على أطراف محافظة المنيا، في جنوب مركز دير مواس، تقع قرية دلجا، قريةٌ تشبه مئات القرى المصرية، تعيش على الزراعة، وتربط أهلها الحكايات اليومية والمناسبات العائلية والموسمية، لكن ما شهدته دلجا خلال الأيام الماضية، أثار الكثير من التكهنات حول طبيعة ما تتعرض له إحدى الأسر بالقرية.
في أقل من عشرة أيام، رحل 6 أطفال، تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات و14 سنة، جميعهم فارقوا الحياة بأعراض متشابهة وغامضة، القيء المفاجئ، الهبوط الحاد في الدورة الدموية، وفشل التنفس، رحلوا تاركين القرية في حيرة وحزن لا ينتهيان..
الفرحة الأخيرة
الطفلة فرحة ناصر، صاحبة الـ12 عامًا، بعد أيام من تدهور حالتها الصحية، ومحاولات يائسة للعلاج، لفظت أنفاسها الأخيرة داخل عناية السموم في أحد المستشفيات بأسيوط، بعد أن نُقلت من مستشفى المنيا.
فرحة كانت الضحية السادسة للمرض الغامض، قبلها، رحل 5 من أشقائها، كل الحالات سجلت أعراضًا متطابقة تقريبًا؛ ارتفاع في درجة الحرارة، قيء متواصل، فقدان الوعي، ثم فشل في الأجهزة الحيوية.
كل الطرق تؤدي إلى الغموض
الأهالي في دلجا لا يملكون تفسيرات، فقط روايات تتناقلها المجالس، البعض يتحدث عن "تسمم جماعي"، بينما يرجح آخرون فرضية "عدوى فيروسية، وبينما تنتشر التكهنات، جاء رد وزارة الصحة: تم سحب عينات من المياه والطعام ومخلفات الأطفال المتوفين لإرسالها إلى المعامل المركزية، وجارٍ انتظار النتائج".
بعد وفاة الطفلة السادسة، بدأت جهات التحقيق في استدعاء ذوي الضحايا، وأخذت أقوالهم، ووزارة الصحة شكلت لجنة طبية لفحص الوضع في القرية، وتم سحب عينات من منزل المتوفين، وشبكة المياه، وبعض المأكولات