من قلب القنصلية الفرنسية بمدينة الإسكندرية، إحدى البنايات العتيقة المطلة على شاطئ المنشية، انطلقت النسخة السادسة عشرة من فعاليات أيام التراث السكندري، التي تبدأ في 30 أكتوبر وتستمر حتى 8 نوفمبر المقبل.
قالت لينا بلان، القنصل العام لفرنسا بالإسكندرية، في كلمتها خلال احتفالية الإعلان عن برنامج الفعاليات، إن نسخة هذا العام تُقام تحت شعار "الإسكندرية جدارية من الأحياء"، وهو شعار يدعو إلى اكتشاف الروح العميقة للمدينة ويعبّر عن نسيجها البشري.
وأضافت أن الفعاليات ستُقام في قلب أحياء الإسكندرية وليس فقط داخل المؤسسات الثقافية، حيث يتضمن البرنامج عددًا من الجولات والزيارات الميدانية لأحياء الإسكندرية القديمة مثل المنشية وبحري وكوم الدكة لاكتشاف تاريخها، إلى جانب فعاليات تُقام بالمعهد الفرنسي ومكتبة الإسكندرية وعدد من المراكز الثقافية.
من جانبها، قالت مروة عبدالجواد، منسقة أيام التراث السكندري، إن الحدث أصبح على مدار 16 عامًا موعدًا سنويًا لعشاق التاريخ والثقافة، وفرصة ثمينة لإحياء التراث السكندري.
وأوضحت عبدالجواد أن النسخة السادسة عشرة تتضمن العديد من الفعاليات الثقافية، من بينها محاضرات حول الأحياء التاريخية بالإسكندرية، وندوات عن رموز تركت بصمات في تراث المدينة، إلى جانب جلسات بعنوان "الإسكندرية عاصمة الطباعة الأجنبية في مصر"، و"رمسيس ويصا واصف في الإسكندرية والبحيرة"، و"الإسكندرية وكفافيس.. قراءة في التغيرات العمرانية والاجتماعية".
كما تتضمن الفعاليات مجموعة من المعارض والعروض المسرحية والحفلات الغنائية، إضافة إلى زيارات لمتاحف ومناطق تاريخية. وأشارت عبدالجواد إلى أن جدول الأنشطة هذا العام يتسم بالتنوع، ليشمل محاضرات ثقافية عن تاريخ الإسكندرية، ومحاور حول "أبطال الظل" من رموز المدينة الذين أسهموا في تراثها، وقراءات في التغيرات الاجتماعية والعمرانية بين الماضي والحاضر.
وفيما يتعلق بالمعارض، أوضحت المنسقة أن النسخة الحالية تشمل معرضًا بعنوان "الإسكندرية.. قصة حي"، وآخر للصور الفوتوغرافية من حي كوم الدكة العريق، ومعرضًا عن "أبطال الظل وذاكرة شارع فؤاد"، إضافة إلى معرض "فنانون من شوارع الإسكندرية"، و"الإسكندرية بين الماضي والحاضر".
كما يضم البرنامج جولات سيرًا على الأقدام في عدد من المناطق التراثية، منها جولة "حكاوي الحواري" في منطقة بحري التي تبدأ من شارع فرنسا وتنتهي بمقهى فاروق، وأخرى من شارع فؤاد إلى شارع النبي دانيال، وثالثة بعنوان "حكاوي الحواري" من منطقة الشيخ وفيق إلى قهوة فاروق.
وتشمل الفعاليات أيضًا زيارات إلى متحف كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وقنصلية فرنسا العامة، وقصر عمر طوسون، إلى جانب عروض مسرحية وحفلات غنائية، من أبرزها عرض "صيف شتا"، و"حكي موسيقي راكوتيس كرموز"، وحفل "فلكلوريتا" في كوم الدكة، على أن تُختتم الفعاليات بحفل ختام بعنوان "باكوس.. من تراث إذاعة الإسكندرية".
وقال الدكتور إبراهيم رجب، رئيس لجنة الثقافة والحفاظ على التراث بجمعية رواد الإبداع، إن فعاليات "أيام التراث السكندري" تأسست عام 2010 بمبادرة من المعهد الثقافي الفرنسي ومركز الدراسات السكندرية، واستُلهمت من نموذج "أيام التراث الفرنسي" بهدف إتاحة الفرصة للجمهور لاكتشاف الكنوز الثقافية والتراثية غير المعروفة في المدينة.
وأضاف أن الحدث يهدف إلى الاحتفاء بالتراث المتنوع للإسكندرية الذي صاغته حضارات متعددة عبر العصور، موضحًا أن النسخة الحالية تُقام بدعم من محافظة الإسكندرية ووزارة السياحة والآثار والمعهد الفرنسي ومكتبة الإسكندرية وجمعية "مصر–جنيف" للتضامن، وبمشاركة نخبة من المتخصصين والمهتمين بالثقافة والتراث.
وأكد رجب أن جميع الفعاليات مجانية بالكامل دون أي رسوم دخول