رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

بائـــع الحيـــاة؟!


27-3-2025 | 01:00

.

طباعة
بقلـم: سحر رشيد

 

أنا الحائرة الباحثة فى شيطان التفاصيل عن شىء ما؟!.. بالوصف والحال دون الإنجاز أحتار؟!.. بالبحث عن حال لفعل لمفعول شىء يرضينى؟!.. من الناقص والمعتل لنص الكمال؟!.. ربما لخلود لمنْ استطابت له الحياة أو ربما لوداع لمنْ عاندته؟!.. أو لخلاص على أى وجه تكون النجاة؟!.. أهداف بأحلام المستحيل.. تغالبنا الحياة بانتزاع أمانينا.. بخطوات ونظرات وهزات وتراجع ومخاوف.. بمقدمات تأتى متأخرة الحضور؟!.. دون إجابة.. دون مفاجأة.. أو حتى دواعى الانتظار.. دعه وشأنه فى دوائر الافتراض بحكم المؤبد فى عدم الوجود؟!.

 

نحكم على أنفسنا بمرارة البحث.. مع واقع يعاندنا فيرهقنا التفكير ويتملكنا القلق.. أين نحن منه؟!.. فى عبث الفوضى وهوس أصابنا بالبحث عن كل مفقود.. ندور حول محورها فى دوائر لا نهائية.. فى دروب لأمن بخرائط العجز عن الترحال؟!.. علَّها تهتدى فى ترجل أو حتى تهادن مجاملة لمن أرهق وتمزق من ذل السؤال؟!.

من دنيا غير عابئة.. لا تبالى بفجوات جروح الممزق بثياب من عابه روث الطريق وقهر التشرد رغم استطاعتها قطع حزنه.. فى زمن المحال أما صار أن تهديه مفتاح الطريق؟!.. بصبر الممزق فى معترك الشقاء يطوى عمرا وأياما وسنين؟!.. يجوب وجوب المتلهف المضطر.. يلملم الحيرة فى شتات الطريق.. قادر وغير قادر يبغى الوصول.. يفوته الكثير وتعرقله عتمى السنين.. يتسلل فيقبضه الزمن.. يلوذ فيلاحقه؟!.. يغرق فتنتشله؟!.. يتعلق فتنكث به.. فيصير المناور فى معركة الانهزام.. باحثا عن عذر بقائه على قيد الحياة.. يتقلب على وعد فوز نادر لفاصلة مصير.. يتقلب على كف ولهف.. يلقى بنفسه مرات ومرات ليعيد الكرة على التماوج والتكرار.. يتحسس نفسه بين الحين والحين مواجها أنينه وجراحه.. يردد أستفيق وأتوه فى تباعد لأقاصى طريق علَّ النهاية تهدينى.. أمارس حيلة الانتظار والعبث فى المكان.. فما زلت المشرد على قارعة الطريق.. أركن فى زاوية المهمشين مناجيا الحياة أن تضعنى على خارطة النجاة.

أيتها الحياة ما عاد للصبر طاقة.. ضللنا بين الظنون وسوء الأحوال.. حملنا الخيال ورافقنا الوهم وامتلكنا الحقائق؟!.. صرنا خلف الأشياء وفى مقدمتها؟!.. فما كان غير التفاف والتواء.. سقطنا ونهضنا وما زلنا الغارقين دون قشة أو طوق نجاة؟!.. صرنا المطارِد والمطارَد بشكوك الحظ والصدفة والاحتمال.. نشق طريقا ويشق معه طريق الجنون.. على حبالك نرقص وعلى أرضك نتأرجح.. ولسمائك ناظرين وفى بحورك نخشى الغرق.. ما زلنا نصارع وجودنا وسط الوجود دون عزاء.. أليس للتائه من يقين معلق؟!.

قالوا تهكما تبحثين عن المستحيل؟!.. قلت بل عكفت المستحيل.. لأستفيق من ريبة وأجمع فى أنحائى نور الطريق.. براية الحيرة أبغى الطريق.. فكم من أشياء ناديت ولم تأتِ ملبية.. واحترقت وما أخطأنى لهف الشوق.. فكنت الدائر بأنحاء تجوب للاستجداء من فيض غنائم الوعد .

فيا فيض غنائم الوعد لا تخذلينى.. فأنا منْ تحيا الاضطراب والعناد بالخذلان والإخفاق.. لكنى لا أكف عن الحديث والأمل.. تعودت هذا الشعور باعتلاء مطية الرجاء.. ربما كان واهيا وربما كان معينا من فرط خوف من مواجهة خوف بحديث عن خوف؟!.. من صعب وأصعب أجمع عثراتى وعثرات منْ حولى علِّى أجد ما أبحث عنه.. أو أبرر ما حدث على نحوه؟!.

تائه فى كل شىء ولا أود الاستغراق فأحيد عن هدفى.. صرت المجرد من كل شىء والباحث عن أى شىء؟!.. بت الأثقل على نفسى؟!.. بروح تتقلب على شفا أمل وفرصة وضياع.. أرتقى لسعى.. محروم من مظاهر ألم ما أحمل.. من البوح وفيض الدموع.. أحمل السر وأخوض فى حربى وهمى دون أن ألمس أصل الوجود.. يغالبنى الوجود وأعلم مقدما انهزامى؟!.

حائر يحيا الدهشة من فرط سوء احتمالات وواقع لا يريد أن تنقشع غمامته.. ألا من نافذة تفتح لعوالج النفس بريقا وللعقل منطقا وتوجها؟!.

فرضيات دون فرضيات مع حسابات الأيام.. بلسان حال تناجى صرت على أعتابك وتركنا ما تمنى القلب رغم صدق الحدس لغير المحتمل.. بتلابيب الوصل لطيب العيش معلق.. رغم فوات طيب الكثير من فائت العمر.. أنشد فيك حلو الكلم وعذب الحديث علَّ السؤال يأتى بالجواب؟!.

أطرق الأبواب بالحقائق الفارغة وأسير حافيا من حذاء خفت ضجيج قرعه يغضبك؟!.

طال الحديث دون أن أبوح عما أبحث؟! وتركت لك التخمين فإنى بالصمت معاند.. عن البوح قاصر.. أمشى فى دروب الأمن علِّى أدرك ما أسعاه.. تلمحين فتعلمين؟!.. فأين كرمك على العباد.. فلتمنحنينى بعضا من حب وعطاء وحنان فإنى من كلٍّ خاوية.. ألا من فيض يعانق كيانى بعطاء الدرر يتزين.. فأنا المشتهى من فرط جدب.. أتوق شوقا لمنهمر الغيث المغازل.. أسلمت واستسلمت فى معارك وخطوب.. ألا حين النصر يأتى؟!.. براية بيضاء مقبل عليك.. فأنا من رفض الإدبار ووهن الرهب والعناد.. أسلمت قلاع خوفى وظنونى وقيودى.. سئمت جسور الأحلام وثقال الأيام وفرط قتال وطول عناء.. فالحرب هزيمة بعتاد ودون عتاد؟!.. وللمحارب إرهاق وتمزق وشتات؟!.

أجوب بسؤال حائر: هل تملكتنى شهوة البحث من فرط الضلال والعبث؟!.. أم الخسارة هى ما تدفعنى لمواصلة البحث؟!.. مستأنف حالة الركض؟!.. ساعٍ إلى شىء ما، ما زلت أجهله؟!.. وليس لدى ملامحه؟!.. وكأن كل الماضى من السعى كان عبثا؟!.. جرما.. خطيئة ورذيلة تبرأت منه.. قد أبحث عن الهدوء أو قد أحتاج للهدوء كى أعلم عن ماذا أبحث؟!.

توقفت وعكفت على نفسى كى لا أتأمل غير ما يليق بها.. وألا تطمح لحقيقة دامغة دون لغو الأفكار وعجز الإبداع فى سباق العمر المهدور على فوضى التجارب فى رغبة الوصول؟!.

تغالبنا الحياة بانتزاع أدوارنا كى تمنح لنا الحياة.. نبدأ أعمارنا وننهيها دون معرفة سبب وجودنا؟!.. ولا عن ماذا يجب علينا أن نبحث؟!.. نظن فى أنفسنا الاختيار فنطمع فى الحياة.. وما نلبث أن تضحك علينا بملء فيها.. فتمد بساط القلق لنا مضجعا يلتف حولنا.. متهكمة كتبت علينا الحيرة بين مباهج الحياة وألوانها؟!.. بصعب المنال وبقائه دون النيْل والشقاء بين الدروب والطرائق.. حاملا لأسئلة دون إجابات؟!.. حجة لممارسة طقوس الحياة دون وعى؟!.. نلهث وراء واقع.. يكابر بغرور المتعالى على كل محتاج.. فحاجتك هى مذلتك.. لعنة تطاردك وتلاحقها حتى الرمق الأخير وكأنها الذنب والعقوبة فى حصيلة الأسرار المدفونة.. تثقلك وتدفع بك لجحيم لا تستطيع تركها ولا قادر على نيْلها؟!.. جبروت الحاجة يغريك.. فيدفعك سحرها لخديعة الركض فى عذابات لا تنتهى؟!.

فى صخب تتردد عليك أمانيك.. تقطع عليك منامك وتضج فى رأسك فى صحوك.. تحاول إغراءك بالبقاء وافيا على عهدك بالبحث والسعى.. مهما تجاهلت نداءات فهى خلقت لتعذبك وتهوى بك فى مهب الريح.. وترنو بك لخديعة الوصول.. تغريك بوهم الجاثى أمامك وترسل إليك أبهى صورها لتعطيك فى سراب ما حرمت منه؟!.. تحاصرك حد الألم.. تتعلق بها ويزداد تعلقك وما تلبث أن تصفعك بالهجران.. تبعث لنفسك بعبارات الصبر بلقاءات أخرى يحتضنها الشغف وربما الوهم.. لا تأتى؟!.. أنت من تذهب إليها فى رحلات التعذيب؟!.. بهموم وتنهدات العاشق الولهان والاستفاقات من معركة الخذلان والخسارة.. يوم شاحب وآخر بأنفاس متقطعة؟!.

ونتساءل لماذا ندور فى أفلاك الحياة؟!.. فى كفاح نستشعر منه الحياة.. خلف أهداف وأحلام وقضايا.. لسنا بصدد تحديد ماهيتها أو نقائها أو دونيتها؟!.. بعلّة البحث دون الجمود نكون.. وسياط الحياة ما تدفعنا للتخلى أو الإذعان لموجود أو غير موجود.. نبحث أو نكف عن البحث.. نحمل الأسئلة الكثيرة بإجابات غالبا محبطة بحزمة من الخيبات؟!.. تدفعنا دوامة الحياة للبحث عن حقائق نرضاها وأخرى نغفلها.. ننجر لهذه ونستسلم لغيرها.. أو ينصهر وجودنا فى فجوة نفشل فى ردمها.. سواء كنا واضحين مع أنفسنا أو ابتلعتنا دوائر اللاشىء.. نحمل من الآلام والأفكار ما تعبث بنا دون توافق أو انسجام.. نفقد الكثير من توازننا من فرط إرهاق البحث دون أن نتمكن من كشف العوالم الخارجية.. بأرواح فى احتياج وقلوب تعج بالألم ما يصعب عليها التداوى أو قد لا تجد الدواء؟!.

نحمل من الحاجات ما نبدى وما نخفى.. بسلوك عشوائى أو منظم نطلب ما تشاء.. لكن القدر يتحكم كيفما يرى؟!.. فتقسو علينا الحياة كى نبلى بلاء حسنا.. تسرق منا السعادة فى وصفة الحلم ويسرق العمر ونحمل الألم والعناد والمكابدة لنصل.. نصير انعكاسا لرغباتنا ما تطبع معالمها على ملامحنا.. قد نتشابه فى الدافع والغاية ونختلف فى السلوك بين الرداءة والحسن؟!.

نقبع داخل أحلامنا وغالبا لا نحققها.. وما نحققه إن نجح قد يقارب أو يتشابه بالكاد معها.. أما واقع خيالاتنا فلا يتوافق مع الواقع.. ويظل شكل ولون الحلم داخلنا لنعتاد البحث عنه؟!.. ومن فرط التصاقه بنا يصير جزءا منا؟!.. نبتلع الوقت ويقطعنا سيف الانتظار بإرادة منا.. كرها وطوعا.. ننغمس فى البحث برغبة لنعبر الحياة؟!.. بأرق واستنزاف لطاقتنا فى حلبة الصراع لمعادلة صفرية؟!.

نشترى الحياة من بائع غائب يتخفى ونحن منْ ننتظر رؤيته؟!.. عساه يمر علينا؟!.. نقف كثيرا.. نتمايل ونسرع الخطى ونتمهل ولا نعرف الطريق؟!.. يتلاعب بنا كالمجانين؟!.. لا لون ولا شكل لبائع الحياة؟!.. لا يرى من بعيد أو قريب؟!.. ربما مر دون أن نلمحه ؟!.. وربما لم يحن موعده أو ربما ينقضى العمر دون لقائه؟!.. بطيفه نحلم.. بخطوات الوصول نتوق لتلتقى الحياة بالحياة.. عالم الممكن فى اللامستحيل.. فى وصفة الحلم أشتاق وأشتاق وأغمض عينىّ لأراه.. حقيقة للخيال؟!.. رغم حجب الرؤية أرى النور بعين الزيف؟!.. أتنفس بعين المعاناة والضياع.. أواصل التعاطى بالبؤس والشقاء.. علَّ الزمن يمنحنى فرصة من رصيد.. فكل شىء أوشك على النفاد دون طريق.. حدس يجدر بى تجاهله لأمر فى اتجاه واحد.. لشىء من راحة من مجهول الرأفة.. لجسد صار لا يريد البقاء فى الوهن طويلا.. ما عاد يرجو سوى حلم بنظرة يصير معه من الأحياء.. بجرعة حياة تحميه من الاندثار.. فهلا تأتى فى سكون دون موت أو لتذهب للجحيم.

 
 
 

الاكثر قراءة