السوائل أحد أهم العناصر الغذائية التى يحرص الصائم على تناولها بعد فترات صيام طويلة، فعلينا أن نقنن ماذا نتناول من مشروبات فى وجبة الفطار والسحور وما بينهما، المياه على رأس السوائل فيجب شرب ما يتراوح من ٨ إلى ١٠ أكواب بشكل يومى، على أن يتم الامتناع عن شرب الصودا أو المشروبات الغازية حتى الشاى والقهوة المثلجة منها، على أن يتم استبدالها بالديتوكس باعتباره وسيلة للهضم.
المشروبات الرمضانية الشهيرة من العرقسوس والكركديه والخروب والتمر هندى جميعها لها فوائد صحية لا يجب الإكثار منها وتناولها بعد فترة من وجبة الإفطار على أن تكون مشروبات طبيعية لأن البودرة منها تسبب فى ارتفاع نسبة السكر لمرضى السكرى وأصحاب السمنة.
د. حسن حسونة، أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، أكد أن طول فترات الصيام تتطلب الحرص على زيادة قدر المتناول من السوائل لتعويض الجسم ما تم فقده، لكن تناول السوائل يجب أن يتم بقدر من التنظيم.
لا نزيد من تناول الماء، كما يقول أستاذ التغذية: «يكفى كوب صغير يتبعه تناول الشوربة الدافئة قبل البدء فى تناول طعام الإفطار، وتعمل الشوربة هنا ليس فقط على تدفئة المعدة، ولكن تنبيهها للعمل، ويمكن اختيار أنواع متعددة من أصناف الشوربة، ومنها شوربة العدس المغذية التى تمد الجسم بالعناصر الغذائية والطاقة، وشوربة اللحم ولسان العصفور، وشوربة الخضار، وهى أفضل أنواع الشوربة، ولاحتوائها على الفيتامينات والأملاح المعدنية، كما أنها تعمل على الإحساس بالشبع الجزئى، وتوفر العديد من السعرات الحرارية».
وأضاف: «بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار يجب الحرص على تناول كمية كافية من الماء، ما يتراوح من 8 إلى 10 أكواب من المياه، فى الفترة من بعد الإفطار وحتى قبل أذان الفجر، ويضاف إليها العصائر على أن تكون طبيعية غير المحلاة بالسكر، حتى لا تزيد نسبة السكريات فى الدم وتؤدى إلى زيادة الوزن، ويمكن تناول عصائر أخرى كمنقوع التمر فى الماء، ومنقوع التمر فى الحليب، وهو أحد المشروبات الأكثر شهرة فى المنطقة العربية».
مشروبات رمضانية شهيرة متوارثة لها فوائد غذائية وصحية كثيرة يمكن الحرص على تناولها، كما بين أستاذ التغذية فى مقدمتها الكركديه فهو يحتوى على العديد من الأحماض النباتية التى تفيد فى الهضم، وإزالة الحموضة من المعدة، كما أنه مفيد فى علاج اضطرابات المعدة كالإسهال وتطهير المعدة، كما أنه يستطيع خفض ضغط الدم المرتفع.
مشروب العرقسوس من أشهر المشروبات التى اعتاد العديد من المصريين تناوله، كما يوضح «حسونة»، له ﺗﺄﺛﻴﺮ جيد ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ الأﻣﺮﺍﺽ الخاصة باﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻬﻀﻤﻲ، ﻓﻬﻮ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﻗﺮﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ، ويحتوى على بعض المواد ﺍﻟﺘى ﺗﺴﺎﻋﺪ على اﻟﺘﺌﺎﻡ ﻗﺮﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﺍﻷﻣﻌﺎﺀ، ويفيد فى علاج أمراض الجهاز التنفسى.
وتابع: الثلاثى «الخروب والتمر هندى وقمر الدين» من المشروبات الرمضانية الشهيرة بجانب العرقسوس والكركديه فلا تخلو المائدة الرمضانية من هذه المشروبات، فالخروب هو مشروب مرطب، يجدد النشاط، يقوى المعدة، ومدر للبول، ويقلل من فقد السوائل الذى يصاحب حالات الإسهال، أما التمر هندى فيفيد فى إزالة الحموضة الزائدة من الجسم، ومفيد فى حالات الإمساك والاضطرابات والكسل المعوية، لاحتوائه على مجموعة من الأحماض والمعادن المفيدة.
وعن قمر الدين، قال أستاذ التغذية: ويتميز باحتوائه على قليل من السعرات الحرارية، ويحتوى على الكاروتينات التى تتحول داخل الجسم إلى فيتامين (أ) المضاد القوى للأكسدة ويحتوى على الحديد، كما يعمل على تنشيط الكبد.
د. أميرة محجوب، استشارى تغذية علاجية وسمنة، أكدت أن أفضل السوائل على الصائم تناولها هى المياه، لأنها تعوض فقد المياه من الجسم فى فترات الصيام الطويلة، يليها طبق الشوربة، سواء كانت لحوما أو دجاجًا، أما فى حالة تناول شوربة العدس أو الشوفان فيكتفى بها كوجبة غذائية كاملة، على أن يكمل فطاره بعد ساعة أو اثنتين، فلا يمكن الجمع بين شوربة ثقيلة مع وجبة غذائية.
وتضيف لا يفضل تناول العصائر فى الإفطار على الفور، لكن يُفضل تناولها بعد الفطار بساعتين، وهو وقت صلاة التراويح، لأن الفطار على العصائر وبكميات كبيرة تحدث صدمة للبنكرياس وترفع الأنسولين بصورة عنيفة، وهو أمر غير صحى، وتتسب فى زيادة مقاومة الأنسولين.