ضمن فعاليات «النجم الساطع 2025»، شهد الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية الرئيسية للتدريب «المصرى _ الأمريكى» المشترك، والمتمثلة فى تنفيذ تدريب عملى للقضاء على بؤرة إرهابية مسلحة وتطهيرها من كافة العناصر الإرهابية وتأمين عودة الحياة إلى طبيعتها.
وانطلقت الفعاليات بكلمة للواء أركان حرب ياسر الخطيب، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، أكد فيها على حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على المتابعة الدقيقة لجميع مراحل التدريب لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تبادل الخبرات وتعزيز أوجه التعاون المشترك لرفع الكفاءة القتالية للقوات المشاركة.
وتضمنت المرحلة التدريبية قفزًا مظليًا لقوات من الدول المشاركة، بينما تمكنت عناصر المهندسين العسكريين من تطهير طرق الاقتحام من العبوات الناسفة، فيما قامت مجموعات قتال رئيسية مدعومة بالقوات الخاصة من مختلف الدول وعناصر الشرطة المدنية المصرية باقتحام البؤرة الإرهابية وتطهيرها والسيطرة عليها بالكامل.
بعد ذلك، تم دفع عناصر التأمين الطبى والإدارى والمعنوى لإعادة تشغيل مرافق المنطقة وتوفير المناخ المناسب لعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث أظهرت القوات المشاركة مستوى متميزًا فى تخطيط وإدارة العمليات المشتركة باحترافية عالية.
ونقل الفريق أحمد خليفة تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، للقوات المشاركة، كما وجه الشكر لهم، معربًا عن إشادته بالأداء الراقى ومستوى التنسيق والقدرة على إدارة عمليات مشتركة بكفاءة، وهو ما يعزز الثقة فى القدرة على تنفيذ أى عمل جماعى مستقبلاً إذا تطلب الأمر، وأكد أن جميع أنشطة التدريب تهدف إلى دعم أركان الأمن والاستقرار وتأكيد حق كل دولة فى الأمان داخل حدودها.
وحضر الفعاليات عدد من قادة القوات المسلحة المصرية والأجنبية المشاركة، بالإضافة إلى عدد من الملحقين العسكريين ودارسى الكليات والمعاهد العسكرية والإعلاميين.
«القوة والحسم».. العنوان الرئيسى لأداء القوات المشاركة فى التدريبات، فقد كانت القوات تؤدى بتناغم تام فى مشهد أثبت أن «لغة التكتيك» تغلبت على اختلاف اللغات واللهجات للمشاركين، فقد كان الانضباط سمة التنفيذ، فما هى إلا إشارة واحدة من قائد قوة الاقتحام وتبدأ العناصر فى اقتحام البؤرة الإرهابية والبدء فى التعامل الفورى والحاسم مع العناصر الإرهابية، وهو ما أكده العقيد بيريارد رئيس التدريبات فى القيادة المركزية الأمريكية، بالإشارة إلى أن «الهدف الرئيسى هو الشراكة وتطوير المنطقة فى مجال الحضارة ومواصلة تنمية الشراكة التى طورناها على مدار الأربعين عامًا الماضية من التدريب المشترك».
رئيس التدريبات فى القيادة المركزية الأمريكية، أضاف: لقد رأينا هذا اليوم أكثر من 40 دولة تشارك وتتدرب، 8500 جندى وبحار وطيار ومشاة بحرية وصلوا إلى مصر للعمل على أهداف النجم الساطع، وأعتقد أن هذا نجاح باهر.
«بيريارد»، تحدث كذلك عن زياراته السابقة لمصر، قائلا: لقد زرت مصر ست مرات، أحب هذا البلد، وأحب أنواع وأصناف الطعام المصرى، مضيفًا أنه «من منظور التعاون العسكرى لا يوجد صديق أفضل من مصر فى هذه المنطقة، وفى كل مرة أنزل فيها من الطائرة، أُستقبل بوجه مبتسم، ونحن نعمل على تحقيق أهداف كيفية تحسين جيوشنا، لذا فإننى معجب جدًا بتفانى ومثابرة الجيش المصرى وأحب هذه المناورة، وأتطلع إلى مناورات النجم الساطع 2027.
رئيس التدريبات فى القيادة المركزية الأمريكية، قال أيضا «أعتقد أن تعاوننا رائع، كما أن التعاون الأمريكى المصرى، وشراكتنا، وزمالتنا هى أحد أفضل التعاونات فى الشرق الأوسط بأكمله، إنه أمر بالغ الأهمية، وأعتقد أننا سنواصل تعزيز هذه العلاقة الرائعة».
ويرى «بيريارد» أن «رسالة النجم الساطع الرئيسية هى الشراكة لذا فهى تُظهر كلمةً نستخدمها، وهى التوافق التشغيلى، حتى تتمكن جيوشنا من العمل معًا، كما رأيتم اليوم، جنبًا إلى جنب لتحقيق الأهداف اللازمة لتعزيز الأمن فى المنطقة».
وفى السياق، أشار المقدم ستيفن أوليرى، مندوب القوات الجوية الأمريكية فى سفارة الولايات المتحدة بمصر، إلى أنه نظرا لعمله فى مكتب التعاون العسكرى كانت وظيفته خلال الأشهر الـ 14 الماضية هى المساعدة فى التخطيط لمناورة النجم الساطع.
«أوليرى»، أضاف: أعمل مع القيادة المركزية والقيادات العسكرية الأمريكية الأخرى عندما يعقدون مؤتمرات تخطيط هنا فى مصر وأيضًا أدعوهم إلى هنا للقيام بهذه المناورة، لذا أنا سعيد جدًا برؤية كل ذلك يحدث الآن.
وكشف مندوب القوات الجوية الأمريكية، أن «تدريب النجم الساطع عادة ما يشهد جديدا فى كل نسخة، وأحد الأشياء الجديدة فى النجم الساطع 2025 هو أن لدينا تمرينًا إلكترونيًا عمليًا، لذا نشهد هذا العام تنفيذ تمرين دفاعى سيبرانى، وهجوم سيبرانى وذلك بمشاركة مصر وقطر والهند ودول أخرى على كيفية التعامل مع الهجمات الإلكترونية، لذا كانت إضافة جيدة جدًا للتمرين».
وتابع: أهم ما يُلاحظ فى مناورات «النجم الساطع» هو أنه ليس فقط الولايات المتحدة ومصر هنا، بل هناك العديد من الدول الأخرى التى نستطيع العمل معها جنبًا إلى جنب، فى أداء وممارسة وتخطيط التدريبات وتنفيذها دون أى إصابات خطيرة أو حوادث أو أى مشكلات، ونحن قادرون على العمل معًا كقوة موحدة،مما يجعلنا جميعًا أقوى معًا.
لم يكن التدريب مقتصرا فقط على القضاء على العناصر الإرهابية، بل تجاوز الاحترافية فى التدريب هذا المستوى وصولا إلى إعادة الحياة الطبيعية للمدنيين من القرى التى تم تطهيرها من العناصر الإرهابية فى مشهد يؤكد على مدى الاهتمام بقيم الإنسانية والحفاظ على حقوق المدنيين، وقد أوضح اللواء ركن سعد أبراهيم، من قيادة القوات البرية العراقية، أن «التدريب المشترك النجم الساطع 2025 يعتبر واحدا من أرقى أنماط التدريبات المشتركة على مستوى العالم أجمع، نظرا لحجم وعدد القوات المشاركة، والتى بالمناسبة تشهد زيادة مستمرة بالإضافة إلى مدى الواقعية فى التدريب التى تتسم بها أنشطة وفعاليات المراحل المختلفة داخل برنامج النجم الساطع 2025».
«سعد»، لفت إلى أن «التحديات التى تشهدها المنطقة مؤخرا كشفت الحاجة إلى صقل مهارات الضباط والجنود فى كامل جيوش المنطقة فى كيفية التعامل مع العناصر الإرهابية والقضاء عليها وتخليص بلادنا من شرور تلك التنظيمات المتطرفة»، مضيفا أن «أبرز مراحل التدريب المشترك النجم الساطع 2025 كانت اقتحام بؤرة إرهابية وتطهيرها من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة، وذلك من قبل قوات متعددة الجنسيات الأمر الذى يضمن تنفيذ أفضل أسلوب للتغلب على تلك العناصر التكفيرية ومجابهتها».
وأضاف أن «الجيش المصرى يعد واحدا من الجيوش القليلة على مستوى العالم أجمع الذى يملك تجربة كاملة فى الحرب على الإرهاب فى سيناء والقضاء عليه وتحقيق النصر، لذلك تحرص كافة القوات المشاركة على الاستفادة من خبرات القتال الموجودة لدى أشقائنا فى الجيش المصرى»، مشيرا إلى أن «التدريبات المشتركة دائما ما تشهد ظهور أنواع تسليح جديدة خاصة من جانب الجيش الأمريكى، نظرا للتطور المستمر فى ترسانة الأسلحة الأمريكية، لذا فيمثل النجم الساطع فرصة ملائمة للتعرف على أحدث منظومات التسليح عالميا».
كما أوضح أن «التدريب المشترك يساهم فى تعزيز التعاون بين الدول المشاركة فى مجالات عدة كالحرب على الإرهاب والتكتيكات المختلفة فى التعامل مع هجمات العناصر الإرهابية، وكذا التخلص من العبوات الناسفة، وكذا أسلوب التعامل مع السكان المدنيين عقب الانتهاء من تطهير المنطقة من تواجد العناصر الإرهابية وتقديم كافة الخدمات لعودة الحياة لطبيعتها.
فيما أكد الرائد «جدما»، أحد ضباط الجيش الموريتانى المشارك فى «النجم الساطع»، أن «الرسالة الأساسية التى يقدمها النجم الساطع هى رسالة سلام وقوة حيث يظهر مدى التعاون والتنسيق بين جيوش الدول المختلفة ولا يجمعنا سوى الاجتهاد فى موضوعات التدريب والإنسانية فقط، وأن العالم أجمع يجب أن يدرك رسالة السلام التى يقدمها هذا التدريب».
«جدما»، الذى يعتبر «النجم الساطع 2025»، مشاركته الأولى أبدى إعجابه بمدى القوة التى ظهرت عليها القوات المشاركة فى التدريب، موجهًا الشكر للدولة المصرية والقوات المسلحة المصرية لحسن الاستقبال وكرم الضيافة والترحيب بكافة المشاركين بالتدريب، مشيدًا بالمستوى الذى ظهر به الجيش المصرى سواء على مستوى التنظيم والإعداد أو مستوى التنفيذ من قبل القوات المشاركة.
فيما أكد العقيد ناصر العدوانى، رئيس الوفد الكويتى المشارك فى تدريبات النجم الساطع 2025، أن «القوات الكويتية تعتبر جزءا أساسيا من تدريبات النجم الساطع، حيث تكون حريصة على المشاركة فى كافة النسخ نظرا لأهميته الكبرى على المستوى العسكرى والتكتيكى والتسليحى والمعنوى وأخيرا الدبلوماسى»
وأشار «ناصر» إلى أن «العسكريين معتادون على التدريبات المشتركة، لكن المعايشة والمشاركة فى النجم الساطع أمر مختلف، حيث يوفر فرصة كبيرة للتعرف على مدارس عسكرية مختلفة من دول العالم المشاركة فى التدريب، الأمر الذى ينعكس بالإيجاب على خبرات القتال لدى المشاركين».
رئيس الوفد الكويتى، أشاد بالمستوى الراقى فى التنظيم والتجهيز لهذا الحدث الهام، وقال: هو أمر ليس بغريب على الجيش المصرى، فقد نشأنا ونحن نسمع عن إنجازات وقدرات الجيش المصرى العظيم، فجميعنا كعرب نفتخر بالجيش المصرى وليس المصريين فحسب، وعاماً بعد عام يمكن للقاصى والدانى أن يلمس مدى التطور والجاهزية والاستعداد القتالى العالى الذى أصبح عليه الجيش المصرى.
ولفت «ناصر » إلى أن وجود 44 دولة تشارك بقوات عسكرية مجتمعة فى تنفيذ فعاليات واحدة على أرض مصرية هى رسالة سلام عبر توحيد المفاهيم والمصطلحات، والتأكيد على أن العالم أجمع مشترك فى الحرب ضد الإرهاب، وذلك قبل أن يختتم حديثه بالتأكيد على أن «حجم القوات المشاركة هو حجم كبير يجب أن نتوقف عنده لنعى حجم مصر وإمكاناتها وكذا أهمية الحدث نفسه بين الأوساط العسكرية العالمية».
بدوره، أشار المقدم لى سونج، المسئول عن بعثة كوريا الجنوبية فى التدريب، إلى أن البعثة مشاركة فى تدريبات النجم الساطع هذا العام بصفة مراقب، وهى المرة الأولى التى يشاركون فيها فى إحدى نسخ التدريب المشترك النجم الساطع، موضحًا أنه تفاجأ بالتنظيم الرائع الذى ظهر عليه التدريب المشترك، وكذا المساحة المخصصة لإجراء وتنفيذ فعاليات التدريب، الأمر الذى ساهم فى إشراك العديد من العناصر وليس فقط القوات البرية.
وأضاف «سونج»، أن «القوات المصرية أبدت براعة فى استخدام الأرض وتنفيذ المهام المكلفة بها خلال كافة مراحل تدريب النجم الساطع، على الرغم من الطبيعة القاسية لمنطقة التدريب من ارتفاع درجات الحرارة وأجواء الصحراء القاحلة، مما يبرهن على قوة وقدرة القوات المصرية على العمل فى ظل ظروف صعبة».