رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الرحلة المقدسة


30-5-2025 | 19:20

الانبا فيلوباتير

طباعة
بقلم : الانبا فيلوباتير

مما لا شك فيه أن زيارة العائلة المقدسة كانت لها بركاتها العديدة، والتى ظهرت واضحة فى دخول المسيحية أرض مصر، ولا تزال كنيستنا القبطية المصرية

فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً، وانصرف إلى مصر متى 2: 13 ــ 14. فلو أراد الهروب من أجل الهروب فقط لكانت سوريا أو العراق أو لبنان أو الأردن أقرب له من مصر ولكن هناك أسبابا قوية ذكرنا منها:

 

أولاً: الأسس الكتابية المذكورة فى إنجيل معلمنا متى البشير، ونضيف عليها النبوءات الواردة فى العهد القديم وهى: “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها” إشع 19: 1 وأيضا من مصر دعوت ابنى” هو 11: 1 وأيضا مت 2: 15

 

وفى نهاية هذا الجزء الذى يخص الهروب لم يكن عن خوف؛ فقط كان يمكن للرب أن يميت هيرودس الملك «أنا أنا هو وليس إله معى أميت وأحيى» تث 32: 39

 

ونكمل أن اختيار ربنا لمصر يرجع لعدة أسباب نجملها فى الآتى:

 

سميت مصر على اسم مصرايم ابن حام ابن نوح.

 

ذكرت مصر ومشتقاتها حوالى 698 مرة فى الكتاب المقدس.

 

عندما شبه الوحى أرض الأرض فى قصة أبونا إبراهيم ولوط قال “كجنة الرب كأرض مصر” تك 13: 10

 

فى مصر صلب المسيح الرمز ( الفصح) آخر ضربة من الضربات العشر.

 

جاء إليها أنبياء كُثر من العهد القديم: إبراهيم أبو الآباء، يعقوب وشعب العبرانيين، يوسف الصديق، ولد بها يشوع، و(إرميا النبى وحسب التقليد مدفون فى كنيسة الملاك ميخائيل بمصر القديمة والتى تحولت بعد ذلك إلى معبد بن عزرا اليهودى)، إيليا النبى فى جبل حوريب، ويربعام بن نباط.

 

أما سليمان الملك فتزوج من ابنة فرعون مصر.

 

جاء إليها مارمرقس مبشرنا بالإيمان ومبدد الأوثان.

 

تحقيقاً لنبوءات العهد القديم المذكورة فى سفر أشعياء 19: 1، وهوشع 11: 1

 

جاء إلى مصر لأنها البلد الوحيد تقريبا وسط بلاد كثيرة يتمتع بالأمن والأمان.

 

كانت تحترم المرأة ولم تأمر بقتلها أو وأدها عند ميلادها، وكذلك مصر لم تجز فى عبادتها الوثنية تقديم الذبائح البشرية أبدا.

 

وجاء إلى مصر الطفل يسوع ليعطيها بركة خاصة تتمثل فى:

 

مصر لم تجعْ منذ القديم وإلى الآن.

 

أقوى مسيحية فى العالم مصر .

 

الرهبنة ظهرت فى مصر أولا.

 

الإيمان الأرثوذكسى القويم وأكبر عدد من الشهداء فى مصر.

 

أكثر ظهورات لأمنا العذراء هنا فى أرضنا مصر.

 

أبطال المجامع المسكونية الذين حفظوا الإيمان والعقيدة من مصر.

 

أكبر تجمع مسيحى فى الشرق الأوسط فى مصر.

 

ثانياً: المصادر التاريخية فى رحلة العائلة المقدسة لمصر وهى المذكورة فى ميامر قديمة ترجع لأواخر القرن الرابع وبدايات الخامس أمثلة ميمر البابا ثاؤفيلس البطريرك 23 ( 385 ــ 412 ) الذى حدد أن الرحلة منذ الخروج من بيت لحم، وحتى العودة إلى الناصرة هى ثلاث سنوات وستة أشهر، وميمر البابا تيموثاوس 26.

( 485 ــ 480) الأنبا زخارياس، أسقف مدينة سخا، نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن، إذ كتب ميمره عن العائلة المقدسة فى مصر باللغة القبطية، المعروف باسم “اللآلئ السنية فى الميامر والعجائب المريمية”، وكذلك ميمر الأنبا قرياقوس، أسقف البهنسا، الذى عاش على الأرجح فى القرن الثامن الميلادي، وتشير الدراسات إلى أنه كتب ميمر عن حلول السيدة مريم العذراء وابنها المسيح بجبل القوصية، المعروف حاليا بالدير المحرق، وميمر آخر عن مجيء العائلة المقدسة إلى مصر وإقامتها فى منطقة شرقى البهنسا.

 

ثالثاً: الآثار التى تركتها العائلة المقدسة وراءها وهى تمثل بصمات لا تمحى مع الزمن أمثلة:

 

إناء كانت تستخدمه العذراء فى عجن الخبز “ماجور” فى دير العذراء بجبل الطير سمالوط المنيا.

