا على موقعها الإلكترونى تضمن حفنة من المغالطات والأكاذيب عن الأوضاع فى مصر مما جعل الهيئة العامة للاستعلامات تستدعى مراسلها المتمرس فى التحريف وتزييف الحقائق، وتسلمه خطاب احتجاج عما ورد فى التقرير، ولقنت إدارة تحريرها درسًا فى أصول الإعلام عندما طالبت المجلة بالتحلى بالموضوعية والحياد، واحترام قواعد مهنة الصحافة عند تناولها لشئون مصر، والعودة إلى الجهات المعنية لأخذ كل الآراء ووجهات النظر فى الاعتبار، كما تقضى بذلك ضوابط وأخلاقيات العمل الصحفى والإعلامى، وهذا غيض من فيض من التشويه المتعمد لـ«الإكونوميست» لصورة مصر على كافة المستويات، ورغم فشلها الذريع كل مرة، نجدها تعود للافتراء من جديد طالما هناك من يمول الحملات، ويشترى الصفحات.

وكما يقولون «الخطاب بيبان من عنوانه»، فإننى أقول قياسًا على تلك المقولة المأثورة «المانشيت يفضح الصحيفة»، فهذا التحليل الأخير الذى يستهدف الإساءة إلى الدور المصرى فى المنطقة وعنوانه «الخاسرون فى الشرق الأوسط الجديد» يؤكد أن كاتبه مغرض وجاهل فى نفس الوقت، فهذا المسمى القمىء المصنوع فى دهاليز أجهزة الدول الغربية وجماعات الضغط الصهيونى، مرفوض جملة وتفصيلاً لدينا ولدى كل الشرفاء فى المنطقة، ولن يقبل به إلا أعوان دولة الاحتلال التى تريد أن تعربد على راحتها فيه، والخطوة الأولى هى تصفية القضية الفلسطينية ثم الاستسلام للرغبة الغربية الأمريكية التى هى شهية إسرائيلية بحتة، ومصر دولة كبيرة، تعلو على أية سيناريوهات نظرية أو تقديرات بحثية، بل إنها دائما أصل المعادلة فى الإقليم كله وليس المنطقة فقط، وهذا ليس من قبيل حقائق التاريخ المؤكدة، ووقائع الجغرافيا الثابتة، ولكن بمقاييس هذا العصر، ومتطلبات هذا الزمن بعيدًا عن محاولات البحث عن دور أو الشو الإعلامى أو التصريحات العنترية أمام الشاشات فقط، فقد حرصالرئيس السيسى على قوة التأثير المصرى فى كل الملفات وجميع القضايا، والمثال الواضح للجميع أن كلمة القاهرة نافذة فى كل الجبهات، وسياسة الخط الأحمر للأمن القومى تحترم من الكافة، وتوقر من الجميع، ولا تهرول لأحد مهما كان غروره، ولا تقبل بإملاءات من أى قوة مهما زادت الإغراءات أو تعددت التحذيرات، فالقرار المصرى مستقل، وقادرون على الفعل، مستعدون بكفاءة لرد الفعل لأننا نمتلك القوة الشاملة التى تحمى وتصون، ونسعى للاستقرار من منطق القدرة، وننادى بالسلام من موضع الواثق فى جيشه القوى وشعبه الأبى، والدور المصرى أكبر من المؤامرات، ولم ولن تفلح هذه المكائد من «الإيكونوميست» أو غيرها فى توقف القاهرة عن دورها فى مناصرة الأشقاء فى كل الدول العربية، واعتبار الأمن القومى العربى ضرورةً قوميةً.

أما عن هراء «الإيكونوميست» فى الملف الاقتصادى، فإن الإنجازات على أرض الواقع ترد على هذه المزاعم، وتلك الترهات، وخاصة منظومة المشروعات القومية العملاقة لأنها نجحت فى تقوية بنية اقتصادنا، وجعلته قادرًا على امتصاص الأزمات المتتابعة من كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية ثم الحرب الإسرائيلية على غزة، بينما اقتصادات دول كبرى تعثرت، «وضربت لخمة» لم تخرج منها، واضطرت إلى طلب تريليونات الدولارات بطريقة استفزازية ومهينة معًا، فى حين تتواصل معدلات النمو الاقتصادى المصرى بخطوات متماسكة، صحيح لدينا مشكلات، وأيضًا أخطاء فى بعض السياسات الحكومية، لكن فى ذات الوقت هناك قدرة على السيطرة، ومقدرة على تصحيح المسار، مع شعب واعٍ يُدرك أن الاصطفاف الوطنى هو الطريق الصحيح لتحقيق النقلة النوعية فى كل المجالات، وهزيمة جميع التحديات.

حمى الله مصر وشعبها وقيادتها

ومؤسساتها الوطنية من كل سوء.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة