رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المخرجة عبير علي تستعرض تجربتها الفنية الثرية في ندوة «القومي للمسرح»

27-7-2025 | 21:13

المخرجة عبير علي

طباعة
أ ش أ

استضافت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، المخرجة عبير علي، إحدى مكرمات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان، في ندوة استثنائية مساء اليوم /الأحد/، ألقت خلالها الضوء على مسيرتها المسرحية الثرية، بحضور الناقدة الدكتورة لمياء أنور.

واستهلت الكاتبة والناقدة مايسة زكي، التي أدارت الندوة، حديثها بالإشارة إلى كتاب "عبير علي.. الفنانة الاستثناء" الذي أصدره المهرجان ضمن سلسلة توثيق مسيرة المكرمين، وهو من تأليف الدكتورة لمياء أنور، لافتة إلى أن الكتاب تم صياغته بلغة رشيقة تنبض بالفن والتقدير للتجربة، وتوجهت بتساؤلاتها للمؤلفة حول عملية تأليفه.

ومن جهتها، قالت الدكتورة لمياء أنور إن تأليف الكتاب شكل تحديا مزدوجا بالنسبة لها، بسبب عمق التجربة من جهة، ومواكبتها عن قرب من جهة أخرى، مشيرة إلى أنها حين انتهيت من الكتاب شعرت بأنها رسمت لوحة تشكيلية، واتخذت المنهج الوصفي التحليلي مدخلا لقراءة عروض عبير علي، مع توظيف رؤية فلسفية ترصد ملامح مشروعها الفني.

وعن البصمة الخاصة لعبير علي في المسرح المصري، أوضحت الدكتورة لمياء أنور، أن عبير علي انحازت دوما إلى المهمشين والهوامش، بعيدا عن المركزية، وأن كل أعمالها تبنى بمنطق "المختبر المسرحي"، حيث تتكامل فيها عناصر العرض من أزياء وديكور إلى التكوينات البصرية، وهو ما يعود إلى تكوينها الأكاديمي وتدريباتها المتواصلة.

ومن جهتها، تطرقت مايسة زكي إلى قرب معايشتها لتجربة عبير علي، مشيدة بقدرتها الفريدة على تشييد العروض المسرحية بإتقان شديد، قائلة:"عبير علي أشبه بـ 'النساجة'، إذ تحكم كل تفصيلة في العرض، وعروضها مليئة بالبروفات، بالإشباع الجمالي، وبالحضور المسرحي الكامل.

وتوجهت المخرجة عبير علي بالشكر لإدارة المهرجان، مشيرة إلى أن تكريمها بالمهرجان القومي للمسرح له مكانة خاصة، قائلة:"رغم أنه تم تكريمي في كثير من المحافل الدولية، فإن هذا التكريم هو الأهم في حياتي".

واستعرضت عبير علي، ملامح من رحلتها الشخصية والفنية، مشيرة إلى نشأتها الأولى في بيئة يغلب عليها الحكي الشعبي، قائلة:"نشأت على حكايات الأرض، وصوت جدتي وهي تقرأ الصحف، وبدأت بالغربة، حيث كنا غرباء في الفيوم، ورافقني هذا الشعور طيلة سنوات حياتي"، لافتة إلى أن انحيازها للمهمشين، على حد تعبيرها، لم يكن اختيارا طارئا،وإنما ولد من تلك الحالة: قضايا التهميش، والعدالة الثقافية، والهوية الإنسانية هي التي شكلتها… ولهذا اخترت مسرح الحكي، لأنه لا يحتاج إمكانيات مادية كبيرة، ويُشرك الجمهور في صميم التجربة".

وأكدت عبير علي في حديثها على رؤية فلسفية وفنية متكاملة ترى فيها أن المبدع لا يتوقف عن التعلم والتجريب: المبدع مشروع باحث ومتدرب حتى الموت… المسرح لا يتوقف، ولا الإبداع يجب أن يتوقف، مشيرة إلى أن كل عرض تقدمه وراءه هاجس أو فكرة تشغلها وتشكل دافعا أساسيًا للإنتاج، ضاربة المثل بعدد من أعمالها المسرحية.

وسلطت عبير علي، الضوء على عملها في الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومشروعاتها العديدة لتدريب الفنانين في أقاليم مصر، عبر مراكز التدريب المتخصصة، التي بدأت في المنيا ثم امتدت إلى المنوفية والفيوم، وقدمت هذه المراكز ورشا لجمع التراث الشعبي وإعادة توظيفه إبداعيًا، ونتج عنها مشاريع وعروض نهاية كل عام، كان منها تدريبات على الرقص الشعبي وفنون الأداء.

كما تحدثت عن تجربتها مع فرقة المسحراتي، وكيف تم توظيفها في مشروع تدريبي واسع امتد إلى مختلف المحافظات، لخلق جيل مسرحي مدرب على الحكي والفنون الأدائية الأصيلة.

الاكثر قراءة