كشفت دراسة حديثة أن كوكب سيريس قد احتوى في الماضي على مصدر طاقة عميق ودائم يمكن أن يدعم ظروفا صالحة للحياة.
وبحسب صحيفة إزفيستيا، أن الدراسة استندت إلى بيانات مهمة Dawn التابعة لوكالة ناسا، وأكدت وجود ماء سائل في خزان جوفي يحتوي على ماء مالح وجزيئات عضوية تحتوي على الكربون، وهي اللبنات الكيميائية الأساسية للحياة.
وكشفت الدراسة الجديدة عن عنصر مهم آخر: الطاقة الكيميائية، التي ربما كانت مصدرا مستداما وطويل الأمد للكائنات الدقيقة، إن وجدت، على سيريس.
ويعتبر سيريس أكبر جسم في حزام الكويكبات الرئيسي، وهو كوكب قزم يبلغ قطره حوالي 940 كيلومترا. وعلى الرغم من برودته الحالية، حيث يقتصر سائله على ماء بارد ومالح عالي التركيز، إلا أن هذه الدراسة ترسم صورة لماض أكثر ديناميكية ودفئا.
وقال سام كورفيل، العالم المشرف على الدراسة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "على الأرض، عندما يمتزج الماء الساخن من أعماق الأرض مع المحيط، غالبا ما يصبح وليمة حقيقية للميكروبات — مصدر طاقة حقيقية. إذا كان محيط سيريس قد احتوى في السابق على سائل حراري مائي، فقد يكون لذلك أهمية كبيرة."
ويشير الباحثون إلى أن سيريس القديم كان يمتلك، لفترة طويلة، ثلاثة مكونات رئيسية للحياة كما نعرفها: الماء السائل، والمكونات الكيميائية الأساسية، ووجود مصدر للطاقة. وهذا لا يمثل دليلا على وجود حياة على سيريس، لكنه يؤكد وجود بيئة صالحة للسكن مخفية في أعماق سطحه.
كما تشير النتائج إلى أن هذه الاكتشافات قد تلقي الضوء على عوالم أخرى في نظامنا الشمسي، ربما شهدت تطورا مشابها، بما في ذلك الكواكب المائية في الجزء الخارجي من النظام، التي قد تكون صالحة للسكن في الماضي قبل أن تتجمد.