رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فى أول حوار صحفى..الفنان التشكيلى الفلسطينى سليمان منصور: أقاتل بالريشة..واللوحة قادرة على مواجهة رصاص المحتل


16-8-2025 | 20:30

الفنان التشكيلى الكبير سليمان منصور

طباعة
حوار: أشرف التعلبى

طوال أيام، ظللت أفكر فى هذا الحوار، كنت أسأل نفسى: لماذا نتحاور؟ وهل تستطيع الكلمات أن تعبر عما يثقل القلوب أو ما يدور فى العقول الحائرة التى لا تعرف متى تلوح لحظة الخلاص؟

لكن وسط هذا التردد، ظلت فى داخلى رغبة جارفة فى أن أفعل شيئا -أى شيء- من أجل غزة والقدس، حتى لو كان مجرد محاولة عاجزة من إنسان لا يملك أن يوجه سهمًا واحدًا نحو المحتل الغاشم، وهو إيمان راسخ بأن القلم قد يتحول إلى سلاح، وأن كلماتى قد تحمل رسالة فنان يعيش على أرض محتلة ويعانى، وعلينا أن نوصل هذا الصوت الذى بحّ من الصراخ.

وكنت أُمنّى النفس أن ألتقى الفنان التشكيلى الكبير سليمان منصور، المولود فى مدينة رام الله قبيل نكبة فلسطين عام 1947، والحاصل مؤخرا على جائزة النيل من مصر فى حوار، ونحن نعيش فرحة فلسطين المحررة، لكننى أدرك أن التحرر يحتاج إلى مقاومة، والمقاومة تحتاج إلى عزيمة وصمود، وهما ما حاولت أن أتشبث بهما... أربعة أيام قضيتها أبحث فى عالمه، أحاول صياغة أسئلة تشفى غلى وغليله، وأغوص فى قراءة كل لون، كل خط، كل رمز يختبئ فى لوحاته.

 

وحين حصلت على رقم هاتفه من السفارة الفلسطينية فى مصر، هممت بالاتصال به، لكن ما إن أدخلت الرقم حتى ظهر أمامى كود الاتصال الخاص بإسرائيل، الكيان الصهيونى، لحظة صدمة هزت وجدانى، سارع إصبعى إلى زر الإغلاق قبل أن أتابع الاتصال.

حينها كان الضباب يملأ رأسى، والمشاعر تتشابك ما بين غضب، وحزن، وإصرار، وعجز متداخل. واجتاحتنى فكرة أن المحتل لا يكتفى بمصادرة الأرض، بل يسعى إلى محو الهوية من كل شيء، من الإنترنت، من الاتصالات، من الخرائط،... لكن سريعا أدركت أنه مهما فعل، لن يستطيع محو أرواحنا التى يختلط طينها بالحناء، وتعيش على القهوة والسماق، وتستظل تحت شجرة زيتون عتيقة.

ثم تماسكت أخيرا، واتصلت به، وعندما تحدثت معه، شعرت بثقل كل سؤال ألقيته، وبألم كل إجابة سمعتها من مبدعنا الذى يناضل بريشته منذ عقود.

«هنا القاهرة»

يقول شاعرنا الكبير سيد حجاب: «هنا القاهرة الساحرة الآسرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة.. هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة النيرة الخيرة الطاهرة.. هنا القاهرة الصابرة الساخرة القادرة المنذرة الثائرة الظافرة».

بعد هذه الكلمات التى تلخص روح مصر ودفء حضنها لكل العرب.. ماذا يعنى لك أن تُكرم من مصر، وأن تنال أرفع جوائزها الثقافية، جائزة النيل؟ وكيف تقرأ دلالة هذا التكريم؟

هذا التكريم يعنى لى الكثير، خاصة هذه الأوقات، التى يُساء فيها فهم بعض تصرفات مصر تجاه أهلنا فى غزة والتى تهدف إلى منع خطط التهجير لهم، لأن دور مصر فى مساندة القضية الفلسطينية، وأهلنا فى غزة، هو دور تاريخى ثابت.. أما عن جائزة النيل، فلها تقدير واحترام خاصان، ومنحها لفنان فلسطينى هو أمر رمزى يؤكد هذا الدور الأساسى فى دعم ومساندة الشعب الفلسطينى على جميع الأصعدة، وخاصة الثقافية منها.

هل شعرت أن جائزة النيل لم تُكرم فقط الفنان، بل كرمت فلسطين وقضيتها من خلالك؟

بالطبع، فالعالم العربى مليء بالمبدعين الممتازين فى جميع الأصعدة الثقافية، وانتقائى لنيْل هذه الجائزة الكبرى هو بادرة رمزية لتكريم الشعب الفلسطينى ونضاله من أجل حياة كريمة، وأنا فخور لانتقائى لهذه المهمة الرمزية.

وهل ترى فى هذا رسالة عربية ضد محاولات طمس الهوية الفلسطينية؟

إن عملى الفنى بمجمله يدور حول تأكيد الهوية الفلسطينية ومحاولات طمسها المستمرة منذ النكبة وإلى الآن.. وهذه الجائزة أرى فيها احتفاء ودعما للهوية الوطنية الفلسطينية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها التحرر على أرضه.

يقول الرسام الهولندى فينسنت فان غوخ: «أحلم بالرسم، وبعد ذلك أرسم حلمي”.. كما يقول: إذا سمعت صوتا بداخلك يقول إنك لا تستطيع الرسم فهذا يعنى ارسم، سيصمت ذلك الصوت بداخلك للأبد»... فماذا عنك، ما اللوحة التى تخيلتها فور إعلان الجائزة؟ هل رسمت شيئا فى ذهنك؟

تبادر إلى ذهنى مدينة القدس، التى رمّم سورها السلطان سليمان القانونى فى القرن السادس عشر الميلادى، وكذلك قبة الصخرة المشرفة بأموال خراج مصر لمدة خمس سنوات.. إن منظر القدس الجميل والمهيب الحالى هو نتيجة عرق ودم أبناء مصر وفن المهندسين والحرفيين الأتراك والمصريين.

«عام النكبة»

فى عام 1953، صدرت للشاعر خليل زقطان مجموعته الشعرية الأولى، تحت عنوان غير مألوف هو «صوت الجياع» والواقع أن تلك المرحلة بأكملها، كانت غير عادية بوقوع النكبة سنة 1948 التى زلزلت التاريخ العربى كله: يقول فيها: أنا قد صحوتُ على الجراحِ.. تسيلُ من بعضى لبعضيْ- أنا قد صحوتُ وإذْ أنا.. ملقى بأرضٍ غيرِ أرضيْ».

وأنت بدورك وُلدت قبيل عام النكبة، عام 1947، فوق تلال بيرزيت شمال مدينة رام الله.. هل تشعر أن عمرك الشخصى هو امتداد لعمر القضية الفلسطينية؟

أنا للصدفة عشت كل تطورات القضية الفلسطينية ومعها التحولات السياسة المختلفة فى المنطقة ككل.. وأعتبر رأيى وتوجهى السياسى نابعا من تجربة شخصية بالدرجة الاولى، وكذلك هو انتمائى لفلسطين وثقافتها.

أما عن الأرض والشعر وفلسطين، فهناك الكثير من الأشعار التى تجسد هذا الارتباط المقدس، ومن بينها قصيدة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان التى تقول فيها:

“كفانى أموت على أرضها

وأدفن فيها

وتحت ثراها أذوب وأفنى

وأبعث عشبًا على أرضها

وأبعث زهرة

تعيث بها كف طفلٍ نمته بلادي

كفانى أظل بحضن بلادي

ترابًا

وعشبًا

وزهرة.”

وإذا كان الشعراء أبدعوا بالقصائد، فأنت بريشتك رسمت أيقونة لا يمكن محوها... هى لوحة «جمل المحامل» التى أنجزتها، وأصبحت أيقونة فلسطينية وعالمية، تجسد الرجل الفلسطينى وهو يحمل على ظهره القدس بكل ثقلها التاريخى والروحي، ممسكا بالأرض والهوية رغم التعب والزمان... هل ما زال هذا العجوز يحمل القدس على ظهره؟ أم أن هناك مَن حمل الراية من بعده؟

لوحة «جمل المحامل» هى رمز للإنسان الفلسطينى المرتبط بأرضه ويلاحقه تاريخه الشخصى وانتماؤه أينما كان، فى المهجر أو فى فلسطين، ويشكل أحيانا عبئا صعبا، ولكن هذا هو قدره طوعا أو غصبا.. كما أن هذا العجوز هو رمز للإنسان الفلسطينى وربما لا شعوريا هو أنا... بصفته رمز المفروض أنه لا يتعب ويكل.. ولكن إذا أخذت نفسى نموذجا فأنا بصراحة وبعد هذا العمر وما أحمله من أمراض فقد تعبت وسأكون فى غاية الانبساط لو حمله عنى شاب قوى وبروح جديدة.

كيف يمكن للفن أن يتحول من وسيلة تعبير إلى شكل من أشكال النضال؟

لا أعتقد أن أى فنان يخطط ليكون فنه شكلا من أشكال النضال، إن أهل الفنان وجمهوره وشعبه هو الذى يقرر إذا هذا الفن يعبر عنه، وهو شكل من أشكال النضال.. وعلى الفنان أن يكون انتماؤه لشعبه أصيلا وقويا؛ كى يشعر كما يشعر الناس، ويكون تعبيره صادقا ومؤثرا.

فى قصيدته «ثلاثية أطفال الحجارة» يخلد شاعرنا الكبير الراحل نزار قبانى بطولات وشموخ أطفال غزة الذين لم يملكوا سوى الحجارة فى وجه آلة القتل، قائلا:

“بهروا الدنيا

وما فى يدهم إلا الحجارة

وأضاءوا كالقناديل

وجاءوا كالبشارة

قاوموا

وانفجروا

واستشهدوا”

برأيك، هل يمكن للريشة أن تواجه رصاصة؟ وهل ترى أن اللوحة والفن يمكن أن يكونا بديلا أو شكلا موازيا للكفاح المسلح فى نضال الشعوب؟

إن إسرائيل أصبحت دولة قوية لأسباب كثيرة، أهمها احتضان الرأى العام العالمى لها.. ونحن إذا أردنا أن نتحرر، فيجب أن نغير هذا الرأى العام العالمي، ولا يمكن لنا أن نغيره إلا إذا خاطبنا قلوب ومشاعر الناس، ولا يمكن أن نخاطب قلوب البشر وعواطفهم إلا من خلال الفن، ويشمل كل أنواع الفن، ولذا فأنا متأكد من أن اللوحة أو القصيدة أو القطعة الموسيقية أو الفيلم قادر أن يواجه الرصاص ويكون مساندا قويا للكفاح بجميع أشكاله.

يقول الشاعر الفلسطينى عبدالكريم الكرمي، الملقب بـ»زيتونة فلسطين»:

“مِن فلسطين ريشتى وبَياني

فعَلى الخُلدِ والهوىَ يَدرُجانِ

مِن فلسطين ريشتى ومِن الرملةِ واللِد

صُغتُ حُمرَ الأغاني

مِن شذا برتقال يافا قوافيها

ومن سهل طولكرم المعاني”

الفنانون الفلسطينيون كثيرا ما استخدموا فى أعمالهم مواد طبيعية مثل الطين، الحناء، القهوة، والسمّاق.. هل ترى أن هذا كان اختيارا جماليا بحتا، أم كان موقفا سياسيا واعيا للتأكيد على الانتماء والهوية فى وجه الاحتلال؟

اختيارنا لكل هذه المواد هو نتيجة فلسفة الانتفاضة الأولى، التى دعت إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو المستوردة من خلال إسرائيل.. هذه الفلسفة جعلت كل فنان يبحث عن مواد خام محلية تتلاءم مع نشأته منذ الطفولة، وأنا أذكر أول مرة عرضنا أعمالنا هذه، كان الجمهور يقترب من العمل الفنى ويلمسه ويشمه ويستمتع بما يذكره من ذكريات.

عرضت أعمالك الفنية فى معارض وطنية ودولية، بما فى ذلك معرض معهد العالم العربى فى باريس 1987، ومتحف آخر بعنوان «الاحتلال والمقاومة»، فى نيويورك 1990، وفى بينالى الشارقة1995؛ «سبعة فنانين فلسطينيين» دارة الفنون بعمان 1997، «صنع فى فلسطين» بمتحف ستيشن للفن المعاصر تكساس الولايات المتحدة 2003، «فن فلسطين» معرض ميم بدبى 2011، و»التجريد والخط - نحو لغة عالمية» بمتحف اللوفر أبوظبى بالتعاون مع مركز بومبيدو 2021.. وفى عام 1998، حصلت على جائزة فلسطين للفنون البصرية وجائزة النيل الكبرى فى بينالى القاهرة السابع، وفى عام 2019 حصلت على جائزة اليونسكو-الشارقة للثقافة العربية لتسليط الضوء على الثقافات الفلسطينية والعربية دوليا، وغيرها الكثير من المعرض والجوائز..

وهذا يجعلنى أسالك: هل ترى أن اللوحة الفلسطينية الحديثة ما زالت وفية لقضية الأرض والإنسان، أم أن هناك مَن انشغل بتجريدات السوق العالمية؟

الفنان المعاصر الآن يتحدث بلسان عصره.. أدوات العصر تغيرت من الريشة واللون والكانفاس إلى الكاميرا والفيديو والكمبيوتر وفضاء المتحف أو الجاليرى، وكل هذا التغيير سبّب صدمة للجمهور التقليدي، ولم يستوعب بالضبط ما يحدث.. نعم، إن التأثيرات التى فاضت على حياة الشباب من الفنانين كانت كبيرة ودورهم يزداد صعوبة لأنهم بحاجة -ككل الفنانين- إلى مجتمع يحتضنهم، ومن دون مجتمع مثقف واعٍ لأساليب العصر تصبح مهمة الفنان المعاصر صعبة وسوء فهم عمله، كأنه ابتعد عن قضايا شعبه، وغيرها من انتقادات مجحفة.

فى لوحاتك تحضر الكوفية، أشجار الزيتون، أشجار البرتقال، الثوب المطرز، قبة الصخرة.. كيف ترى العلاقة بين الرمز الوطنى والرمز الجمالى؟

أنا لوحاتى وغالبية زملائى اعتمدنا على الرمز للتعبير عن موضوع الهوية، ولاكتشاف رموز بصرية تعكس الهوية، نهلنا من عدة مصادر، أولها فن المنطقة القديم مثل فن ما بين النهرين والفن النصرى القديم والفن الكنعاني، وثانيا الفن الإسلامى وخاصة الخط العربى والزخرفة، وثالثا التراث ويشمل الأزياء الشعبية والتطريز الفلسطيني، ورابعا المشهد الفلسطينى ويشمل عمارة القرية والأرض الزراعية والأشجار كالزيتون والبرتقال والأزهار البرية والطيور، وغيرها الكثير.. وبالتالى فالرمز الوطنى تحول إلى رمز جمالي، وهو من ضروريات أساليب الوصول والتأثير، وضرورات الفن المقاوم.

«ريشة فى وجه البندقية»

جسد شاعر الأرض الكبير محمود درويش مأساة غزة فى نص نثرى بعنوان «صمت من أجل غزة»، يقول فيه:

“قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها)

قد يكسرون عظامها‏‏

قد يزرعون الدبابات فى أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها فى البحر أو الرمل أو الدم

ولكنها لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم‏‏

وستستمر فى الانفجار‏‏

لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة فى إعلان جدارتها بالحياة..‏‏

وغيره الشعراء اجتمعوا على صمود أهل غزة.. سؤالى هنا: كيف أثرت مأساة غزة على ريشة الفنان سليمان منصور؟ وهل تعتقد أن الألوان واللوحات ما زالت قادرة على التعبير عن هذا الألم والمقاومة؟

مأساة غزة جعلت من الصعوبة بمكان التعامل فنيا مع هذه المذبحة ليس لى فقط، بل للكثير من الفنانين الفلسطينيين... أولا أن المذبحة موضوع جدى ومرعب وخطير، والتعامل معه فيه رهبة معينة، نحن تأثرنا ولا نزال بالمشاهد التى تأتينا من غزة، ولا بد أن تخرج هذه المشاهد فى الأعمال الفنية، الآن الذى من شانه أن يولد الحباط واليأس عند الناس وهذا ما تصبو إليه إسرائيل، إن مثل هذه الأحداث ربما تحتاج إلى وقت لتتخمر وتخرج بشكل فني، والجدير ذكره هنا أن أفضل الأدبيات حول الحرب العالمية الثانية صدرت بعد سنوات من انتهاء الحرب.

لكل منا حلم كبير يسعى لتحقيقه، وحين نتأمل كلمات الشاعر الفلسطينى محمود درويش التى قال فيها:

“عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ

عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيِّدَةُ الأُرْضِ

أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ

كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين

سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ».

كيف تتخيل بريشتك «اللوحة الحلم»... فلسطين المحررة؟ وما هى الصورة أو الرموز التى تود أن تُجسدها فى هذه اللوحة؟

فلسطين المحررة لا بد أن يكون للمرأة دور عام فيها، فالمرأة هى رمز للوطن وشروط تمثيلها للوطن معروفة.. يجب أن تكون جميلة وذات عنق طويل رمز للعزة والكرامة، ويجب أن تكون يداها كبيرتين وقويتين رمزا لارتباطها بالأرض والعمل، وأخيرا يجب أن تلبس الزى الشعبى الفلسطينى المطرز، وربما غيره من الرموز كالكوفية، ويمكن تحميلها أى رمز نراه ضروريا.

أخيرا، إذا طلبنا منك أن تختزل كل هذه التجربة بجملة واحدة، ماذا تقول؟

لوحاتى هى شهادة حياة ومقاومة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة