رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

من بطولات جيشنا.. إغراق المدمرة إيلات


2-11-2025 | 12:55

.

طباعة
بقلـم: يوسف القعيد
 

فى عيد القوات البحرية الذى نحتفل به يوم 21 أكتوبر من كل عام بمناسبة إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات. تعالوا نتذكر هذه العملية الخالدة فى تاريخنا المليء بالبطولات والأمجاد، والتى تمت وقت أن كان القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية الرئيس جمال عبد الناصر مفجر ثورة يوليو 1952.

ففى 21 أكتوبر 1967 بعد أربعة أشهر من النكسة، أغرقت القوات البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام بور سعيد، وهى عملية مختلفة عن عمليات الهجوم الثلاث على ميناء إيلات الإسرائيلى، والتى أغرقت خلالها 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربى للميناء.

شهدت الفترة التى تلت حرب يونيو 1967 أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين بهدف إحداث خسائر فى القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق، فبعد حرب 1967 اخترقت المدمرة إيلات المنطقة البحرية لبورسعيد، مهددة مدنها وانتهاك المياه الإقليمية المصرية، وقد تصورت القيادة الإسرائيلية عدم قدرات القوات المصرية على منعها من ذلك.

فى 11 يونيو 1967 ضربت المدمرة السرب المصرى الذى كان يمر بجانبها فاشتبك معها، واستمرت المدمرة إيلات فى اختراق المياه المصرية إلى يوم 18 أكتوبر 1967، فقررت القيادة السياسية المصرية إعطاء الأوامر للقوات البحرية بضرب المدمرة وإغراقها، وفى يوم 21 أكتوبر 1967 صدر الأمر بالاشتباك مع المدمرة وتشكلت فرقتان للقيام بالمهمة.

كانت المعلومات تصل للفرقتين من قيادة بور سعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة، واستعدت قوات القاعدة لمهاجمتها عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ، ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة البحرية إيلات ومعها زوارق الطوربيد. ليلة 11، 12 يوليو 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية فى بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت المدمرة على الزوارق وابلاً من النيران.

فى مساء 11 يوليو 1967 رصد رادار قاعدة بورسعيد البحرية هدفاً متحركاً على بُعد 18 ميلا بحريا من نجمة بورسعيد، فأصدر قائد القاعدة أمراً برفع درجة استعداد سرب لنشات الطوربيد، وفى الساعة 10.30 مساء اجتمع قائد القاعدة مع قادة اللنشات فى مركز عمليات بورسعيد، وأوضح تفاصيل المهمة وهى الانطلاق بالسرب واستطلاع الهدف المشتبه به مع تفادى الاشتباك لاحتمال وجوده خارج حدود المياه الإقليمية.

وفى الساعة 12.15 صباحاً رأى قائد السرب أن الهدف المعادى يقترب منه بسرعة، تبين بعد ذلك أنها المدمرة الإسرائيلية إيلات، وفى الساعة 12.20 ظهرت أهداف معادية أخرى تبين أنهما لنشا طوربيد إسرائيليان، وقامت بضرب السرب المصرى فى تحدٍ سافر للقوانين الدولية، فأبلغ قائد السرب قيادة القاعدة أنه قرر الاشتباك لحقه فى الدفاع عن النفس.

استمرت المدمرة الإسرائيلية إيلات فى العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 فى تحدٍ سافر إلى أن صدرت توجيهات قيادة القوات البحرية المصرية بتدمير المدمرة إيلات، وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية فى بورسعيد لنشين من صواريخ كومر السوفيتية، وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت فى القاعدة البحرية قبل الخروج لمهاجمة المدمرة البحرية إيلات لتدميرها. وخرج اللنشان لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما أعدت بقية القطع البحرية المصرية فى القاعدة كاحتياطي.

بمجرد صدور أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشا صواريخ من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة، هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فمالت على جانبها، فلاحقها بالصاروخ الثانى فتم إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرق بورسعيد. بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مائة فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية.

وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحري، وعاد اللنشان إلى القاعدة؛ لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة.

لقد كان إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة 4 صواريخ بحرية مصرية هى الأولى من نوعها فى تاريخ الحروب البحرية، وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية واستراتيجيات القتال البحرى فى العالم، فقد تم فى هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى فى التاريخ.

وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهورى بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركوا فى العملية أوسمة وأنواطا، وأصبح غرق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 1967 عيداً للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية، وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية فى التاريخ.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة