نشرت الهيئة القومية للأنفاق عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" قصة مميزة تبرز أحد أبرز التحديات الهندسية التي واجهتها في منتصف التسعينيات مع بدء تنفيذ الخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة الكبرى.
تضمن المشروع عبور نهر النيل مرتين وحفر أنفاق عميقة تحت مدينة القاهرة المزدحمة، ما شكل تحديًا غير مسبوق في تاريخ النقل تحت الأرض في مصر.
في قلب هذا الإنجاز، استخدمت الهيئة ماكينتي الحفر "حتشبسوت" و"نفرتيتي" من طراز Slurry TBM، بطول 65 مترًا ووزن 880 طنًا، قادرتين على حفر الأرض بسرعة تصل إلى 20 مترًا يوميًا، محققين رقمًا قياسيًا عالميًا بلغ 36 مترًا في اليوم.
تضمنت أعمال الحفر قطرًا في التربة يبلغ 9.45 مترًا، مع تركيب دقيق للحلقات الخرسانية التي شكلت الهيكل الخرساني للنفق بأقطار داخلية وخارجية تبلغ 8.35 و9.15 متر على التوالي.
وتم تنفيذ هذا العمل في ثلاث مراحل متتالية، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة لضمان استدامة النقل تحت الأرض لعقود قادمة.
الفيديو الذي نشرته الهيئة يوثق هذه اللحظات النادرة من دوران ماكينات الحفر وتشكيل الحلقات الخرسانية، وكيف تحولت الأنفاق من فراغ مظلم إلى ممر حيوي للنقل الحديث في القاهرة.