 

آبار عديدة شربت منها وارتوت خلال رحلتها بمصر: دقادوس، مسطرد، سمنود، بلبيس، ويقول التقليد فى تل بسطة انبع الطفل يسوع عين ماء شفى كل الأمراض.

 

تركت لنا العديد من الأشجار مثل شجرة مريم فى المطرية، وكان هناك شجرة مشهورة فى منطقة جبل الطير بسمالوط، وكان يطلق عليها “شجرة العابد” ولكنها قطعت واندثرت، وأخرى فى تل بسطة حين طردهم كهنة المعابد لما تحطمت أصنامهم، والأخيرة كانت فى الأشمونين شجرة يسكنها شياطين تعبد لها الكثيرون هوت ساجدة أمام الطفل يسوع، وصارت أوراقها سبب شفاء، بل الأكثر من هذا عند مرورك من الأشمونين ترى النخيل ساجدا (حيث ذكرت بردية قبطية قديمة أنه أثناء دخول العائلة المقدسة إلى الأشمونين سقطت أوثانها، وسجد كل نخيلها أمام الطفل يسوع).

 

المغائر التى أقاموا فيها واختبأوا مثل: مغارة القديس سرجيوس المعروف بأبى سرجة ضمن كنائس مصر القديمة، ومغارة جبل الطير بسمالوط المنيا، وهناك تقليد عن مغارة درنكة الموجود بدير جبل درنكة بأسيوط فى طريق العودة.

 

هناك بلاد تحمل حتى الآن تاريخيا واسمها أمثلة:

 

دقادوس وهى إحدى بلدات محافظة الغربية أقامت بها العائلة المقدسة وشربت من بئرها؛ فأطلق عليها والدة الإله الثيؤطوكوس ومن ثم تحرفت إلى دقادوس.

 

سخا: هى إحدى مدن محافظة كفر الشيخ التى اختبأت العذراء وعائلتها، واتخذت اسمها من كلمة كعب يسوع “خا إيسوس” أو “إيسوس خا” حيث لا يزال كعب يسوع مطبوعا فوق حجر.

 

البهنسا: وهى من أعمال محافظة المنيا، (حالياً تابعة للإيبارشية بنى مزار والبهنسا)؛ حيث يروى أسقفها القديس قرياقص أن العائلة المقدسة حلت بها؛ لذا دعيت باسم بيت يسوع أو ابئى إيسوس.

 

جبل الكهف: وهو يطلق على دير جبل الطير شرق سمالوط؛ حيث يذكر التقليد أنه أثناء إبحار العائلة المقدسة على متن مركب شراعى بالنيل إذ بصخرة كادت تسقط عليهم من الجبل فمدَّ الطفل يسوع كفه ومنعها من السقوط وعندئذ انطبع كفه على هذه الصخرة؛ فدعى جبل الكف.

 

أديرة تحمل اسم مريم فى مدن:

 

قسقام “دير المحرق”.

 

دير أم القصور مركز القوصية.

 

البراموس وادى النطرون.

 

العذراء السريان.

 

جبل الطير.

 

السيد المسيح عاش فى مصر أربع سنوات.

 

وفى مفاجأة علمية وتاريخية نشرت جامعة كولون بألمانيا - لأول مرة - بردية أثرية ترجع إلى القرن الرابع الميلادى تتحدث عن فترة وجود السيد المسيح والعائلة فى مصر، مؤكدة أن طفولة السيد المسيح فى مصر استمرت ثلاث سنوات و11 شهراً، وهى الفترة التى كانت محل خلاف وقدرها بعض العلماء بسنة واحدة.

 

بينما قدرها آخرون بأكثر من ذلك والبردية التاريخية مكتوبة باللهجة القبطية الفيومية نسبة إلى منطقة الفيوم وطولها 31.5 سم وعرضها 8.4 سم، وقد قال عالم القبطيات الدكتور جودت جبره إن هذه البردية تشكل أهمية علمية وتاريخية كبيرة لأنها لا تشير إلى فترة وجود السيد المسيح فقط فى مصر، وإنما تتحدث عن مصر، وتصفها بأنها أعظم أرض فى العالم، وأن نيل مصر لم ينضب طوال الدهر، وإن ثمارها أطيب ثمار - وأضاف أن عالمة الآثار جيزا شنكل نشرت هذه البردية الموجودة فى إحدى مكتبات جامعة كولون، وقالت: إن البردية تؤكد أن البركة حلت بمصر، وأن شهر بشنس هو أكثر شهور السنة بركة، ولذلك نجد الكنيسة القبطية تحتفل فى اليوم الرابع والعشرين منه (يوافق يوم 1 يونيه كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة) إلى مصر.

تحتفل حتى الآن بهذه الذكرى فى يوم 24 بشنس من كل عام ضمن الأعياد السيدية الصغرى.

 

فبعدما غادر المجوس أورشليم إذ ملاك ظهر فى حلم ليوسف قائلا «قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة