لم يعد الإنترنت مجرد وسيلة للترفيه أو التعلم، بل أصبح ساحة مفتوحة لمخاطر خفية تهدد الأطفال والمراهقين، في مقدمتها الدارك ويب وأساليب الاحتيال والاستدراج الإلكتروني، التي تستهدف الأبناء عبر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مستغلة الفضول وقلة الخبرة.
لماذا يمثل الدارك ويب خطرًا على أبنائنا؟
الدارك ويب هو جزء مظلم من شبكة الإنترنت لا يخضع للرقابة، وتنتشر داخله أنشطة إجرامية خطيرة، من بينها استغلال الأطفال، وتجارة البيانات، والابتزاز الإلكتروني. الدخول إليه أو التعامل مع محتواه قد يؤدي إلى صدمات نفسية أو مخاطر أمنية جسيمة.
خطوات واضحة لحماية الأبناء من مخاطر الإنترنت
1- التربية الرقمية من سن مبكرة
يؤكد خبراء الأمن السيبراني أن التوعية هي خط الدفاع الأول، وتشمل:
شرح مخاطر التحدث مع الغرباء عبر الإنترنت
التحذير من مشاركة الصور أو المعلومات الشخصية
التأكيد على رفض أي طلب سري أو مريب
2- تفعيل الرقابة الأبوية الذكية
استخدام أدوات الرقابة الأبوية على الهواتف والأجهزة اللوحية
حجب المواقع غير الملائمة
تحديد أوقات استخدام الإنترنت
متابعة التطبيقات التي يتم تحميلها
3- تأمين الأجهزة والبرامج
تحديث أنظمة التشغيل بشكل دوري
تثبيت برامج حماية موثوقة
تعطيل الإعلانات والنوافذ المنبثقة
استخدام متصفحات آمنة للأطفال
4- وضع قواعد واضحة للاستخدام
ينصح المختصون بوضع قواعد أسرية ثابتة، من بينها:
عدم فتح أي رابط مجهول
عدم قبول طلبات صداقة من غرباء
عدم إرسال صور أو فيديوهات شخصية
إبلاغ الأسرة فور التعرض لأي موقف مقلق
5- متابعة التغيرات السلوكية
من المهم الانتباه إلى أي تغيرات قد تشير إلى خطر إلكتروني، مثل:
العزلة المفاجئة
القلق أو التوتر غير المبرر
استخدام الهاتف سرًا أو لفترات طويلة
حذف المحادثات باستمرار
6- الحوار والثقة بدلًا من المنع
الرقابة الفعالة لا تعني المنع الكامل، بل تعتمد على:
فتح باب الحوار الدائم
الاستماع دون توبيخ
طمأنة الأبناء بأن الأسرة هي الملاذ الآمن
7- التحرك السريع عند الخطر
في حال الاشتباه بأي تهديد:
غلق الجهاز فورًا
الاحتفاظ بالمحادثات كدليل
إبلاغ أحد الوالدين
التواصل مع الجهات المختصة عند الضرورة
وعي رقمي يحمي جيل المستقبل
في ظل عالم رقمي متسارع، تصبح حماية الأبناء من الدارك ويب ومخاطر الإنترنت مسؤولية أسرية ومجتمعية، تبدأ بخطوات واضحة، وتستمر بوعي دائم، لحماية جيل ينشأ في قلب الفضاء الإلكتروني.