رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

"هنا القاهرة".. أحمد سالم يصيغ هوية إذاعية خالدة

10-9-2025 | 12:47

الراحل أحمد سالم

طباعة
دعاء برعي

في تمام السادسة مساء 31 مايو 1934، دوّت في أرجاء مصر والعالم العربي جملة "هنا القاهرة" التي خلدتها ذاكرة الإعلام العربي، لتشكل ميلاد عصر جديد من التواصل والإعلام.

كان وراء هذه الجملة أحمد سالم الصوت المميز والشخصية الفريدة، وأحد أعمدة الإذاعة المصرية وروادها الأوائل.

ساهم سالم في وضع اللبنات الأولى لفن الإذاعة، وحدّد معالم الخطاب الإعلامي، وكان لصوته نبرة مميزة تجمع بين الفخامة والبساطة، جعلته قريبًا من آذان المستمعين وقلوبهم.

ميلاده ونشأته

ولد أحمد سالم في أوائل 20 فبراير 1910، في أبو كبير، بمحافظة الشرقية، لعائلة مصرية من الطبقة الوسطى، وتلقى تعليمه في مصر ثم سافر إلى الخارج لاستكمال دراسته، فدرس الطيران في إنجلترا، ما أكسبه لقب "الطيار المثقف" قبل أن يوجه اهتمامه إلى الإعلام والفن.

وتنوعت مواهب سالم بين الإذاعة والإخراج والكتابة والتمثيل، وكانت له تجربة في السياسة والصحافة، لكن الإذاعة خلدت اسمه في الذاكرة، بعد أن اختير ليكون أول مذيع مصري ينطق بجملة "هنا القاهرة" في افتتاح البث الرسمي للإذاعة المصرية.

دخل هذا اليوم 31 مايو 1934 التاريخ، حين انطلق البث الإذاعي لأول محطة رسمية مصرية بالتعاون مع شركة "ماركوني" البريطانية، ليقف سالم خلف الميكروفون، مستعدًا لإعلان بدء عصر جديد في الإعلام المصري والعربي، حين قال في السادسة مساء، بصوته الواثق "هنا القاهرة"، حيث كان لهذه الكلمات وقع خاص، على المصريين والعالم العربي بأسره، فكانت البداية لتأسيس إذاعة وطنية تعبّر عن الشعب وتطلعاته، وتفتح نافذة على الثقافة والفكر والسياسة.

ولم يقتصر أحمد سالم كونه صوتًا إذاعيًا، لكنه كان مفكرًا ومهندسًا إعلاميًا سبق عصر، فشغل منصب مدير الإذاعة المصرية بعد إنهاء التعاقد مع شركة ماركوني في عام 1947، وكان له دور بارز في مصريّة الإذاعة وتطوير محتواها، وجعلها أكثر ارتباطًا بالواقع المصري والهوية الوطنية.
وبالتوازي خاض سالم تجربة ناجحة في مجال السينما، فكتب وأخرج ومثّل عدة أفلام، أبرزها فيلم "الماضي المجهول".....، كما شارك في إنتاج أعمال مميزة أسهمت في إثراء السينما المصرية خلال الأربعينيات.

وارتبط اسم أحمد سالم بعدة قصص وحكايات في الوسط الفني، أبرزها زواجه من الفنانة أسمهان، وهي علاقة أثارت الكثير من الجدل في زمانها، وانتهت نهاية درامية بعد خلافات علنية.

وفاته

توفى أحمد سالم في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر 1949إثر إجراء عملية له. واليوم، في كل مرة تُفتتح فيها نشرة إذاعية بعبارة "هنا القاهرة"، يتردد في الأفق صدى صوت أحمد سالم، الرجل الذي غيّر وجه الإعلام، وترك أثرًا خالدًا في ذاكرة الأمة.

أخبار الساعة