بإنجاز تاريخي وبجدارة واستحقاق، تربع منتخب مصر للكاراتيه على قمة ترتيب الدوري العالمى «البريميرليج» فى البطولة التى أقيمت بالصالة المغطاة لاستاد القاهرة الدولي خلال الفترة من 18-20 أبريل الجاري بمشاركة منتخبات 67 دولة، مثلها 384 لاعباً ولاعبة. اعتلاء مصر قمة الترتيب العام للبطولة جاء بعد حصول لاعبي منتخبها على 11 ميدالية متنوعة بواقع 4 ميداليات ذهبية وميداليتين فضيتين و5 برونزيات، وكشف الكابتن محمد الدهراوى، رئيس اتحاد الكاراتيه المصرى، النقاب عن كواليس التحضير للدورى العالمى للعبة على الأراضى المصرية، متحدثًا عن أسرار اختيار اللاعبين لتمثيل الفراعنة فى البطولات العالمية.. كما يجيب عن تساؤلات حول عدم انضمام الكاراتيه للأولمبياد فى نسخة باريس 2024 وكثير من الكواليس فى السطور التالية..
فى البداية.. كيف بدأت كواليس التحضير للدورى العالمى للكاراتيه بالملاعب المصرية؟
بدأنا التحضير للبطولات الدولية منذ انتهاء أولمبياد طوكيو، وبعد نجاح نسخة الدورى العالمي، التى أُقيمت على أرضنا عام 2021، وإشادة المنتخبات المشاركة والاتحاد الدولى بها، أُسندت إلينا إقامة البطولة سنويًا بملاعبنا، وكانت آخر نسخة فى العام 2025 الجاري، ومن المتوقع أيضًا استضافة مصر لنسختى 2026 و 2027.
ويجب التنويه هنا، بأن الدورى العالمى يُقام كل عام 4 مرات، وأُقيم هذا العام فى فرنسا والصين ومصر، والرابعة ستكون فى المغرب. ونجحت وبرزت البطولة هذا العام عن النسخ السابقة، بدعم من وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، نظرا للتميز فى إخراج المباريات تلفزيونيا وصنع وجهة إعلامية تليق بمكانة مصر، وترتب على ذلك إعجاب كبير من رئاسة الاتحاد الدولي، وقمت باستغلال ذلك الثناء بطلب إقامة بطولة العالم 2025 فى مصر، وبالفعل وافق الاتحاد الدولى على ذلك، ومن المقرر إقامتها فى نوفمبر المقبل، وتلك البطولة لم تُقَم على أرض مصر منذ عام 1988 وهذه الثقة نابعة من تربّعنا على عرش الكاراتيه عالميا آخر 5 سنوات، وتحقيق أبطالنا المراكز الأولى على كافة الأصعدة، سواء ناشئين أو أسوياء أو من ذوى الهمم. كما أننا فى فئة الكوميتيه محتكرون 3 موازين منذ 5 سنوات، كمركز أول، وهذا نابع من اجتهاد الجهاز الفنى للمنتخب، وهو على أعلى مستوى، فى ظل الدعم اللامحدود من القيادة السياسية للدولة المصرية.
على أى أساس يتم اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخب فى الدورى العالمى؟
يتم الاختيار بناءً على تصنيفهم فى الاتحاد الدولي، وتلك النقطة يجب التركيز عليها نظرًا لغضب بعض الجماهير بسبب تكرار نفس اللاعبين فى النسخ المتتالية.. لذا يجب الإشارة إلى أن الاختيار يكون من الاتحاد الدولى.

حيث يتم اختيار أول 32 لاعبا مصنفا عالميًا كل عام من مختلف الدول، وذلك يأتى بعد مشاركة اللاعب فى بطولة تمهيدية «سيريس A»، وبعد ذلك يتم الاختيار بالنسبة لأنظمة الاتحادات، ففى مصر نتكفل بكافة مصروفات أول لاعبين فى هذا التصنيف، وإذا انضم أكثر من لاعب يتم التكفل بهم فى حالة تحقيقهم ميدالية فى بطولة الدورى أو بطولة العالم، وهذا النموذج مطبق حاليا بالفعل للبعثة المصرية، المقرر ذهابها إلى المغرب، وهى مكونة من 20 لاعبا يحملون ميداليات دولية، وجميعهم ذاهبون على نفقة الاتحاد المصرى للكاراتيه.
كيف ترى تجاهل الأولمبياد للعبة؟
اختيار الألعاب الأولمبية قائم على المصلحة، الدول التى تُقام على أراضيها الأولمبياد تختار أبرز الرياضات لديها، التى ستضمن تحقيق ميداليات بها، لا يهم شعبية اللعبة أو الأرباح التى ستحققها.
أما بالنسبة لجماهيرية الكاراتيه، ففى أولمبياد طوكيو كانت المدرجات ممتلئة، ونفس الحال للبطولات التى تُقام بمصر.. فحشد الجماهير أمر سهل، وسنرى أعداد الجمهور الذى سيتواجد فى بطولة العالم القادمة على ملاعبنا.
هل ترى الكاراتيه لعبة استعراضية أكثر من أنها فنون قتالية؟
مطلقًا.. الاستعراض موجود فى شق الكاتا فقط، حيث يعتمد هذا الأسلوب على لاعب واحد لديه عدد من الحركات المرتبة، التى يؤديها بشكل منفرد، متخيلًا بذلك أنه يقاتل شخصًا ما أو عدة أشخاص..
أما على الجانب الآخر فى شق الكوميتيه، فالأخير يعتمد فيه اللاعبون على أسلوب القتال المباشر، لكن تحت قوانين صارمة تضمن فى المقام الأول سلامة اللاعب، والتأكد من عدم تعرضه لأى إصابات، لأنها رياضة وليست قتال شوارع.
ما تدعيماتك الجديدة للمنتخب مستقبلًا لتحقيق المزيد من الألقاب؟
منذ أن توليت منصبى فى عام 2017، وأعمل مع مجلس إدارة الاتحاد على الارتقاء بمستوى اللاعبين، وتحقيق كافة مطالبهم، حيث قررنا أن نعطى لأبطال العالم راتبا شهريا منذ حصولهم على البطولة ولمدة سنتين من الحصول على البطولة الأخرى.. وفى حالة عدم الحصول على ميدالية يتوقف الراتب، وذلك يتم فيما يخص كافة الفئات الكبار والناشئين وذوى الهمم، بخلاف طبعًا حصولهم على بدلات ومصروف إقامة المعسكرات، كما أن الراتب الذى نقدمه أعلى من أى راتب يحصل عليه اللاعبون من أنديتهم، وجميع هذه المصروفات تُدفع من ميزانية الاتحاد، وهذا ليس سهلًا، فنحن نقيم معسكرات للاعبين طوال العام تقريبًا، وهذا من أسباب تفوقنا عالميا فى اللعبة.
ما مقترحاتك لتطوير اللعبة ونشرها بشكل أكبر فى مصر؟
نحن مهتمون بالفعل بنشر اللعبة داخل مصر، ولدينا حاليًا حوالى مليون لاعب مسجل لدى الاتحاد المصرى للكاراتيه، هذا يدل على أننا من أكبر الاتحادات وأكثر الرياضات الشعبية، اهتمامنا بالدورى المحلى للناشئين والكبار لعب دورا كبيرا فى تفوقنا عالميًا، كما أننا نخطط لعمل دورى محلى للأشبال أيضًا، والتركيز بشكل مكثف على هذه الفئة العمرية وجذبها للعبة، لأنهم الجيل القادم.. وصراحةً فإن رغبتنا فى الاهتمام بتلك الفئة العمرية نابعة كذلك من رغبتنا فى زيادة احتكاك لاعبينا بالمنتخبات والبطولات الدولية، ليس من المعقول أن يكون أول احتكاك عالمى للاعب مصرى فى مرحلة الناشئين، كما أن عمل دورى لتلك الشريحة العمرية سيجعلنا نكتشف مواهب جديدة صاعدة.